كيف نحمي شبابنا؟؟
الشباب سلاح ذو حدين، تماماً كالكأس، حيث يمكن استخدامه في شرب الشاي أو الخمر، وكذلك الشباب إما أن يكونوا أداة بناء أو أداة هدم فتقدم ورقي الأوطان يتوقف على شبابها، ونتيجة لذلك ولدور الشباب الهام والفعال في بناء الأوطان فهم يواجهون تحديات خارجية وداخلية تهدف إلى تحويلهم من عناصر فاعلة إلى عناصر خاملة وغير فعالة وإن كانت فاعلة فهي فاعلة في التدمير والتخريب والقتل والعنف وهذا ما يهدف إليه أعداء الإسلام والعروبة حيث يركزون على شريحة الشباب ويعملون بشتى الوسائل والطرق إلى جر الشباب إلى هاوية الإرهاب والعنف والقتل، مستغلين بذلك أوضاع أي بلد من البلدان والتي يسعون إلى تدميرها سياسياً واقتصادياً وآمنيا حتى يجعلوها بئية مناسبة وساحة صالحة للإرهاب وبالتالي فهم يبحثون عن الرصاص الذي يحشون بها بطون البنادق وتلك الرصاصات هم الشباب وهناك العديد من العوامل التي تساعدهم على استقطاب الشباب وجرهم إلى مستنقع الإرهاب ومنها :
انتشار الفقر والبطالة في أوساط الشباب والمعروف أن الشباب عبارة عن كتلة من النشاط والحماس والقوة والطموحات وعندما لايجدون ما يحقق طموحاتهم وآمالهم فإنهم يصابون بالعقد النفسية وتتولد في نفوسهم علامات الحقد والكراهية للوطن وللمجتمع، وبالتالي فهم يبحثون عن منفذ يخرجون منه نيران أحقادهم وكراهيتهم ومن هنا فهناك من يتحينون الفرص لجر واستقطاب أولئك الشباب وهم الجماعات الإرهابية والمتطرفة مثل القاعدة والدواعش.
استقطاب الشباب عن طريق الدين ومراكز يدعون أنها تقوم بتعليم أمور الدين وحفظ القرآن بينما هي في الباطن لا تهتم سوى بزرع الأفكار المتطرفة وزرع بذور الأحقاد والكراهية تجاه المجتمع والوطن، فنجد أن شهادات التخرج لهؤلاء عبارة عن أحزمة ناسفة تحملهم إلى الجنة.
طبيعة المجتمع وسوء التربية والخلافات الأسرية والعنف اللفظي والجسدي والتفكك الأسرى كل ذلك يؤدي إلى ظاهرة الإنحراف وظاهرة أطفال وشباب الشوارع فيجدون فخ الإرهاب في انتظارهم، هذا بالإضافة إلى العديد من العوامل التي تؤدي بالشباب إلى الوقوع في مستنقعات الإرهاب ويبقى الأهم وهو كيف نحمي شبابنا من الإرهاب والجماعات الإرهابية والمتطرفة فهناك مسؤوليات جماعية ومشتركة يجب أن يقع عاتقها على الجميع ومنها:
ضرورة قيام الأسرة بدورها تجاه الأبناء من حيث التربية والتعليم وكذلك هو دور المدرسة والمسجد والشارع بحيث تكون تلك الأماكن بئية صالحة ومناسبة لتربية وتنشئية جيل معتدل ومحافظ على نفسه ومجتمعه ووطنه.
ضرورة توفير فرص العمل المناسبة للشباب وذلك للقضاء على البطالة والانحراف والفقر بحيث لايكون عامل الفقر والبطالة سبباً في وقوع الشباب في مستنقعات الإرهاب والتطرف.
إلى جانب الرقابة المستمرة على مراكز التعليم الديني بحيث تكون بعيدة كل البعد عما يؤدي إلى الانحراف الفكري، وكذا ضرورة التوعية بمخاطر الإرهاب والتطرف عن طريق وسائل الإعلام ومنابر المساجد والخطباء والمرشدين وعلماء الدين ونحن بحاجة لأن يكون شبابنا شباباً معتدلاً بعيداً عن الإرهاب والتطرف حتى يكون الوطن خالياً من الإرهاب ونتائجه السلبية.