الخارطة الحزبية بتفاصيل جديدة

كتب/ وديع العبسي –

يقول أستاذ الاجتماع السياسي الدكتور فؤاد الصلاحي إن المتغيرات التي حدثت على المشهد السياسي الحالي ترتب عليه بناء تحالفات وخارطة سياسية جديدة استجابة لهذا التغيير الذي تتم الدعوة إليه وربما اقتضى وجود حيوية سياسية داخل المجتمع والقوى الاجتماعية الشابة والتقليدية إفراز هذه الأحزاب الجديدة.
ما ذهب إليه الدكتور الصلاحي كشفت عنه نتائج التفاعلات التي عاشها الواقع عقب ذلك, إذ ظهرت في مشهد الفعل السياسي العديد من المكونات الحزبية.
ربما لا يمكن القول اليوم إننا إزاء تحولات سياسية كبيرة إلا بالقدر الذي نظن أن المكونات السياسية الجديدة يمكنها إحداث هذا التغيير مع ذلك فإن التبدل الذي طرأ على الخارطة الحزبية أمر يؤكد على أن الواقع صار إلى تحول من المفترض أن قواه تلعب دورا واضحا وحاسما في صياغة معادلة الدولة التي يتطلع إليها الجميع.

رغبة في التغيير
وتجيء الأحزاب الوليدة كما يبدو مشبعة بالرغبة في التغيير وإحداث تحولات في بنية الدولة المدنية لتحمل الأمر توجه لها في ممارساتها المستقبلية.. على الأقل هذا ما تنتظم عليه أدبيات هذه الأحزاب وتؤكد عليه كوادره.. يقول فؤاد عبد الرقيب الصبري أمين عام حزب شباب التنمية الوطني الديمقراطي وهو حزب جديد: أن رؤيتنا في الحزب هي إخراج اليمن من أزمته الراهنة وإقامة الدولة المدنية الحديثة والعمل من أجل إنشاء دستور جديد يقوم على أساس الدولة المدنية وأن يكون شكل نظام الحكم هو النظام البرلماني وأن نساعد دولة المؤسسات ودولة النظام والقانون الذي يطبق على الجميع وأن يتم تقسيم اليمن إلى أقاليم, وأضاف الصبري هدفنا الأول والأخير هو أن نرسي قاعدة التبادل السلمي للسلطة في اليمن وإشراك جميع القوى الفاعلة في الساحة من خلال نظام الحكم البرلماني والانتخابي وتكون هذه الانتخابات وفق القائمة النسبية لضمان مشاركة فاعلة ومشاركة كافة القوى في الساحة اليمنية.
وقد أصدرت الكتلة البرلمانية حينها بياناٍ شددت فيه على ضرورة المساهمة الفاعلة والإيجابية بالتعاون مع كافة القوى والفعاليات التي همها إخراج الوطن من دوامة الأوضاع المتردية التي يعيشها أبناء الشعب اليمني وذلك من خلال المساهمة العملية من أعضاء الكتلة سواء في داخل مجلس النواب أو في صفوف المجتمع.. وأكد أعضاء الكتلة على ضرورة التنسيق والتفاعل مع المكونات الشبابية والثورية وكافة الاتجاهات الراغبة في الاصطفاف الوطني.. ودعت الكتلة إلى استمرار الائتلاف البرلماني من أجل التغيير وضرورة تضافر جهود كافة الخيرين من أبناء الشعب اليمني الذين ينشدون مستقبل الدولة المدنية الحديثة القائمة على مبادئ العدل والديمقراطية والمواطنة المتساوية.. قبل ذلك كان اْعلن عن تكتل “الأحرار” الذي ضم نواباٍ مستقلين عن حزب المؤتمر الشعبي العام.

رؤية وطنية
وقد أظهرت الأحزاب والتنظيمات السياسية الجديدة والناشئة قدراٍ عاليا من المسئولية في تعاطيها مع ملف التحضير لمؤتمر الحوار الوطني انطلاقا من دورها في إنجاح المؤتمر من أجل الخروج باستراتيجية واحدة وبلورة رؤية وطنية موحدة تضمن مشاركة فاعلة لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني فعقدت العديد من اللقاءات والاجتماعات بقصد الخروج برؤية تسهم في التهيئة لعملية الحوار فيما مارست حقها الديمقراطي في الاعتراض على ما أسمته محاولة لتهميشها من المشاركة في مؤتمر الحوار والتحضير له.. في أحد مؤتمراتها أكدت أحزاب منها حزب الحرية التنموي حزب اتحاد الرشاد اليمني حزب المستقبل حزب شباب التنمية الوطني الديمقراطي حزب شباب العدالة والتنمية حزب الربيع العربي حزب العدالة والحرية حزب السلام الاجتماعي.عقب مؤتمر لها على أن قضية انعقاد مؤتمر للحوار هي مطلب وطني عام حملته الكثير من القوى الوطنية باعتباره الآلية الأمثل والوحيدة لإخراج الوطن من مآزقه المركبة والتأسيس ليمن جديد مرتكز على أسس دولة يمنية حديثة دولة مؤسسات وقانون وحكم رشيد يستند على قاعدة المشاركة العامة في الحياة والعملية السياسية ونعتقد أن نجاح مؤتمر الحوار الوطني المأمول مرهون بالتحضير الجاد له ووضع ضمانات حقيقية لتنفيذ مخرجاته والاتفاق على مرجعيات في حالة حصول خلاف.. وأضافت في بيان: إن الغاية الأبعد والأسمى لعقد مؤتمر حوار وطني هي شراكة كافة أحزاب وقوى ومكونات المجتمع في نقاش القضايا الوطنية الكبرى للوصول إلى أسس توافقية لرسم ملامح المستقبل بنظامه السياسي الجديد وصولاٍ إلى دولة يمنية حديثة وأن الأحزاب غير الموقعة على المبادرة الخليجية تطالب بأن تكون لجنة الإعداد لمؤتمر الحوار وكل الأطر التحضيرية قائمة على أساس الشراكة الفعلية الكاملة والعادلة بين كل الأحزاب والقوى السياسية فهي مفتاح للتحضير العملي الجيد وصمام أمان نجاح الحوار.. وأكد بيان هذه الأحزاب على أن بعد الحوار عن أي مؤثرات في نقاء وصفاء مقرراته يضمن الخروج بقرارات فعلية ذات نفع للمواطن والوطن وأن البناء السليم لليمن الجديد لا يمكن أن يقوم على المحاصصة والتقاسم وتهميش قضايا وقوى لا يمكن النظر إلى المستقبل دون أن تكون ركيزة هامة من مكوناته وأن النظرة القاصرة إلى العملية التحضيرية ستؤدي لا محالة إلى إفراغ مؤتمر الحوار الوطني من مضامينه وغاياته حسب تعبير البيان وتحوله إلى مؤتمر تحاور فيه السلطة نفسها.

للدخول في اللعبة
يقول الدكتور فؤاد الصلاحي “نحن مقدمون على عملية حوار سياسي ومن غير تكتل شبابي أو أحزاب جديدة لن يكون للشباب مساحة في الحوار فكان لابد من تنظيمات تفرض وجودها في الساحة ثم ماذا¿ يرد: كثير من الناس رأوا أنهم خارج اللعبة السياسية وأرادوا أن يلتحقوا بالمشهد السياسي القادم واستحقاقاته من خلال التنظيم المؤسسي والحزبي ومن هنا تداعى كثير من الناس إلى تأسيس أحزاب.
مع ذلك أيضا يرى الدكتور الصلاحي بـ”أن الأحزاب الجديدة غير واضحة فلم يعمل أي منها مؤتمرا جماهيريا يشرح فيه فكره ومنهجه”.. ويضيف: كما أننا لا نستطيع أن نحكم على مستقبلها ونجاحها إلا بعد انتهاء الفترة الانتقالية ومعرفة مدى مشاركتها في الانتخابات القادمة على مستويين: مستوى ما تطرحه الآن لحل الأزمة القائمة إذا جاز لها أن تطرح آراء وأفكاراٍ وبرامج أو أن يكون لها فاعلية في الانتخابات القادمة”.. أما الدكتور محمد الظاهري فيذهب إلى أنه لا يمكن الآن قياس دور هذه الأحزاب المعلنة لأسباب عديدة من ضمنها أن هذه الأحزاب جاءت عقب مرحلة تمر بها اليمن هي مرحلة استقطاب”.. ويقول: رغم أنني مع التأطير المؤسسي إلا أن التزامن المريب يشكك في هوية هذه الأحزاب وما أخشاه أنها تفريخ وزيادة إحصائية عددية لما هو كائن من الأحزاب”.

تسميات
نذكر من الأحزاب الجديد: حزب “العدالة والحرية” حزب “الوفاق الوطني الحر” حزب “الحرية التنموي” حزب “الربيع العربي” “حركة الديمقراطية للتغيير” حزب “السلام الاجتماعي” حزب “التضامن الوطني” حزب “العمل” حزب “الوفاق الوطني” حزب “المستقبل” “شباب التنمية الوطني الديمقراطي” حزب “شباب العدالة والتنمية” “تنظيم العدالة والبناء” حزب “الشباب الوطني للتنمية الديمقراطي” حزب “الأمة” وحزب “الرشاد” “الحزب الليبرالي اليمني” حزب “الكرامة” حزب “اليمن الجديد” المجلس الوطني لقوى الثورة

قد يعجبك ايضا