سبق السيف العذل
عصام حسين المطري
إذا لم تستطع أن تجعل ما في الوجود وفق هواك ، فاجعل هواك وفق ما في الوجود، فهذا تقرير فلسفي أطلقه أحد المفكرين العرب بعدما أورد قصة الروائي الفرنسي مع ديك جيرانه, حيث يحكى أن أديباً فرنسياً كان شغوفاً بكتابة القصة، ويتوق إلى الخلوة مع القلم والأوراق والأفكار التي في جعبته بيد أنه لا يستطيع الكتابة إلا في أجواء هادئة ذك لأن أجواء الهدوء تتملكه لإستجماع أفكاره، وذات يوم وإذا به يحاول إستجماع أفكاره إذا به يسمع صوت ديك أرقه وشتت أفكاره ومضامينه الروائية، فطلب من خادمه أن يشتري الديك من الجيران ويذبحه ويعد له مائدة غداء شهي من ذلك الديك وقام الأديب الفرنسي بدعوة زميل له لتناول وجبة الغداء، فعندما أحضر الخادم الوجبة ، وبدأ الأديب يأكل من الديك هو وزميله حتى قال لزميله، هذا ديك الجيران الذي أقضى مضجعي وحرمني لذيذ الاسترسال مع الكتابة لقاء ما يصدره من صوت بين الفينة والأخرى، فصاح الخادم قائلاً: يا سيدي أن ديك الجيران الذي أمرتني بشرائه أمتنع أصحابه عن بيعه، فإذا به يسمع الديك من حيث ظن أنه ليس بموجود للأبد.
* لذلك فقد “سبق السيف العذل”، فليس هناك من حكم آخر إنما يجب علينا أن نجعل هوانا وفق ما في الوجود إن عجزنا بأن نجعل كل ما في الوجود وفق هوانا، فتلك الحكمة النورانية والتقرير الفلسفي الجميل لا يتصادم مع معتقداتنا الدينية، ولا يصادم روح الشريعة الإسلامية السمحاء، فهب أنك تسكن الدور الثالث في عمارة فيها ورشة نجارة، وأنت تريد أن تنام في الصباح وصوت تلك المنجرة يزعجك، فإنك وأن ألقيت لها بالاً، فإنك لن تستطيع أن تنام، لكنك إذا قمت بتجاهلها وتجعل هواك وفق ما في الوجود فإنك حتماً ستتخلص من الأرق الحاصل.
* لذلك يجب علينا أن نتكيف مع أي ظرف يجعل هوانا وفق ما في الوجود حالة عجزنا التام عن جعل كل ما في الوجود وفق هوانا، فالعدوان السعوأمريكي مطلوب منا الشعب البطل الصامد أن نتكيف مع طلعاته وغاراته بالطيران والصواريخ، فهذا واقع فرض علينا فلا ذعر ولا خوف هذا فضلاً عن ضرورة تكيف كبار التجار مع هذا الظرف وعدم الاستغلال بالمغالاة بأثمان السلع الغذائية وغيرها.
* وعلينا أن نتراحم فيما بيننا تجاراً ومواطنين مترفعين عن الاحتكار والمتاجرة بأقوات الشعب
* وإلى لقاء يتجدد بكم والله المستعان على ما يصفون.