المفاوضات اليمنية ..مهزلة وفرصة جديدة لمزيد من القتل والدمار!!

معروف درين

دخل العدوان على اليمن شهره العاشر مخلفا آلاف القتلى وعشرات الآلاف من الجرحى وتحديدا المدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن وبمباركة أممية وصمت دولي لم يسبق له مثيل، فمنذ بداية العدوان والحصار الجائر الذي أهلك الحرث والنسل وتعمد ضرب جل المنشآت الحيوية والبنية التحتية للبلد بشكل عام والأمم المتحدة تدعو كافة الأطراف إلى الحوار والتحلي بضبط النفس وترسل مبعوثين لها إلى اليمن وتدعي أنها ترعى المفاوضات بين الأطراف اليمنية!!
منذ ذلك الحين والوضع يزداد سوءاً والمعاناة تزداد أيضا سوءاً في الجانب الصحي أو الجانب التمويني أو غيرهما من الجوانب الحياتية الأخرى وعدد القتلى والجرحى والمشردين في تزايد أيضا حتى مراكز المكفوفين لم تسلم هي الأخرى من قصف طائرات العدوان الغاشم، غير أننا في المقابل لم نر من الأمم المتحدة ومجلس الأمن سوى تصريحات وقلق لما يحدث في اليمن حسب زعمهم ولم نر عملا جاداً يرقى إلى مستوى ما يحدث من جرائم وحشية وإبادة جماعية لشعب بأكمله..
فعلى الرغم من التزام الأطراف السياسية في الداخل اليمني بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة إلا أن الوضع لم يتغير ولم يتوقف العدوان ولم نر أي أثر أو نتائج تذكر للمفاوضات أكانت جنيف1 أو جنيف2 على الواقع، وبالتالي فإن المواطن اليمني لم يعد يعول أو يعلق الآمال على الجولة الثالثة من المفاوضات اليمنية –  اليمنية، وربما أن الأمم المتحدة لم تنجح في عقد هذه الجولة في موعدها المحدد كون بعض الأطراف وصلت إلى قناعة تامة من عدم جدوى هذه المفاوضات وربما تعلن عدم مشاركتها فيها وتطالب بحوار يمني سعودي وهو ما يجب أن يكون بحيث يتحاور المعتدي والمعتدى عليه وجها لوجه.
وبالعودة إلى المفاوضات السابقة فإنه لم يتحقق شيء يمكن البناء عليه إما لعدم وجود ثقة بين الطرفين وإما لأن الطرف الثاني المسمى بالشرعية لا يستطيع أن يوقف الحرب وليس بيده ذلك على اعتبار أن المعتدي طرفا ثالثاً هو تحالف الشر بقيادة السعودية وهم عبارة عن بيادق وهذا هو الأهم، فخلال جلسات جنيف1وجنيف2 لم تلتزم قوى العدوان بوقف إطلاق النار وكانت تكثف من عدوانها وغاراتها لتحقق مكاسب على الأرض وتدعي أن الجيش واللجان الشعبية لم تلتزم، وهنا سؤالي للمعنيين: من الذي بيده القوة والطائرات ومن المعتدي ومن يجب أن يوقف عدوانه أولا السعودية أم الجيش واللجان الشعبية الذين هم في موقف المدافع وليس المعتدي؟!
على أية حال المفاوضات بهذه الطريقة وهذه الآلية ليست سوى مهزلة أممية جديدة لكسب مزيد من الوقت والشرعنة لقتل وتشريد المزيد من اليمنيين وليست سوى إسقاط واجب وشكل ديكوري تقوم به الأمم المتحدة ومجلس الأمن متجاهلين عن قصد ما يتعرض له أبناء الشعب اليمني من حصار ودمار بحيث أصبح حقل تجارب لمعظم الأسلحة العالمية المحرمة دوليا، فالشعب اليمني يريد إجراءات عملية وفاعلة تخفف من معاناته وترفع عنه الحصار وتوقف الحرب الظالمة بحقه وليس بحاجة إلى حوارات عقيمة ومع غير المعنيين أو من يجب أن يكونوا أطرافاً في هذا الحوار، لأن الحوار بهذه الطريقة سلام على غير الضيف كما يقول المثل اليمني!!

قد يعجبك ايضا