إبراهيم طلحة
نُحبُّكَ أيُّها الوطنُ المُفدَّى
فخُذْ قُبلاتِنا قَبْلاً وبَعدا
وخُذْ كلماتِنا لفظًا ومعنًى
وخُذْ تَسبِيحَنَا شكرًا وحَمْدا
وخُذْ أرواحَنا.. خُذْ كُلَّ شيءٍ
سنأخذُ كلَّ أمرٍ شِئتَ جِدَّا
نُحبُّكَ عَدَّ مَنْ عاشوا وماتوا
وعَدَّ نفُوسِنا فَرْدًا فَفَرْدا
نُحبُّكَ عَدَّ ما يمضي ويأتي
وما لم يستجِدَّ وما استجَدَّا
وعَدَّ مرَارةِ الأَيامِ تغدُو
لِشِدّةِ صَبْرِنا عَسَلاً وشهْدَا
نُحبّكَ ملءَ هذي الأرضِ حتّى
يُجاوزَ حبّنا سهلاً ونَجْدَا
نُحِبّكَ ملءَ هذا الشّعْر مَهْما
تَغَزّلَ شاعرٌ أوْ ضَمّ نَهْدَا
نُحِبّكَ عَدّ أنْفاسِ الخُزامى
وعدّ قَوَادِحِ النيرانِ زَنْدا
نُحِبّكَ عَدّ ما احْمرّتْ خدودٌ
تُصعّرُ للجميعِ – سِواكَ – خَدّا
نُحِبّكَ عَدّ ما ذَرَفَتْ عُيُونٌ
دُمُوعاً صِرْنَ في الوجَناتِ وَرْدا
نُحِبّكَ عَدّ ما نبضَتْ قُلُوبٌ
وما ظلّتْ تضِلّ وأنتَ أهدى
نُحِبّكَ عَدّ ما هَطَلَتْ سماءٌ
لِننفشَ ريشَنا بَرْقَاً ورَعدا
وعشقاً يملأُ الأكوانَ حتّى
نرى هذا الوجُودَ يذوبُ وجْدا
وَيَعلمُ أنّنا يمنٌ سَعيدٌ
وأنّا لا نزالُ نُكِنّ وُدّا
ونحْفظُ في حنايانَا عهُودًا
ونُعْطي العَالمَ العَربيَّ عهدا
بأنّا رغْمَ فيْضِ الحُزنِ نبقى
لهُم – في كلّ شأْنٍ كان – أجْدى
فلا بأْساءَ أو ضرّاءَ إلاَّ
عرفنا أُمَّها حرًّا وبَرْدا
نُحِبّكَ مَوْطِنَ الأمْجاد،ِ فاهنأْ
وَطِبْ حُبّاً، وَطِبْ عِزّاً وَمجْدَا
نُحُبّكَ عَدّ ما نُحْصِيهِ عَدًّا
وما لَمْ يُحْصِ إلاَّ اللّهُ عَدّا