الـحُفاة يخيفون الدبابات!!

نبض

عبدالمجيد التركي

* من يستطيع نسيان صورة ذلك الجندي اليمني، الحافي، وهو يُلقي بقذيفته صوب برج عسكري سعودي!!
ذلك الرجل الحافي، لوحده، كفيلٌ بإخافة مملكة آل سعود، فقد جعلهم يعرفون معنى العظمة والشموخ والنصر العظيم، ويعرفون وزن جيشهم الذي يحسم كلَّ مواجهاته بالفرار.. وقد رأينا كيف يفرُّ جيش آل سعود بدبَّاباتهم وآلياتهم العسكرية إلى الوراء.. وكنتُ إلى تلك اللحظة أعتقد أن الدبابة لا يوجد بها “رَيْوَسْ”..
آل سعود تورَّطوا في حربهم وعدوانهم، فقد كانوا يظنون أن الحرب في اليمن ستكون أشبه بنزهة، وها هم الآن يجنون ثمار نزواتهم، ليس على الصعيد العسكري فقط، بل والاقتصادي والسياسي والاجتماعي والأمني.
ما يقوم به الحُفاة، في نجران وجيزان وعسير، أشبه بالأساطير والحكايا.. إنهم يمرِّغون كرامة آل سعود تحت أقدامهم الحافية.. ومن يتابع قناة العربية لن يفهم ما أتحدث عنه، لأن هذه القناة مشغولة بإنتاج مقاطع كرتونية بالكمبيوتر تتحدث فيها عن دحر الجيش واللجان من الربوعة.. يا للفشل!!
ببنادقهم، وأقدامهم الحافية يجترحون المعجزات، في نجران وجيزان وعسير، ويضعون فوهات بنادقهم في خراطيم الدبابات.. فتبدو تلك الدبابات- التي تتهشَّم تحت أقدامهم- كأنها صناديق خشبية هشَّة!!
من يظن أن المجاهدين- الذين وصلوا إلى نجران وعسير وجيزان- سيعودون إلى بيوتهم، دون إحراز النصر النهائي، فهو واهم.. لأنهم قد حدَّدوا خياراتهم، ويعرفون ماذا يريدون بالضبط، ولن تـُجدي مفاوضات جنيف ولا المشاورات  التي ستُعقد في منتصف يناير القادم، ما دامت السعودية تواصل قصف المدنيين والأطفال، وتستهدف كلَّ ما هو يمني.
المقاتلون في نجران وجيزان وعسير ليسوا جيوشاً ولا آلافاً مؤلَّفة، إنهم قليلون جداً، لكنهم كثيرون بقضيتهم، وبشجاعتهم التي تجعل الدبابات تفر من أمامهم.. فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة.

قد يعجبك ايضا