وقاحة الغراب
عاصم الشميري
بكل لؤم وتلفيق يظهر الغراب العسيري بملامحه التي لا تبشر إلا بالسوء ووجهه الذي لا ينذر إلا بالمصائب ليقول: المدنيون والبنى التحتية ليست أهدافاً للتحالف، 190 مصنع 3750 مدرسة 39 جامعة وأكثر من ثلاثة ملايين منزل و6000 شهيد ما الذي لم يجعله يضع هذه الإحصائيات تحت بند الأهداف مدنية والبنى تحتية، لا أعلم في الحقيقة ولكن الذي أعرفه جيداً ويعرفه كل مواطن يمني أن أكثر ما قصف هو البنى التحتية وأكثر من قتلوا هم المدنيون، هناك وقاحات عديدة ولكن مثل هذه لن يشهد التاريخ أبداً، إذا كانت كل تلك الأهداف عسكرية فكل قطعة وكل منشأة وكل مواطن يمني هدف عسكري بالنسبة للتحالف وهذه هي الحقيقة، العديد من المجازر في صعدة والمخا وصنعاء ومأرب وووالخ التي ارتكبتها طائرات السعودية على اليمن لتضيف إلى انتصاراتها تحقيق هذه الأهداف، يانذير الشؤم وعديم الصدق إذا كان التحالف قد حقق نسبة صغيرة من أهدافه التي كان يزعمها لما كان توشكا يصطاد مرتزقتكم بعد عشرة أشهر داخل الأراضي اليمنية ولما كان اسكود يرعب مواطنيكم داخل الأراضي السعودية ولما كان الجيش واللجان الشعبية يلاحقون جنودكم داخل الأراضي السعودية ويسيطرون على عدة مواقع، الهدف لم يكن إلا قتل اليمنيين وتدمير بلادهم وهذا ما أصبح غير خفي علينا جميعاً، لكن في هذا الوقت تقول أن المدنيين والبنى التحتية ليست أهدافاً للتحالف حسناً لنفترض أنكم أغبياء وهذه هي الحقيقة ولكن هل يعقل أنكم وخبراؤكم الأجانب لا تستطيعوا التفريق بين المصنع والمعسكر بين المنزل ومخازن الأسلحة، هل آلاف الشهداء المدنيين كانوا ينامون في المعسكرات ومئات المصانع كان يخزن بها الصواريخ وآلاف المدارس كان يتجند بها الحوثيون، إذا طرحنا هذا السؤال على جاهل لا يفقه شيئاً سيجيب دون تفكير “لا”، فالمدارس للطلاب والمصانع للصناعات المحلية والمواد الغذائية ومستلزمات المعيشة والمدنيين ينامون في بيوتهم..فهذه أشياء فطرية لا تحتاج للتفكير أصلاً.
حرب السعودية على اليمن تثبت غرائز هذا المُلك الإجرامية وأحقاده الدفينة ورغبته في تدمير اليمن وقتل الشعب اليمني، وتثبت فشلها كل يوم في عدم قدرتها على ارضاخ هذا الشعب وكسر قوته وصموده، عشرة أشهر ولازال الغراب يتحدث بوقاحة كعادته ولكنه في كل ظهور له يرتفع مستواه بالوقاحة، لكن قتل المدنيين واستهداف البنى التحتية أمراً لم يعد يخفى حتى على كلب حارتنا فهو قرر أن يبتعد عن حينا السكني بعد قصف العديد من البيوت فيه وذهب للعيش في زقاق قرب المعسكر لأنه أدرك أن العيش في الأحياء السكنية أصبح يشكل خطراً كبيراً على حياته.