الفنان الفوتوغرافي رحمان طه: التصوير أهم وسائل التعبير عن الأفكار والمشاعر

لقاء/محمد أبو هيثم

من يتأمل صوره يجد إبداع فنان يعرف كيف يلتقط مواضيع صوره المبهرة وذلك بحس فني كبير وبرؤية تعكس مدى إمكانياته الفنية ومدى عشقه لعدسة الكاميرا التي من خلالها يعبر عن فلسفته تجاه الحياة والكون.
إنه الفنان الفوتوغرافي/رحمان طه الذي استطاع خلال السنوات الأخيرة أن يلفت إليه الأنظار بقوة وإعجاب، وذلك لإبداعه الفوتوغرافي الذي قدمه من خلال معارضه المتعددة وآخرها معرض “شاي بنكهة الدهشة” والذي أقامته مؤسسة سبأ للتنمية الثقافية مؤخراً.
وفي السطور التالية كان لنا معه اللقاء القصير التالي:

• رحلتك مع العدسة , هل لها بدايات دفعتك للرحلة مع دهشة الكاميرا ؟
اهتمامي بالتصوير بدأ منذ كنت  صغيراً أتذكر أني كنت معجباً  بالمصورين , في عملهم مايشبه السحر ولطالما وقفت  مندهشاً تجاه العمل الذي يقومون به.. هذه الدهشة هي التي قادتني لاكون مصوراً عندما كبرت.
وقد بدأت رحلتي مع التصوير منذ العام 2007  السنة التي أقتنيت فيها أول كاميرا , مارست التصوير من حينها كهواية تحولت مع مرور الوقت إلى شغف
بدأت أصور بشكل عفوي ولم يكن هنالك أفكار معينة أو محددة وهي كانت تجريبية وهذي الفترة أكتشفت بأن   التصوير أحد أهم وسائل التعبير المهمة عن الافكار والمشاعر ووجهات النظر حول الناس والاشياء وتنقل بعض ماتعيشه وهو كان أمراً مختلفاً وجديداً كلياً في حياتي .
احترفت التصوير في العام 2010 وهو نفس العام اللي شهد أقامتي لمعرضي الاول بالمتحف الوطني ولهذا المعرض حكاية ظريفة أنني عملته بدون مايكون عندي كاميرا لأن تلك التي أشتريتها قبل أعوام تعطلت فقمت باستعارة كاميرا من أحد الأصدقاء لأصور مجموعتي الفوتوغرافية الاولى (قراصنة الصافية )والتي شاركت بها   في المعرض .
*  مفهمومك لفن الفوتوغرافي .. ماهو ؟
_ في هذ العصر طغت الصورة وأصبحت لغة عالمية مؤثرة لها حضورها ,كيف تعيش هذا العصر من خلال تفاعلك مع الصورة التي أنت أحد صانعيها ؟
التفاعل مع الصورة يحدث حين تكون هذه الصورة وسيلة للتعرف ولفهم الأشياء على سبيل المثال عندما أسمع او أقرأ عن فيلم ما أول أمر أقوم به هو البحث عن بوستر الفيلم لأخذ فكرة عن ماهية الفيلم عند مشاهدتي للبوستر /الصورة..  تقول سوزان سونتاج في كتابها “حول الفوتوغراف ” 🙁 الصور الفوتوغرافية تمدنا بالبراهين , نسمع عن شيء ما ,لكننا في شك منه ,سيبدو مبرهناً عليه حين نرى صورة له ).
* ماهي مقومات الفنان الفوتوغرافي؟
من المهم أن يكون الفوتوغرافي ملماً بالتفاصيل التقنية وعنده معرفة كاملة بها ومطلع على آخر التحديثات في هذا المجال , ويجب أن تتوفر في المصور رغبة حقيقة وحب ليتمكن من صنع الفارق في ظل المنافسة القائمة
* هل التقنية تسهم في إيجاد الصورة المعبّرة ؟
قد تكون التقنية أحد أركان تكوين الصورة وليست كل الصورة , التقنية أساساً تعمل على إخراج الصورة بأفضل إمكانية ممكنة عند الطباعة , ولكن الذي يهم بشكل أساسي في إيجاد الصورة المعبّرة هي الفكرة أولاً قبل التقنية التي تعتبر عاملاً مساعداً في إظهار الصور بأفضل وضع لها..التقنية ممكن تأثر على جودة الصورة لا على روحها.
* كيف تلتقط صورتك ؟
بالنسبة لي أستخدم أسلوبين في التقاط الصور , الإسلوب الأول أنزل أصور بلا أفكار مسبقة معينة وبعد ما تكمل جلسة التصوير هذي أرجع أستعرض الصور لاكتشاف موضوع , فكرة , أيقاع ما , وبعد ما تجد فكرة ما  تبدأ بتطورها  وإضافة صور لها حتى تكتمل الفكرة.
الإسلوب الثاني أنك تكتب الفكرة وتحضر لها مسبقاً ثم تصور ماتريده سواء في الاستديو أو تصوّر في الشارع.
ماهي معارضك والمعارض التي شاركت فيها ؟ والحملات الفنية ؟
مابين عامي 2010م و 2016م أقمت 9 معارض شخصية وشاركت في 3 معارض مشتركة داخل اليمن وخارجها
عرضت أعمالي في مدن مثل صنعاء ,عدن , تعز , مدريد
أيضاً كنت مصور حملة ” من  حقّي ” وهي حملة وطنية للتوعية بالحقوق والسياسات الثقافية التي نفذتها وأشرفت عليها مؤسسة الشرق الثقافية في العام 2014 م.
* المجتمع هل صار له قابلية للاعتراف بالتصوير الفوتوغرافي كفن ؟
من خلال تجربتي القصيرة في هذا المجال أقدر أقول أن المجتمع بدأ يعترف بأهمية التصوير في مختلف أوجه الحياة اليومية , مهنة التصوير أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحياة فتجد التصوير حاضر في المناسبات الإجتماعية كحفلات الأعراس والتخرج وأيضا في الأعياد الدينية والوطنية .. الناس أصبحت تقدر تماماً التصوير الفوتوغرافي كمهنة غير أنه لازالت شريحة واسعة من الناس تتعامل بشكل غير جدي مع الجانب الفني للتصوير.
* أجمل لقطة لك ؟
هذا السؤال حمال أوجه , كل لقطاتي أشعر تجاهها بحنّية وحب وأبوة أيضا وما أقدر أفضل صورة عن أخرى , إلا أن بعض الصور لها وقع في النفس لما تثيره من ذكريات سعيدة وحزينة حصلت وقت التقاط هذه الصور.
* لماذا هذا المعرض ؟
إن إقامة معرض “شاهي بنكهة الدهشة” بشارع المطاعم كان حلماً وتحقق  , بعد ان عرضته لأول مرة في مؤسسة بيسمنت الثقافية بشهر نوفمبر من العام الماضي ,عملت على عرضه في شارع المطاعم وعمل أفتتاحاً شعبياً وسط الناس , من المهم طبعاً التواصل مع الناس وسماع آرائهم وكنت سعيد للغاية بإقامة المعرض وسعيداً إيضا بردة فعل الناس الإيجابية في التفاعل مع ما حاولت قوله بالصور .

قد يعجبك ايضا