محمد القعود
ما لهُ إذا رأى فاتنةً في المنام
أقام عليها حدّ المحبَّة..
ما لهُ إذا نشبت معركةٌ
بين الكلمات وبين المعاني
استلَّ مُبتغاهُ
وانحاز إلى الجانب الذي لا وجود لضحاياه..
ما لهُ إذا حطَّ الظلام ركابه،
أمهله لُحيظاتٍ مُثقلةً بالوعيد،
ثُمَّ يرشقه بخُطى الفجر..
ما لهُ إذا خلت الشوارع من الظلال والضجيج،
عبَّقها بربيع اليقين، وبهجة الكلام
وأشعل في جوانبها فوانيس الأُلفة..
ما لهُ إذا أحبَّ امرأةً
جلس طوال العمر، تحت نافذتها،
يبثّها عشقه الذي يُضيء ليل الحارة..
ما لهُ إذا جفَّ الخيال،
غمَّسه في ينابيع الأمل..
ما لهُ إذا خدش وجه الصمت
تبلَّل بماء الدهشة..
ما لهُ إذا أسقط خوفه،
نام مع نهدةٍ مُسربلة الاشتهاء
تُغريه بجولةٍ محمومة..
ما لهُ يسلب حياء الأرصفة
وارتماءها في الضياع،
ما لهُ يسلب عفَّة الورود
ويهرق عطرها في الأزقَّة..
ما لهُ يُحرِّض بيوت الطين
على الصمود الأخير ضدَّ الإسمنت..
ما لهُ يُشعل نيران الأُلفة
في أشجار المدينة المُتيبِّسة،
ما لهُ يعقد حلفاً مع الهزيمة/الهاوية
ويُهيِّئ ظلّه لميلادٍ جديد..
ما لهُ يفتح صدره لرماح النميمة
والضغائن الصديقة
ويُصاب بنوبة نصرٍ شديدة..
ما لهُ يُعلِّم الشكّ
السير بقامةٍ مُنتصبة،
ويسرق منه قدميه..
ما لهُ يدعو الضجر إلى مُبارزةٍ عادلة،
وفي اللحظة الأخيرة
يعتذر، لعدم لياقته البدنية.