مؤسسة وصحيفة الجمهورية
عبدالرحمن مطهر
مر ما يزيد عن عشرة أشهر ومؤسسة الجمهورية ما زالت مغلقة وصحيفتها الرسمية متوقفة ولا يعلم إلا الله سبحانه وتعالى, متى سيعود موظفو وعمال هذه المؤسسة العملاقة إلى أعمالهم ومتى تعود صحيفة الجمهورية إلى الصدور مجددا خاصة بعد أن تم نهب المؤسسة بعد أن سيطر عليها من يسمون أنفسهم المقاولة أو المقاومة الذين كان يفترض أن يحموا مؤسسات الدولة من النهب والفيد إذا كانوا أنفسهم مقاومة ، لكن لا غرابة فهذا هو ديدنهم منذ بداية العدوان واشتعال نار الحرب في مدينة تعز، فقد تم نهب البنك المركزي قبل مؤسسة الجمهورية كما تم نهب الكثير من المكاتب والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية كمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة والتي تعتبر أهم وأبرز منبر ثقافي وعلمي في اليمن بشكل عام ، حيث تم إحراق ونهب هذه المؤسسة العملاقة التي عملت ما لم تقم به مؤسسات الدولة في نشر الثقافة وتشجيع البحث العلمي فتم تكريمها بالحرق والنهب دون أن تتحرك أي جهة للتنديد بما حدث.
اليوم أكثر من أربعمائة موظف يعولون أربعمائة أسرة أصبحوا مشردين ونازحين في العاصمة صنعاء وفي محافظات أخرى بسبب الحرب الدائرة في تعز تعرضت منازلهم للقصف والنهب كما تم نهب مقر عملهم دون أن يلتفت إليهم أحد لا السلطة المحلية في المحافظة ولا اللجنة الثورية ولا شرعية عبده هادي المزعومة ، ولم يكتب أو يتحدث عن معاناتهم أو ما تعرضت له مؤسسة الجمهورية اكبر وأهم وابرز مؤسسة حكومية في الحالمة تعز أي من المكونات أو القوى الوطنية والسياسية أو حتى من كتاب الصحيفة التي فتحت صدر صفحاتها لكل من كانوا يعتبرون أنفسهم مثقفين وصحفيين ولجميع الكتاب والسياسيين بمختلف توجهاتهم الفكرية والحزبية باعتبارها المتنفس الواسع للتعبير عن تطلعاتهم وهمومهم بكل حرية ، وكانت جميع كتاباتهم مدفوعة الأجر “إنتاج فكري” سواء في الصحيفة الرسمية صحيفة الجمهورية أو في ملاحقها اليومية على عكس الصحف الأخرى في بلادنا ،بالرغم أنها كانت الأقل دعما واهتماما من الدولة ، كما أنها الصحيفة الأولى في اليمن التي أجرت حوارات مع قيادات أنصار الله في العام 2012م في محافظة صعدة أو في العاصمة صنعاء رغم اعتراض قيادة وزارة الإعلام على ذلك في تلك الفترة، كما رفضت أيضا أن تنحاز لهذا الطرف أو ذاك وانحازت فقط للمواطن اليمني حتى أصبحت الصحيفة الأولى لدى المواطن البسيط لك ذلك يتم عقابها اليوم والإهمال واللامبالاة من الجميع.
لهذا نوجه نداء استغاثة لـ اللجنة الثورية العليا والسلطة المحلية في محافظة تعز خاصة أن محافظ المحافظة الأستاذ عبده محمد الجندي كان من ابرز كتابها ، وذلك للالتفات إلى مؤسسة وصحيفة الجمهورية باعتبارها أولا وثانيا وعاشرا واحدة من أهم وأبرز مؤسسات الدولة في تعز وإلى الالتفات إلى معاناة صحفيي وموظفي وعمال المؤسسة باعتبارهم أولا مواطنين يمنيين وأيضا موظفي دولة فلا يعقل أن هناك وزارات ومؤسسات لا عمل لها خاصة في ظل الحرب ولا نريد هنا أن نذكرها بالاسم ويستلم موظفوها جميع مستحقاتهم وحوافزهم التي هي أضعاف رواتبهم, بينما الصحفيون في مختلف المؤسسات الإعلامية الرسمية يعانون من الفاقة ولا يجدون ما يسد رمقهم ، فما بالنا بموظفي مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر الذين نزحوا من بيوتهم كما دمرت أو نهبت معظمها وأصبحوا اليوم عاطلين عن العمل بالرغم أن المرحلة تستدعي أن يتكاتف الجميع لمواجهة العدوان لا إهمال مؤسسات الدولة وتركها عرضه للتدمير والنهب والضياع ..