عبد الحميد الرجوي
فِـدَىً لصـعـدَةَ إني بـاخِـعٌ كـبـدي
أسىً تُـغَـسِّـلُـهُ بالـدمــعِ أجــفـــــانُ
بي حُرقَةٌ لا تَكادُ الأرضُ تَحملُها
ومـلءُ نفسيَ مـلءَ الكـونِ أحــزانُ
تُرَى لصعدةَ هـذا النَـعـيُ أكـتُـبـُهُ
أم للسلامِ ؟ فعندي الأمرُ سَـيّـانُ ؟
ياقطعةَ الروحِ رفقاً فالسماءُ هَمَتْ
عليكِ تَبكيكِ إذ حَـفّـتـكِ أمـــــزانُ
هـذي الـمَـآذنُ مـازالـتْ حـجـارتُـهـا
تَـقـولُ حَيَّ على فـيـنـا و تَـزدانُ
لن يُـسكـتـوهـا وإن هـدّوا مَـنـابرَها
فـلـلـحـجــــارةُ حَـــيـــثُ الـلـهِ آذانُ
مِن الدمـاءِ تَـفَـشّى العطرُ في دَمِـنـا
وسالَ في الروضِ تُــفـــاحٌ و رمّـــانُ
ياقُـبـَّةً مِن قِـبـابِ المجدِ ما برحَتْ
بين البـقـاعِ لـهـا عِــــزٌّ و سـلـطــانُ
مـا بين جـَنـبـيـكِ للـعـلـيـاءِ مُـتّـكـأٌ
فكيف تَـلـمَـعُ إلا فيكِ تـيـجـانُ !؟
إن العُـروبةَ في أسـلافـنـا امـتَـثَـلَـتْ
وكيف لا ؟ وأصولُ العُـرْبِ عـدنـانُ
ياأهــلَ صــعــدةَ إنّ اللهَ نـاصـرُكُـمْ
ولـو تَـجَـبّـرَ مِـــلءَ الأرضِ سـلـمــانُ
أنتُمْ أسودُ الوَغَى فاسـّاقَـطـوا كِسـَفـاً
على جَـبـابـرةِ الأعـــرابِ إذ خـانـوا
تلك الوجــوهُ تَـجـَلّـى في مَـلامِـحـهـا
مَعنى الصمودِ، وفي الإقدامِ فُُرسانُ
فأشهدوا الدهرَ من عُربٍ ومن عجَمٍ
بـأنـنـا أمّـــةٌ للـعِــــــــــــزّ عــــنــــوانُ
كذا لقد قـالـهـا خيرُ الورى فَـمـَضَـتْ
بين الأحـاديـثِ ذكــرٌ فـيـهِ تِـبـيــانُ
وحـَسـبُـنـا أنّـهـا في الدِّيـنِ مُـشـرقـةً
فحكمةٌ نَـحـنُ في الدنـيـا و إيــمـــانُ