نحن والثورة الفرنسية…

محمد غبسي

كثيراً ما أقرأ لبعض الكتاب الثوريين الذين يستشهدون بالثورة الفرنسية وكثيراً ما أسمع من منظري الثورات عن الاستشهاد بنفس الثورة الفرنسية الطازجة التي أصبحت ” محللاً ” لتصرفاتهم وحدثاً يقتدون به لتنفيذ أجنداتهم الخاصة والتي هي غالباً تحت شعارات عريضة يكون الشعب فيها هو المبتدأ والخبر وهو في الحقيقة والواقع  “مفعول به” لا أكثر.
بصراحة لم أكن مهتماً بالثورة الفرنسية ولا أعتزم البحث في مجلدات التغيير لقراءة تفاصيل ما الذي حدث هناك بالضبط، لإيماني بأن القيمة التي أكتسبتها تلك الثورة لن تكون بأي حال من الأحوال مجرد أعمال عنف وفوضى وتخريب وإسقاط  مؤسسات وأنظمة هكذا ” ملعانة ويهودة ” ، أؤمن بأن أي حدث عبر التاريخ اكتسب مسمى الثورة لن تعود أسباب ذلك الاكتساب الى الفوضى والتدمير ونشر الحقد والكراهية واعتماد التجريح والإساءة مبدأ أخلاقياً …!
هل يجوز بالله عليكم أن نسمي ما حدث في بلد ما أي ما حدث ومهما كانت صفته أو نوعه إلا أنه أدى في نتائجه الى جلب احتلال خارجي للبلاد  “ثورة”..!؟
وإذا جاز لنا أن نسمي الأحداث التي تستدعي المستعمر الأجنبي إلى احتلال الوطن “ثورة ” فماذا يمكن أن نسمي الأحداث والأفعال التي أهدافها وغايتها طرد المستعمر سواءً بالأمس أو اليوم أو الغد  !؟
ماذا نسمي التغيير الاجتماعي الذين ألغى التمييز بين الطبقات والسياسي الذي تجسد في روح الديموقراطية ، والثقافي والاعلامي الذي أجاز حرية التعبير لكل فرد والاقتصادي الذي فتح أبواب التجارة الحرة وحرية الامتلاك في هذا المجتمع ، هل كانت هذه التغييرات وغيرها مجرد أعمال فوضى !؟ ياللهول من هذا الجنون الذي قلب التاريخ رأساً على عقب و”قشع” اللغة العربية ومصطلحاتها وضرب بمعانيها ودلالاتها عرض حائط الغباء والعمالة والارتزاق .
المشكلة ليست في الثورة الفرنسية ، المشكلة في حقنا المستثقفين المتسيسين الذين يقارنون معاولهم بمصباح أديسون ، المشكلة في حقنا الناشطين الذين لم يفرقوا بين تغيير الصورة في الفيسبوك وبين تغيير النظام ولم يحسبوا أي حساب لتداعيات اسقاطه على رؤوسهم ورؤوسنا .
وسلامتكم

قد يعجبك ايضا