ليس فضلاً منك يا صنعاء فهكذا أنتِ
حسن الوريث
* تتصاعد هذه الأيام وبشكل غير مسبوق الهجمة الهمجية على صنعاء سواء من دول تحالف العدوان السعودي أو من مرتزقتهم الذين يسمون أنفسهم محللين سياسيين وإعلاميين وكتاب صحفيين وغيرهم وبالطبع فهذه الهجمة تأتي أولاً لتغطية الفشل الذريع الذي منيت به دول تحالف العدوان وثانياً لإشغال الناس عن ما يسطره أبطال الجيش واللجان الشعبية من بطولات في مختلف الجبهات وثالثاً وهو الأهم في محاولة لخلخة نسيج المجتمع الذي يعيش في صنعاء عاصمة اليمن الموحد التي تعتبر القلب الحنون والكبير الذي يستوعب كافة ابناء اليمن من كل المحافظات والأطياف والمكونات.
صنعاء كما قال بعضهم: هي المدينة التي لا تضطر لتغيير لهجتك عندما تعيش فيها وهي التي لا تضطر لتغيير لبسك عندما تخرج فيها وهي التي لا تضطر لإخفاء منطقتك التي تنتمي إليها وأنا أضيف وأقول أن صنعاء هي المدينة التي تحتويك بدفئها وبردها من أي مكان كنت حتى لو كنت من فيتنام أو الصومال أو العراق أو سوريا أو فلسطين الذين يعيشون في صنعاء كأنهم من أهلها ويعملون فيها بدون أي موانع أو عوائق ولا يشعرون بأنهم غرباء والشواهد كلها تؤكد هذا الكلام فعلاً واليوم يأتي من يحرض على صنعاء ويريد تدميرها وقتل أهلها ناسياً أن صنعاء تضم كل أبناء اليمن من المهرة إلى صعدة بل أن أحد المعتوهين قال في مقابلة تلفزيونية: يجب أن يدخل التحالف صنعاء بأي ثمن حتى لو أضطررنا لتدميرها على ساكنيها، وبالتأكيد أن هناك من المرتزقة داخل الوطن الذين باعوا أنفسهم للشيطان لا يقلون إجراماً وجنوناً عن هذا الشخص ويسعون لتدمير صنعاء رغم أن بعضهم يعيش فيها ويتنفس هواءها لكنه الحمق والغباء والارتزاق .
وببساطة شديدة نقول لبعض أولئك الذين مازال في أذهانهم أن هذا العدوان الهمجي الغاشم جاء من أجل مصلحة اليمن واليمنيين: عليكم أن تعرفوا أن السعودية ودول الخليج لم تشن هذه الحرب علينا من أجل تحقيق مصلحتنا أو من أجلكم أنتم فأنتم لستم في قائمتها إطلاقاً ولا يمكن أن تخسر هذه المليارات من الدولارات لسواد عيونكم ولا يمكن أن يكون كل هذا القتل والتدمير لليمن ومقدراته من أجل تقدم وتطور اليمن ومصلحته ولا يمكن أن يكون حصار البلاد ومنع الغذاء والدواء وكل الاحتياجات الأساسية لليمنيين من أجل مصلحتهم ولا يمكن أن يكون خلخلة المجتمع وتفكيكه وبث روح المناطقية والطائفية لمصلحة بلدنا وشعبنا ولا يمكن أن يكون كل هذا الذي يحدث لتحرير اليمن ولا يمكن أن تكون كل هذه الأمور التي تحدث تصب في مصلحتنا .
ولكل من يتطاول على صنعاء الحضارة والتاريخ صنعاء عاصمة اليمن الأزلية التي تعتبر من اقدم العواصم في التاريخ بالتأكيد انكم لن تنالوا منها ولن تستطيعوا قتلها فقد حاول قبلكم الكثير لكنهم فشلوا وذهبوا إلى مزبلة التاريخ وبقيت صنعاء شامخة صامدة بعبقها وتاريخها وجبالها وأسواقها كما أن اهلها الذين يمثلون كافة أطياف المجتمع اليمني ونسيجه الاجتماعي المتماسك لن ينخدعوا وينجروا وراءكم وسيدافعون عن صنعاء عن هذه المدينة التي بنيت منذ الأزل وستبقى ما بقيت الحياة وبالطبع فإن ما تمثله صنعاء وأبنائها من قيم وموروث وتاريخ وتسامح وتعايش ليس فضلاً منها فهكذا هي لذا فإنها وأهلها يستحقون أن نحبهم ونموت عشقاً في هذه المدينة التي تسحر العقول والألباب .