مرتزقة وبيادق تحالف الإجرام

طاهر محمد الجنيد

 

قال الخبير الاقتصادي الأمريكي (جيفري ساكس) ان أمريكا لا تستطيع العيش بدون حروب بخلاف ذلك الصين التي لم تخض معركة خلال القرن الحالي ويبدوا انه نسي انها ضمت الأقاليم الإسلامية تحت حكمها بالقوة؛ وهي ذاتها سياسة التحالف الصهيوامريكي لكنهم يسوقون السلام ويشعلون الحروب كاستثمار مربح.

جنودهم وأساطيلهم تجوب وتستولي على أراضي الأمتين العربية والإسلامية وعملاءهم وخونتهم ينصبونهم حكاما وخداما لهم ويسفكون الدماء ويتهمون الضحايا إنهم مجرمون يجب قتلهم والتخلص منهم.

بيدق كيان الاحتلال المجرم كاتس تفاخر بوجود مفاجات ستحدث في صنعاء وسيتم إلغاء شعار الثورة اليمنية (الله أكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام) وقبله كان المجرم النتن يعدد إنجازاته انه يحارب كل من يهتف الموت لأمريكا.

التحالف الصيوامريكي يراهن على ما يُسمى حكومة الشرعية وكيان الاحتلال وصهاينة العرب خاصة السعودية والإمارات يراهنون على المجلس الانتقالي الذي لم يتأخر فقد استضاف خبراء صهاينة لرسم خطوات اللعب على الأراضي اليمنية بعد فشل الحرب العسكرية المباشرة التي قام بها واجهات الإجرام العالمي أمريكا وبريطانيا وإسرائيل والتحالف، وان كان اليمن دفع ثمنا كبيرا بسبب الإخفاق الأمني الذي أدى إلى استشهاد كوكبة من رجال اليمن لكنه عوض ذلك بسرعة التحرك والقبض على مصادر الخطر وتقديمهم للمحاكمة.

مجرم الحرب حدد فترة التحرك قبل مهاجمة حضرموت بشهرين (لا تسألوني ماذا سيحدث في اليمن خلال شهرين لأنني لن أخبركم، اليمن سيصبح مكانا مختلفا)، وهنا حركت الإمارات الانتقالي للسيطرة على محافظات حضرموت وشبوة وهوما وصفه المحلل والخبير الاستراتيجي الصهيوني (افي افيدان) نصر استراتيجي لصالح كيان الاحتلال فقد ضمن الأهداف: –

1-تطبيق خطة الكماشة وتأمين نفوذ بري وبحري يبدأ من سقطرى وعدن وصولا إلى حضرموت ويمكن من السيطرة على 30 %من مسارات التجارة البحرية الدولية.

2- دعم جوي وبحري ومساعده الكيان الصهيوني بإنشاء قواعد عسكرية وقوة قوامها 120 الف مقاتل لمواجهة النفوذ الإيراني وبناء اتفاقيات إبراهيمية وإضافة بعد سياسي كحزام مضاد.

3- إنشاء شبكة تمدد إقليمي يعتمد على الأذرع الممولة من الإمارات في الصومال والسودان واليمن وليبيا وإقامة منظومة أمنية تنفذ توجيهات العدو الصهيوني.

التقرير أشاد بما قامت به الإمارات بواسطة “الانتقالي” وانها أدت دور الوكالة بكفاءة عالية بخلاف السعودية التي تعثرت في المستنقع اليمني وارجع ذلك إلى استخدامها التكنولوجيا وتحريك القوات التابعة للمجلس الانتقالي دون تقديم خسائر من جنودها وخبراتها.

خطوات التمدد بواسطة الانتقالي أمن للإمارات وللتحالف استقرار مصالحها وضمانها وقدمت نفسها كلاعب إقليمي يمكن الاعتماد عليه في تنفيذ المهمات(القذرة) وتأمين مصالح الغرب والحصول على الدعم وتخفيف الأعباء الأمنية والمالية عنهم.

مشاريع وأهداف التحالف الصهيوامريكي فيما يخص اليمن استراتيجيتهم واضحة، الاعتماد على المشاريع الطائفية والقبلية وغيرها من المشاريع الهادفة إلى تمزيق النسيج الاجتماعي حتى تستطيع تمرير مخططاتهم الإجرامية، لأنهم ينظرون إلى الوحدة أكبر وأخطر عائق أمام تحقيق طموحاتهم في السيطرة على اليمن والاستيلاء على ثرواته واستغلال موقعه الاستراتيجي لخدمة أهدافهم ومصالحهم وتحويله إلى حديقة خلفية.

التمدد والزحف للسيطرة على مناطق الثروات لم يكن ليحدث دون توجيهات من واشنطن والكيان الصهيوني، لأن الأنظمة العربية المتصهينة ومنها الإمارات والسعودية قراراتها مرهونة بيد التحالف الصهيوامريكي الذي يدير المشهد السياسي ويتحكم بهم ويحركهم كبيادق لتحقيق سياساته واستراتيجياته حتى لو خالفت رغباتهم ومصالحهم.

الإمارات تحركت وسيطرت، والسعودية صمتت مكرهة لكن الاستراتيجية واحدة؛ وان كان البعض يرى ان الإمارات تسعى لمحاصرة السعودية في اليمن ومد نفوذها وبالتالي السيطرة على الممرات الاستراتيجية (البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب والبحر العربي) وهي الممرات الاستراتيجية التي يمارس من خلالها الشعب اليمن التحكم في محاصرة الإجرام الصهيوني ومنع ارتكاب جرائم الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.

المصالح المتضادة بين الأنظمة المتصهينة خاصة (السعودية والأمارات)سيؤدي إلى الصراع عاجلا أم أجلا وهو ما ظهرت بوادره في تصريح رئيس الاستخبارات السعودي الأسبق (تركي الفيصل)حينما سُئل عن إيهما يمثل تهديدا اكبر على المنطقة السعودية أم إسرائيل فقال: إسرائيل تمثل التهديد الأكبر للمنطقة ؛ايران تعرضت لعدوان من قبل أمريكا وإسرائيل وتراجعت قدراتها في لبنان بتراجع قوة حزب الله وتغيير النظام السوري اما إسرائيل فتمثل الخطر الأكبر لأنها تشعر باليأس تقصف سوريا بشكل يومي وتواصل قصف فلسطين –الضفة وغزة -وتقصف لبنان رغم إعلان وقف اطلاق النار إسرائيل هي مصدر المشاكل ويجب كبح جماحها من قبل أمريكا والمجتمع المقارنة بين خطر مزعوم وخطر موجود ومستمر لا يصح مطلقا ؛فايران جزء من المنطقة ونظامها إسلامي وهي جزء من العالم الإسلامي بخلاف كيان الاحتلال الذي يعتمد استراتيجية التوسع والهيمنة وهوكيان دخيل غرسته السياسات الاستعمارية لخدمة مصالحها ويريد تغيير الأنظمة والدين والتاريخ والواقع ليضمن استمراره ويشن الحروب كوكيل للمهمات القذرة ولتنفيذ استراتيجيته الإجرامية.

تصريح الفيصل تنبيه للنظام السعودي لمنع الإمارات من التمدد وكسب ثقة التحالف الصهيوامريكي فاستراتيجية الإمارات تعمل على تنفيذ أهداف كيان الاحتلال بدون شروط بخلاف السعودية التي تعلن ظاهر شروطا وتنفذ واقع ؛الإمارات وقعت اتفاقيات إبراهيمية بينما السعودية إلى الآن لم تعلن ذلك وفي تعليقه (الفيصل) أنها كلمة حق أريد بها باطل ، الاتفاقيات الإبراهيمية لا علاقة لها بسيدنا إبراهيم بل اتفاقيات بين أنظمة (وضعها الاستعمار) وصلت إلى قناعات للتعامل فيما بينها فمقام سيدنا إبراهيم مقام الأنبياء؛ ولا علاقة له بالإجرام والمجرمين قتلة الأنبياء والرسل وقتلة الأطفال والنساء.

المنظمات والهيئات الدولية أكدت ان الإمارات استولت على مناجم الذهب في السودان بواسطة الدعم السريع ومولت به الأسلحة والمرتزقة وهي ذاتها الاستراتيجية التي تتخذها مع ميليشيات الانتقالي وهو ما جعلها تحظي بحماية ورعاية التحالف الصهيوامريكي، فبريطانيا حذفت كل عبارات الإدانة في القرار الأممي ضد الإمارات في السودان وترامب أصدر عقوبات علي البلدان والشركات التي تمول المرتزقة مثل كولومبيا لكنه لم يعاقب الإمارات التي مولت كل تلك الجرائم وهو فعل جبان، حسب وصف الخبير الأمريكي في الشؤون الأفريقية كاميرون هدسون(تصرف جبان؛ إدارة ترامب فرضت عقوبات على الشركات الكولومبية والمرتزقة والذين يعملون لصالح الدعم السريع في السودان ولم تذكر كلمة واحدة عن النظام الإماراتي الذي وقع العقود ودفع الفواتير).

التحالف الصهيوامريكي يدعمون بعضهم بعضا للسيطرة على الثروات واستغلالها واستخدام الخونة والمرتزقة والعملاء مقابل الفتات لكن إذا حانت ساعة الخلاص فإنهم لن يتوانوا لحظة في القضاء عليهم إذا أصبحوا خطرا سيكشف خططهم؛ وأحيانا يتخلون عنهم ويتركونهم لمواجهة مصيرهم، كما فعلت أمريكا حين خروجها من فيتنام وأفغانستان.

استراتيجية التحالف الصهيوامريكي التي ينفذها بواسطة الإمارات أو السعودية في اليمن تريد إشعال وإدارة الحروب بين أبناء اليمن وتستغل كل الابعاد الدينية والطائفية والقبلية وغيرها، لأنها لا تريد الغرق في المستنقع اليمني وظهر ذلك جليا خلال سنوات المواجهة السابقة حيث كانا يدفعان بالقوات اليمنية ويكتفون بالأمرين وكثيرا يقومون بقتل من جاءوا من أجل مساعدتهم كما يقولون .

تخلصوا من جميع الناشطين الذين يشكلون تهديدا عليهم ونصّبوا من يثقون فيهم والآن يريدون ان يواصلوا مشوارهم بواسطة بيادقهم التي يمولونهم من ثرواتهم التي يستثمرونها ويعطونهم الفتات .

سياسة المندوب الذي يدير السياسة ويصدر الأوامر وان أمنت التمدد والسيطرة والاستيلاء حتى الآن فلن تستمر إلى مالا نهاية وأحرار اليمن لن يستمر سكوتهم إلى الأبد؛ ومن يخدم توجهات الإجرام والظلم والطغيان والاستعمار لن يستمر إلى ما لانهاية بل سيدفع الثمن عاجلا غير آجل.

قد يعجبك ايضا