هؤلاء
لا تدهشنكم أكاذيب الخونة والمرتزقة الذين يمارسون البغاء الإعلامي في سبيل ارضاء سادتهم الغزاة.
هؤلاء كانوا حتى الأمس القريب “سادة” البلاد و”قادة” الفكر والتنوير والقابضين على زمام الأمور، حتى ظنوا أنفسهم الغالبين على كل أمر بعصبيتهم وولائهم لتنظيم الإخوان العالمي.
هؤلاء استخدموا الدين لامتطاء صهوة الحكم فعاثوا فسادا في البلاد ونشروا كل القيم السلبية.
هؤلاء حاربوا الجمال والإبداع في غفلة من الشعب الذي انطلى عليه خيلاؤهم وعمائمهم ولحاهم المنتنة بالشهوات ثم لم يراعوا تلك الغفلة بل جاهروا بفسادهم وعفونتهم ولهاثهم وراء الشهوات حتى ما عاد خافيا على أحد سقوطهم في هذا المنحدر غير المسبوق في تاريخ “الدعاة” الى الدار الآخرة .
هؤلاء كانوا يعيشون رفاهية الحكام ويرتدون ثياب الزهاد ويملأون بطونهم بالسحت والتسول بأموال الصدقات والزكوات التي لم يستفد منها إلا الموالون لتنظيمهم والمسبحون بحمد حزبهم حامل شعارات “الإصلاح”.
هؤلاء كانوا يبسطون ظلهم المذهبي المتطرف على قسم كبير من الجيش تولوا وحدهم إدارته وتغذيته بكوادرهم من حفظة القرآن والحديث الذين توزعت رتبهم العسكرية بمقدار ما أوتوا من قراءات وحظوات من لدن مليك مقتدر لم يسعفهم بالنصر الذي ظنوه محتوماً. هؤلاء كانوا يحشدون البشر البسطاء ضد السلطة التي كانوا “جزءا” منها ثم طمحوا أن يكونوا “كلها” وفي مسيراتهم الثورية تحصنوا في مربعات “خضراء” لا يطالهم فيها ما زعموا أنه رصاص “السلطة” الذي يستلذ بدم الأبرياء، وما استلذت إلا كاميرا الجزيرة الفاسقة الكاذبة.
هؤلاء انفصلوا عن مجتمعهم الذي لفظهم فأصبح الانتقام منه هاجسهم والمحرك الأوحد لخيالهم المتخم بالبغضاء والكراهية.
هؤلاء يشبهون كثيراً عاهرات الموانئ ، الإثم يحاصرهم من خلفهم وأمامهم وبين أرجلهم فلا يدهشنكم إذن ما تصدره أفواههم من سيلان الافتراء .