ليس لأجل سواد عيون السودان!!
إبراهيم طلحة
هذه الأيام، ترى وتسمع وتقرأ في وسائل إعلام بعض دول الخليج الذي كان عربيًّا ذات يوم، مقالات تغنّي وتغزُّل بحسنات أهل السودان، وكانوا من قبلُ يقولون على البشير وأهل السودان ما لا يقال من البذاءات..
هم يتغزلون هذه الأيام بالسودان كما تغزلوا في بعض الأيام الخالية بباكستان.. وهم ليسوا – بطبيعة الحال – بصدد السودان ولا بصدد باكستان ولا بصدد تركيا ولا بصدد العراق ولا بصدد أية دولة من هذه الدول، وإنما هم بصدد كراسي حكامهم وأوامر ملوكهم وأمرائهم..
ليسوا بصدد أهل السُّنّة كما يريدون أن يصوِّروا لنا، ولا هي بينهم وبين الشّيعة..
ليسوا بصدد المعسكر السُّنِّي ولا بصدد المعسكر الشّيعي.. هم بصدد الدفاع عن معسكرات النفاق ومستوطنات اليهود والنصارى في منطقتنا، مع أن أهل الكتاب اليهود والنَّصارى أطيب منهم بكثير..
ليس لأجل سواد عيون السودان ولا لأجل سواد بشرتهم.. هذا التغزّل كله هذه الأيام بالسودان لأجل تجنيد المزيد من الجنجويد لحرب اليمن السعيد.. ولكن هيهات، اليمن مقبرة كل الغزاة بكل ألوانهم وجنسياتهم لا فرق تراه بين دفن مرتزق أبيض ولا مرتزق أسود إلا بحسب نهايته الوخيمة بأيدينا.. “سيُهزَمُ الجمعُ ويُوَلّونَ الدُّبُر”.