ن …والقلم.. ثلاث لقطات وفيديو !!
عبدالرحمن بجاش
أحيانا كثيرة يسود حياتنا ما يردده أصحاب صنعاء بلهجتهم المحببة حين يشيرون إلى فلان ساخرين : (( خدًام خدًام بيت الجرافي )) , حين يعطي أحدما نفسه حق الأمر والنهي بلا مبرر أو أن يضع نفسه في مكان أكبر منه , فيقدر نفسه على ما هو أكبر منه , ومع ذلك فخدامي خدامي بيت الجرافي كُثر!! , ذلك عن خدًام خدًام , فما بالك بالخدًام !! , ويتجلى الأمر في أن الحارس يريد حارس ثم هناك حارس الحارس , وكل مستوى يتبعه مستويات من المرافقين والتبع وتَبَع التبع !!! , عُقد شخصية تتحكم في كثيرين حتى تراهم يتعالون أكثر من اللازم , فلا تعود تدري من الذي ومن التي !! . يتعلق الأمر بالتربية العامة التي اما أن تخرج مواطنين صالحين أو العكس , وبعدها لا يهم أن يكون هذا ملك وذاك رئيس وذاك رئيس وزراء , وذاك عمدة مدينة , يتلخص الأمر في لقطة أولى لعمدة شيكاغو في أمريكا الذي يفاجئ ركاب مترو الأنفاق بركوبه إلى جانبهم , يسألونه : لم لا تركب سيارتك ؟ يجيب ببساطة : وكيف أدري بالمشاكل التي تواجهونها في المواصلات إذا لم أركب معكم !! , ثم يُصادف راكبة سوداء إلى جانبه يسألها عن أين هي موظفة ؟ فتجيب أنها بلا وظيفة , فيتدبر لها وظيفة تلك اللحظة . اللقطة الثانية لديفيد كاميرون وهو مواطن انجليزي برتبة رئيس وزراء , تراه في اللقطة وقد اتكأ إلى جدار عربة المترو يقرأ جريدة , فلا ينشغل به البقية , بل ترى كلا منهم وقد اخرج جريدته أو كتابه من حقيبة يده أو يدها وذهبوا يقرأون , حيث الوقت له ثمن , لو كان الأمر قد حدث في بلد عربي لقام الموجودين يهتفون : بالروح بالدم نفديك يا كاميرون !!! , من حسن حظه أنه رئيس وزراء بريطانيا , حيث العرش تتسنمه امرأة هي الملكة اليزابيث التي لا تتردد عن الوقوف في طابور أمام مطعم تركي في برلين يقدم الأكلات التركية , تراها في اللقطة تقف وراء شاب وشابة يتحدثان ولا يبدو على وجهيهما أي انفعال لوجود ملكة بريطانيا , بالقرب أيضا لا يوجد لا خدامي بيت الجرافي ولا خدامي خداميهم …., وفي الذاكرة ما تزال اللقطة حاضرة لاولف بالمة رئيس وزراء السويد الذي كان يذهب إلى عمله بالدراجة الهوائية وعلى قدميه إلى السينما , ليقتله أحد خدامي الخدامين من الشرق الأوسط ذات مساء وهو عائد على قدميه , أما إذا استحضرنا لقطة خامسة فستكون لرئيسة وزراء فنلندا التي استقالت بعد أن عرفت أنها (( قانونا )) أخطأت عندما (( عبًت )) سيارتها لمشوار شخصي من بترول الدولة !!! , أما الفيديو فببساطة لطبيب يدخل إلى غرفة المرضى بمستشفى بريطاني فيجد اناس يتحدثون وحركة تثير انزعاج المرضى فيصرخ طالبا الهدوء ومحتجا أنه نبه إلى ضرورة توافر الهدوء , يقترب من الرجل الجالس إلى أحد المرضى طالبا منه الخروج لم يكلف نفسه الإنتباه إلى أنه يقول لد يفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا: أنا قلت هدوء , طالبا منه الخروج , يقولون له : هذا رئيس الوزراء , يجيب ببرود انجليزي : لا يعنيني الأمر , يفهم كاميرون أن الطبيب يريده أن يخرج فيخرج….والباقي عليكم.