الإصدارات الصحافية الجديدة تعاني ضعفا◌ٍ أخلاقي◌ٍا ومهني◌ٍا وهدفها تصفية حسابات
معين النجري –
نفى عميد كلية الإعلام في جامعة صنعاء الدكتور عبد الرحمن الشامي أن يكون لظاهرة تحول عدد من الصحف الاسبوعية أو المواقع الاخبارية في اليمن إلى صحف يومية أي علاقة بالمهنية¡ متهم◌ٍا إياها بالمساهمة في تراجع المستوى المهني والأخلاقي للصحافة اليمنية¡ على اعتبار أن هذه الإصدارات جاءت نتيجة أحداث معينة وتخدم¡ بحسب الشامي¡ أجندة أطراف سياسية معينة هي من توفر لها التمويل.
وطالب الشامي في حديثه لـ”دنيا الإعلام” منظمات المجتمع المدني والنقابات ذات العلاقة بمهنة الصحافة التدخل لترشيد هذا الوضع من خلال وضع آلية معينة¡ أو مواثيق شرف تلزم هذه الإصدارات احترام المهنة والحفاظ¡ ولو حسب تعبيره¡ على “الحد الأدنى” من المهنية والمسؤولية الأخلاقية تجاه المجتمع.
وأضاف: “إذا عجزت النقابات ومنظمات المجتمع المدني عن ترشيد وتقويم المادة الصحافية فعلى الحكومة التدخل¡ والأخذ بزمام المبادرة للحفاظ على الذوق العام¡ وأخلاقيات العمل الصحافي¡ وليس لتقييد الحريات.”
وأعاد الشامي هذا الانفلات المهني¡ وظهور صحف يومية جديدة إلى ما وصفها بـ”القوى الخفية” أو أطراف سياسية تقف خلف هذه الإصدارات¡ وتمولها بغرض تصفية حساباتها مع خصومها السياسيين¡ بعد أن أدركت هذه القوى خطورة الإعلام¡ ودوره في تقليب أمزجة الناس¡ وهذا مما أدى¡ على حد رأيه¡ إلى التخلي عن الضوابط المهنية والانجرار وراء المادة¡ متحدي◌ٍا الإصدارات الصحفية الاعتماد على الشارع اليمني في الاستمرار¡ من خلال الخضوع لآلية السوق التي ستفرز الغث من السمين.
واتهم هذه الإصدارات بأنها صحف رأي فقط¡ ولا تقدم للقارئ أدنى فائدة¡ وذلك بسبب تغييب الفنون التحريرية الأخرى¡ كالتحقيق الصحافي والتقارير الإخبارية والتحليلات والاستطلاعات¡ وقال: “كلما لدينا في سوق الصحافة اليوم هي مجرد صحف رأي تسيرها قوى خفية لخدمة مصالحها¡ وهذا جاء على حساب المهنية وباقي فنون التحرير الأخرى”.
وأضاف: “لدينا إغراق صحافي غير مسبوق¡ والمجتمع اليمني لم يعد قادر◌ٍا على تحمل المزيد من الإصدارات¡ خاصة على هذه الشاكلة التي نجدها اليوم”¡ ورغم محدودية انتشار هذه الصحف التي ينحصر توزيعها على المدن الرئيسية¡ ولا تتجاوز _أكثرها انتشار◌ٍا_ حاجز الـ 20 ألف نسخة في بلد يصل عدد سكانه إلى 25 مليون نسمة.
وأسقط الدكتور عبد الرحمن الشامي كل ما قاله في حق الإصدارات الصحافية على القنوات الفضائية¡ وما يشهده الفضاء اليمني من إطلاق عشرات القنوات الفضائية عندما قال “ينطبق على القنوات الفضائية ما ينطبق على الإصدارات الصحافية¡ بل تعد الفضائيات أكثر خطر◌ٍا من الصحف لأنها تعاني من إشكاليات وتعقيدات في رسالتها المهنية والأخلاقية”¡ مضيف◌ٍا “حتى أصحاب المهنة والعاملين فيها غير راضين على ما تقدمه هذه الفضائيات لأن الممول هو من يتحكم في الرسالة الإعلامية”¡ متمني◌ٍا أن يساعد الوضع السياسي الجديد في البلد على إيجاد بيئة إعلامية صحية تفرز المهني من اللا مهني.