مؤشرات الفشل

محمد النظاري

من يعتقد أن الفشل يأتي فجأة ، أو انه ينزل علينا مع زخات المطر، فإنه مخطئ تماما، فالفشل هو نتاج طبيعي لسوء التخطيط، وهو نتيجة لا مفر منها عندما يؤول الامر الى غير اهله في كل التخصصات، ومن ما هو متعلق بالجوانب الرياضية.
في اكثر من مرفق رياضي نجد كما هائلا من الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالرياضة ، ومع كل هذا نأمل أن تكون الأمور عال العال..متناسين بأن الحصاد يكون نتاجاً للبذرة التي زرعناها.
منذ أسابيع ونحن نسمع عن تعيينات في وزارة الشباب والرياضة بعضها من صنعاء والآخر من عدن ، ولكون الوزارة هي الهيئة التي تدير النشاط الشبابي والرياضي في بلادنا، نقول للجميع: رفقا بها.
ما استغربه أن التعيينات في مجملها تأتي استمرارا للعشوائية التي تسير بها الوزارة اعمالها، فالوازرة لغاية الآن بدون هيكلة ولا توصيف إداري، ولهذا نجد كل واحد يريد إصدار قرارا لاي شخص، لا يجد أفضل من هذه الوزارة ليعينه بها.
لو قمنا بعمل استبيان من الوزير وحتى أصغر موظف فيها، لخرجنا بكم كبير من التخصصات التي يملونها، والتي لا علاقة لها أبدا بالعمل الرياضي والشبابي، سوى قلة قليلة، وللأسف تجد هذه القلة لا تأثير لها وأقصى ما تستطيع القيام به هو التوقيع على حافظة الدوام.
سمعنا أن قرارا مرتقبا للدكتور حسن عبدربه اليافعي بتعيينه نائبا للوزير سيصدر من عدن، ولا اعتراض على الدكتور باعتباره أحد الاكاديميين في هذا المجال، ولكن أن يكون المرتكز الرئيس هو أن تنتمي لاحدى المحافظات الجنوبية ولو من خلال الاسم فقط مع عدم ارتباط حقيقي بتلك المنطقة، ففيه قصور كبير، وهكذا مرافق كثيرة ، تدار بنفس العقلية التي لم تزد الأمور الا سوء ، ثم نستغرب كيف يكون الفشل هو الحصاد النهائي!!.
تابعنا اللقاء الافتتاحي لمنتخبنا الاولمبي في نهائيات آسيا تحت 23 سنة، وكانت نتيجته الخسارة بهدفين دون مقابل أمام شقيقنا العراقي، وهو افتراضيا يعد الأسهل من اللقائين المقبلين أمام كوربا الجنوبية، عصر يومنا هذا، والثلاثاء القادم أمام اوزباكستان، وبعد هذه الخسارة راجعت ما حدث للمنتخب من استقالة مدرب ومدير واداري المنتخب ، قبل العدول عنها، وما قيل عن عدم وجود زي موحد للمنتخب طيلة تلك الفترة، مع ان المنتخب متواجد في منطقة لا ينقصها هذا الزي..أليس هذا يعد فشلا في ادارة الامور، ومن نتائجه الطبيعة الخسارة على ارض الملعب.
سنبقى مشجعين لمنتخبنا مهما كانت نتائجه المقبلة، ولكننا لن نستمر في تشجيع الفشل، لاننا في الحقيقة مشاركون فيه، من خلال غض الطرف عن سلبيات كثير تحيط بالوزارة واللجنة الاولمبية والاتحادات والاندية ، فجميعها بعد ان سيطرت عليها هذه السلبيات اضحت مرتعا خصبا للفشل الدائم الذي نعيشه.
باختصار نحن نحصد ما زرعناه في السابق، صحيح بأن العدوان والحرب الداخلية، اثرت سلبيا في الوقت الحاضر، ولكن فشل اليوم يعود بنسب كبيرة لاخطاء الماضي، اما آثار الحروب والعدوان ستكون عواقبها كارثية ولكن في المستقبل سواء القريب او البعيد، فبنيتنا الرياضية تم تدميرها بشكل شبه كامل، الأمر الذي سيرفع من نسب الفشل القادم، ولكن شماعته ستكون جاهزة ، بارجاعه الى عدم وجود منشآت رياضية، وهي حقيقة، ولكن الحقيقة الثابتة انه لا يوجد كوادر رياضية في مؤسساتنا الرياضية ، وهم من يصنعون الفشل، وان بقوا سيبقى الفشل هو عنواننا الدائم.
للكابتن العزيز عبد الحكيم بني غازي ، اتفق مع رؤيتك بأن الفشل في منتخبنا الاولمبي متمثل في سوء اختيار الاجهزة الفنية والادارية، والتي لا تولي جل اهتمامها بالمنتخب.

قد يعجبك ايضا