لحظة يازمن…تعاسة
محمد المساح
في هذا الزمن التعيس – ليس الزمن تعيساً نحن البشر أبناء التعاسة- ونحمل الزمن المسؤولية لأن طبيعتنا هكذا.. لابد من إيجاد علاقة أو شماعة نعلق عليه العجز نخلعه من فوق أجسادنا، وننتزعه من أعماقنا ثم نحيل العجز والإحباط على الزمن.
أهو قدر ومصير، إرتبطا في تكوين الذهن وطريقة التفكير..؟ أمور يحبرها قلم صنع اليابان.. وسيل الكلمات هذه بيد محلية.. يتداخل في عقل صاحبه عالم يحلم به.. وواقع قاسٍ وخشن بين التصور والمستحيل يقف كاتب الحروف في مفترق طرق لايدري أية طريق يسلك، وإن كانت المسالك التي تقع أمام بصره، واضحة بإمكانياتها المفتوحة وما عليه سوى حفظ التعرجات والانحناءات وأماكن الصعود يليه بعد ذلك مقدرة فائقة على التصرف السريع ونقل العصا من الكتف اليمنى إلى الأيسر كلما اقتضى الحال ذلك .
وهو في هذه المسالك يحتاج إلى إمكانيات قوية يمنحها الواقع لمن لديه قدرة التلون والتشكل أما الدرب الأصعب من تلك المسالك.. فهو أمام البصر أيضاً وهو درب ذو اتجاه واحد مستقيم لا يلتوي ولا يلتف ولا يعوج.
هو درب لا يقدم تسهيلات ولايفرض على من يضع قدميه فيه أية إكراهات هو مفتوح.. وإختياري من يسير فيه عليه ان يحتمل برضى وقناعة كل مصاعبه..فإذا قدر.. على تحمل تلك التبعات استمر في سيره ولا يرجو رحمة أو شفقة، والدرب لا يجبر أحد.. على أن يتابع السير مكرها، فإذا رأى أنه غير قادر، فلينكسر ويعود ليبدأ سيره في الدروب الأخرى.
وينكسر القلب أحياناً حين يتراجع صاحبه ويصيبه مرض الحنين ومشاعر الذنب والندم.. كل تلك الأشياء تظل رهينة بالفرد نفسه إذا شاء ارتضى وتحمل.. وأستمر يخطو في الدرب وعليه سلفاً أن لا ينتظر تقديراً أوعرفاناً، ذلك مصيره وقدره الخاص، لاتعاسة ابداً يفرضها الزمن.. التعاسة ظرف إنساني يخلقها البشر بأنفسهم وهم يتقاطعون في الدروب.. وينسون حينها النظر إلى الأفق البعيد.. ولذلك فلاغرو.. أن نحمل الزمن تعاستنا.. ربما قدر تفكيرنا هكذا.