/رشاد الجمالي/حافظ حفظ الله –
حين تسمع من يقول بأن في محافظة ذمار مدارس نموذجية أو تشاهد بأم عينيك لوحة على جدران إحدى المدارس المزعومة بـ«النموذجية» يتبادر إلى ذهنك بأن كل شيء في هذه المدارس نموذجي أو على الأقل جيد ابتداءٍ بالتعليم ومروراٍ بالنظافة وانتهاء بالأنشطة الرياضية.. إلا أنك وبمجرد أن تقوم بزيارة إلى مدرسة أو أكثر من تلك المدارس التي يضاف إلى اسمها صفة «النموذجية» تجد من الإهمال والفوضى وغياب النظافة.. ما يجعلك تشعر بأنك لست في مدرسة بالأساس وإنما في «زريبة» أو في مبنى ليس فيه من اسمه وصفته نصيب بالمطلق.
«الثورة» قامت بزيارة إلى عدد من المدارس «النموذجية» بعاصمة محافظة ذمار واطلعت عن كثب على بعض من تفاصيل الوضع الذي تعيشه وفي المقدمة مشكلة الحمامات في تلك المدارس التي تؤرق الطلبة والمدرسين وإليكم التفاصيل:
لقد أصبحت مشكلة انعدام الحمامات في بعض مدارس محافظة ذمار عامة ومدينة ذمار خاصة افتقار الحمامات في البعض الآخر من تلك المدارس لأبسط الأشياء الضرورية كحنفيات المياه ومغالق للأبواب وشبابيك للنوافذ.
انقطاع المياه وتراكم الأوساخ
يقول الطالب علي حسن الذي التقيته بحوش إحدى المدارس النموذجية التي تقع على مقربة من الشارع العام بوسط مدينة ذمار: إن انقطاع المياه معظم الأيام عن حمامات المدرسة وكذا تراكم الأوساخ والمخلفات داخلها وحولها وغير ذلك من المنغصات تسبب لنا نحن الطلبة الاكتئاب وتدفعنا إلى التوجه إلى خارج المدرسة للبحث عن مكان بعيد عن عيون الناس لقضاء الحاجة.
ويضيف: ليس من المعقول أن يستمر الوضع في مدارس ذمار كما هو عليه اليوم خاصة الأوضاع المزرية في حماماتها الملحقة بها دون أن تحرك الجهات المختصة ساكناٍ وفي مقدمه هذه الجهات قيادة السلطة المحلية ومكتب التربية والتعليم بالمحافظة.
مأوى للبعوض والحشرات
نماذج الصور التي التقطتها عدسة «الثورة» توضح الإهمال في جانب النظافة في العديد من المدارس وتؤكد بأن الحمامات المدرسية أصبحت مأوى للبعوض ومختلف الحشرات وبؤرة لانتقال العديد من الأمراض لأبنائنا وبناتنا الطلبة.
وهذا الإهمال يعود بدرجة أساسية إلى تقصير إدارات المدارس بل وعدم شعورها بالمسئولية الملقاة على عاتقها تجاه الطلبة.
أضغاث أحلام
وفي مدرسة أخرى تحمل اسم واحد من أبرز شهداء ثورة 26 سبتمبر تجولنا في العديد من فصولها دون أن يعترضنا أحد أو يسأل عن أسباب زيارتنا للمدرسة التي يبدو على مبناها من الخارج الكثير من الجمال والأناقة اللذين يشيران إلى أن بداخل هذا المبنى تعليماٍ ونظافة.. إلا أنك وبمجرد أن تدلف من البوابة الرئيسية إلى داخل ساحة المدرسة الشاسعة تجد أن ما خيل لك أو اعتقدته لحظة مشاهدتك لمبناها من الخارج مجرد أضغاث أحلام وبدلاٍ من أن تشاهد الطلبة مرتبين في صفوف متوازنة ومستقيمة لتأدية طابور الصباح في هذه المدرسة وفي كثير من المدارس الحكومية والخاصة والأهلية إن لم تكن جمعيها ترى العشوائية والفوضى أمامك وأنت ما تزال في ساحة المدرسة وتصاب بالعمى المؤقت من الأتربة المتطايرة من حولك نتيجة جري الطلبة وراء بعضهم البعض وعراكهم.. ومن حوش أو ساحة المدرسة غير المنضبطة تخرج بنتيجة مفادها: أن الفوضى أخذت مكان التعليم.
مدرسة الشهيد
وفي تلك المدرسة التقينا بالطالبين «محمد – خالد» وسألناهما إن كان لديهم بالمدرسة حمامات فردا بالقول: أهيييه.. الراجل «يقصدان شخصي» عادوا يشتي حمامات.. ما حصلناش مدرسين.. وتركاني لحال سبيلي وهما يضحكان بسخرية الأمر الذي جعلني أشعر بأني حدثتهما عن شيء محظور أو محرم¿!!
مشكلة عمال النظافة
مدارس البنات هي الأخرى لا تختلف عن مدارس البنين ولا عن مدارس البنين والبنات في جانبي النظافة والتحصيل العملي.. ففي مدارس البنات بمديرية ذمار يشكو عمال النظافة «المتعاقدون» من عدم تزويدهم بالوسائل والإمكانيات التي تمكنهم من أداء أعمالهم ويقولون: نواجه الكثير من الصعوبات التي تقف عائقاٍ أمام تنفيذنا لحملات نظافة مستمرة داخل الفصول الدراسية وخارجها ومكاتب الإدارات المدرسية.
وأضافوا: إن عدم تقدير جهودنا وعدم حصولنا على درجات وظيفية يصيبنا بالإحباط الشديد.. خاصة وأن ما نستلمه من رواتب زهيدة لا يغطي قيمة وجبات الإفطار التي نتناولها دون أفراد أسرنا حين نذهب في الصباح الباكر طيلة السنة الدراسية من كل عام دراسي إلى أعمالنا في المدارس كون ما نتقاضاه يتراوح ما بين عشرة آلاف ريال إلى عشرين ألف ريال شهريا.
هذه القضية نضعها أمام محافظ محافظة ذمار وأمام وزير الخدمة المدنية والتأمينات ووزير التربية والتعليم مؤملين منهم أن يولوها الاهتمام الذي يضمن حلها ولما فيه مصلحة أصحابها وهم عمال النظافة بمدارس المحافظة المتعاقدون ومصلحة أفراد أسرهم ولما يعود بالفائدة في جانب التحصيل العلمي ويقي أبناءنا وبناتنا الطلبة من الأمراض التي تتسببها الأوساخ والمخلفات والحشرات الضارة المنتشرة في ممرات الفصول وداخل وحول الحمامات.
أربعة عمال نظافة لـ24 مدرسة
> مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة ذمار الأخ أحمد علي الوشلي تحدث من جانبه عن أوضاع عمال النظافة بمدارس ذمار وعن الجهود التي بذلها المكتب في سبيل تحسين أوضاعهم المعيشية وبالتالي تحسين مستوى النظافة في تلك المدارس حيث قال إن أهم المشكلات التي يعاني منها مكتب التربية والتعليم بالمحافظة هي أوضاع النظافة بالمدارس وانعدام الحمامات فيها أو افتقارها للمياه والنوافذ.
وقال: معظم المدارس بالمحافظة تشكو من عدم وجود عمال نظافة ملتزمين يقومون بواجباتهم تجاه تنظيف الحمامات المدرسية بسبب عدم حصولهم على درجات وظيفية وكنا نريد في العام الماضي اعتماد درجات عمالية بهذا الخصوص ولكننا للأسف لم نتمكن من ذلك لعدم وجود الدرجات ويوجد لدينا في مكتب التربية بالمحافظة أربعة عمال نظافة موزعين على «24» مدرسة «بنين وبنات» بواقع ست مدارس لكل واحد منهم ويتم صرف مستحقاتهم من النفقات التشغيلية للمكتب.
وأضاف أن المجلس المحلي بالمحافظة ورغم مسؤولياته المباشرة عن أوضاع النظافة داخل وخارج المدارس وفي الشوارع والحارات إلا أنه لم يعط هذا الموضوع أي اهتمام يذكر ومع – أيضا- أن المجلس المحلي يعتبر المسؤول الأول في المحافظة إضافة إلى أنه يتم توريد مبالغ تحصيلية من المجلس المحلي بالمحافظة وهو المعني بالصيانة والترميم والنظافة والمفروض أن جزءاٍ من المبالغ التي تورد للمجالس المحلية ترصد للمدارس في جانب النفقات التشغيلية حتى تتمكن إدارات تلك المدارس من القيام بواجباتها تجاه طلابها ومدرسيها وتجاه المدارس نفسها سواء من ناحية ترميم المدرسة أو تنظيف الحمامات أو إصلاح الكراسي.
الأخت نجوى حسين علاية مديرة مدرسة الوحدة للتعليم الثانوي «بنات» تحدثت حول هذا الموضوع قائلة: لم يتم اعتماد عمال نظافة للمدرسة وبشكل يومي لتنظيف الحمامات المدرسية ولكن تأتي منظفة كل ثاني يوم لتنظيف الحمامات وهذه مشكلة تعاني منها المدرسة نظرا للوضع القائم في الحمامات التي لم تلق شيئا من الاهتمام حيث تسبب لنا تلوثاٍ وتتسبب بانتقال الأمراض لبناتنا الطالبات.
الأخ أحمد علي عيسى وكيل مدرسة النصر الأساسية للبنين قال من جانبه: يعاني أبناؤنا من عدم وجود مكان لقضاء الحاجة حيث يضطر البعض لقضاء حاجته في أنحاء المدرسة والبعض الآخر يترك أمره حتى عودته إلى البيت وذلك لعدم وجود مكان نظيف خالُُ من الأوساخ لقضاء حاجته وهذا ناتج عن تقصير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة وذلك لعدم اعتماد أي بند لتنظيف الحمامات المدرسية التي يشكو أبناؤنا منها نظرا للإهمال الذي يطالها وعدم تنظيفها.
تقصير مكتب التربية!!
وتقول الأخت أفراح الخالدي وكيل مدرسة حفصة للتعليم الأساسي بنات: مشكلة الحمامات المدرسية تعود إلى التقصير من قبل مكتب التربية والتعليم بالمحافظة ولعدم وجود عامل أو عاملة نظافة تقوم بتنظيف الحمامات بصورة دائمة حيث أنه لا يوجد لدى المدرسة سوى عاملة نظافة غير متفرغة فتأتي إلينا يوماٍ في الأسبوع وهذا غير كافُ والمفروض أن يكون لدينا منظفة ملتزمة في المدرسة لتنظيف الحمامات مما تضطر بناتنا لتحمل الأعباء والانتظار عودتهن إلى منازلهن لقضاء الحاجة والبعض منهن يذهبن لقضاء حاجتهن في فناء المدرسة خاصة وأن بناتنا في الصفوف الأولى الأول الابتدائي وحتى الخامس لا يستطيعون حبس البراز والبول لفترات أطول مما يضطرهن إلى قضاء حاجتهن في حوش المدرسة وهذا يسبب تجمع الحشرات ونقل الأمراض إليهن وقد قمنا بإبلاغ إدارة التربية والتعليم بالمحافظة بهذه المشكلة ونحن ننتظر منها اعتماد عاملة نظافة للمدرسة بصورة دائمة.
الأخ محمد العرامي مدير مدرسة الثورة للتعليم الاساسي بنين أكد أن عاملة واحدة تأتي كل ثالث يوم لتنظف الحمامات الملحقة بالمدرسة وهذا الأمر يؤدي إلى تراكم الأوساخ والمياه الراكدة ويتسبب بتلوث بيئة المدرسة وفي جلب الأمراض المختلفة وقد قمنا بمتابعة حل هذه المشكلة في مكتب التربية والتعليم.
الأخت سبأ العومري مديرة مدرسة الشيماء للتعليم الاساسي والثانوي بنات تحدثت بالقول: مشكلة الحمامات أصبحت تهدد المدرسة بأن تكون بؤرة للأوساخ والأمراض بسبب عدم اعتماد عاملة نظافة للمدرسة.