الخطــــاب الطائفــــي

الحسن بن علي
عمل الاستعمار العالمي بزعامة أمريكا وإسرائيل والرجعية العربية بقيادة المملكة السعودية الوهابية، وما فتأوا على إيجاد موجة من الخطاب والتدافع المناطقي والطائفي المقيت والتنازع والصراع بناءً على خطاب متأسلم زائف وتحت لافتات مذهبية وعنصرية في الوطن العربي، وهو اتجاه وإن كان يحرض عليه الأعداء الخارجيون، إلا أنه يتغذى من ضِرْع التمويل والتكفير الخليجي الأعرابي وخاصة السعودي الوهابي ويقتات من أشواك التبعية والتعصب في الداخل والسياسات الإجرامية والخاطئة لمراكز القوى في مجال الاستبداد بالتنوع المجتمعي. ولذلك فإنه من دون أن تتكاتف قوى المخلصين من قوى الوطن والثورة في الأمة العربية للتركيز على قضاياها الحقيقية وفي مقدمتها السيادة الوطنية والتوزيع العادل للثروات العربية وتحقيق العدالة الاجتماعية والحرية، والتنمية، ومكافحة التكفير والإرهاب ومحاربة الفساد والتبعية، فسوف يزداد تغول الممالك والمشيخات والإمارات الأعرابية وقطعان العربان المتوحشة على جيرانها بينما تتسع مساحة تهميش العرب العاربة والمستعربة معاً في عالم يصدر لنا أسلحته وأزماته ويفاقمها عدد من هؤلاء بتبعية ذليلة واستسلام مهين.
لقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن بعض الآليات المطروحة لضبط النـزاعات أو الخلافات المذهبية والطائفية والمناطقية، إن وجدت، تحمل في ثناياها بذور تفاقمها (مشروع تقسيم اليمن إلى أقاليم مثلاً)، على نحو يستدعي رفضها.
ليس ذلك وحسب، بل إن بعض الشواهد تدل على أن السعودية تسعى لإزالة اليمن من الوجود وابتلاعها وضمها إلى المملكة السعودية، ففي مقابلة مع الدكتور (سعد الدين إبراهيم)، وهو مفكر مصري معروف ومقرب من الدوائر الأمريكية والخليجية، يؤكد ضرورة دمج اليمن في السعودية، وسوريا في الأردن، وذلك للقضاء على بؤرتين أساسيتين من بؤر التوتر في العالم العربي، حسب رأيه.
ومن الأهمية بمكان أن تدرك كافة الجماعات الوطنية وخاصة الكادحة والثورية المكونة للوطن اليمني مهما تنوعت اتجاهاتها المذهبية أو السياسية بل وتناقضت مصالحها تناقضاً ثانوياً أن الدفاع عن السيادة الوطنية عبر الإطار الوطني الموحد هو وحده الجامع الأفضل لها، حتى من وجهة نظر مصلحية بحتة، وأنه من دون استمرار الثورة ضد الطغيان والفساد واحترام وتبني مطلب السيادة الوطنية والحرية والديمقراطية والعدل الاقتصادي والاجتماعي لكافة الفرقاء الوطنيين، سيكون من الصعب وربما المستحيل تأمين كل ذلك للأجيال القادمة.

قد يعجبك ايضا