الأقنعة الزائفة والشعارات الكاذبة

الحسن بن علي

يمكن القول بأن (السعودية) والصهيونية العالمية والاستعمار قد نجحوا في تسويق الطائفية والمناطقية إلى حد بعيد، الأمر الذي أطلق سلسة من الأفعال الانتقامية وردود الأفعال المضادة. وجاء دخول (تنظيم داعش) وقبله (تنظيم القاعدة) الإرهابيين المحسوبين، زيفاً ومغالطة، على (أهل السُّنَّة) ليصب هذا الاقتحام التكفيري الإرهابي للحياة اليمنية الزيت على النار، ويستغل كافة الظروف وخاصة الدعم العسكري والمالي السعودي للتغلغل والانتشار كما حدث في جنوب اليمن وخاصة (حضرموت) و (عدن) و (لحج) و (أبين).
والآن محافظة (بيحان) حيث سيطر بتاريخ 2/2/2016م تنظيم القاعدة الإرهابي على مدينة (عزان) في (بيحان) بمساعدة قوى الغزو والعدوان السعودي الأمريكي.
الباحث الموضوعي يلاحظ، دون عناء، أن حقيقة الصراع ليست مذهبية أو طائفية وإنما وطنية وطبقية بين مصالح الثائرين الكادحين المستضعفين والفاسدين المستكبرين، وليس أ>ل على ذلك من أن واقع حال الأكثرية الساحقة من الجماهير الزيدية من غير قادة وأعوان النظام الحاكم وذويه وأذنابه وعملاء أعداء اليمن التاريخيين، كان قبل انتصار ثورة 21 سبتمبر 2014م، مثل حال جماهير الشافعية في اليمن من حيث التهميش والاستبعاد والقتل والقمع الذي مارسته ضدهم قوى التخلف والإرهاب والفساد من المرتزقة التابعين لدول الطغيان والفساد الخليجية وعلى رأسها (المملكة السعودية)، وهذا معناه أنه حيثما كان يثبت للنظام الحاكم وقادته الفاسدين المفسدين مصلحة وولاء في أشخاص طبيعية (أناس) أو معنوية (أحزاب مثلاً) خارج دائرته العائلية والعصابية (من عصابة)، لم يكن يتردد في الاستعانة بهم وضمهم إليه بصرف النظر عن انتمائهم المذهبي أو العنصري أو المناطقي، وكشوف (اللجنة الخاصة السعودية) أقوى دليل على ذلك.
وحقيقة الأمر أن ظواهر المناطقية والطائفية والمذهبية ليست وليدة اليوم، بل جذورها تمتد إلى فترة زمنية سابقة، فقد أدى التحالف الطغياني لقوى الفساد وشبكة العلاقات والمصالح التي نسجها حزب (الإخوان المسلمين = التجمع اليمني للإصلاح) والجناح الوهابي السعودي من السلفيين الوهابيين في (حزب الرشاد السلفي) وغيره، كذا القيادات الانتهازية المرتزقة في أحزاب (الاشتراكي) و(الناصري) و (المؤتمر الشعبي العام) … الخ، مضافاً إليهم مراكز القوى المشائخية والمخابراتية والرأسمالية الطفيلية وشيوخ الإسلام السياسي ومن دار في ذات الفلك من الطبقات والفئات الاقتصادية والدينية والسياسية بصرف النظر عن المذهب أو المنطقة أو الطائفة، تحت رعاية وهيمنة المملكة السعودية الوهابية وأعوانها من ملوك وأمراء وشيوخ الخليج، أدى تحالف أولئك واحتكارهم للسلطة والمال إلى ظهور نزاعات مناطقية وطائفية في دول لا عهد لها بها كاليمن، أو مفاقمة أوضاع مذهبية وطائفية وعنصرية ومناطقية خطيرة، كان يمكن تفادي ظهورها أو انتشارها أو انفجارها بنشر لواء العدل وسيادة القانون والحكم الرشيد والخطاب الديني المستنير وهو ما لا يمكن إنجازه إلا بالتخلص من الهيمنة السعودية الوهابية في كافة مناحي الحياة ووجوه المعيشة.
لقد أثبتت الحرب العدوانية على اليمن أنه لا مثيل له في التاريخ المدى الذي ذهب إليه التوحش السعودي الوهابي الرجعي وأعوانه المرتزقة وأذنابهم الخونة في اليمن والأقنعة الزائفة والذرائع الكاذبة التي تستر ولا زال خلفها مثل: إعادة الشرعية إلى اليمن ومحاربة مزعوم الروافض، وضمان الأمن القومي العربي وتحقيق سعادة الشعب اليمني، والحيلولة دون (الصعود الشيعي)، كذلك التذرع بحجج كاذبة واهية مثل مكافحة (الخطر الصفوي) الوهمي، والحفاظ على الوحدة اليمنية بل وتحقيق سعادة (الشعب اليمني) و (استقراره) والحفاظ على (وحدته) … الخ، وكلها شعارات كاذبة يناقض ظاهرها باطنها وتخفي وراءها أطماع الغزاة والمحتلين في احتلال الأرض اليمنية واستعباد الشعب اليمني.

قد يعجبك ايضا