رغم الخرق السعودي:

جنيف (2) أجواء إيجابية وتفاؤل حذر

اعده/ جمال الظاهري

لأول مرة يلتقي مفاوضو الأطراف اليمنية على طاولة واحدة .. حيث بدأ ممثلو وفدي التفاوض إلى جنيف أولى جلسات حوارهما في مدينة بيل السويسرية بين وفد صنعاء الذي يمثل المؤتمر الشعبي العام وحركة أنصار الله والوفد الذي شكله هادي برئاسة عبدالملك المخلافي الذي يتخذ من الرياض مقراً له.
الأنباء الواردة من مكان انعقاد المفاوضات حسب ما تناقلته العديد من وكالات الأنباء والقنوات الفضائية تقول أن الأجواء تبعث على التفاؤل المشوب بالحذر.
وتفيد الأخبار الواردة بأن الوفدين قد عقدا أولى جلساتهما التي خصصت للجمع بين الطرفين على طاولة واحدة لبناء وتعزيز الثقة بينهما.
ويعتبر المراقبون والمحللون السياسيون والمهتمون بالشأن اليمني بأن التقاء وجلوس الفريقين في مكان واحد مؤشر ايجابي ويبعث على التفاؤل بإمكانية تحقيق ما عجزا عن تحقيقه في جنيف (1).
وتقول الأمم المتحدة: إن المحادثات بين الوفدين اليمنيين تهدف إلى التوصل إلى “تسوية مستدامة” للأزمة المستمرة منذ شهور.
ويشارك في المفاوضات 24 شخصاً يمثلون الوفدين بصورة متساوية 12 شخصاً يمثلون أنصار الله والمؤتمر الشعبي ومثلهما يمثلون هادي وحكومته.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لدى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد: إن من شأن الهدنة أن تكون “إشارة لنهاية العنف العسكري في اليمن والمباشرة في المفاوضات” وتوفير المناخ الضروري لإعادة الحياة إلى طبيعتها في كل المحافظات واستئناف النشاط الاقتصادي”.
مفاوضات الفرقاء اليمنيين في جنيف كانت حاضرة وبقوة في اهتمامات الصحف العربية الصادرة يوم أمس.
ففي الوقت الذي تحدثت فيه صحف عن “الأمل الذي تبعثه المحادثات في نفوس أبناء اليمن”، مبرزة ما يعلقه أبناء اليمن من آمال وما يتطلعون إليه من نجاح لهذه المفاوضات, والتفاؤل بإنجاز اتفاق يعيد الحياة إلى مسارها الطبيعي, ينعم فيها كافة أبناء اليمن بالأمن والاستقرار, وفق عملية سياسية ديمقراطية سليمة تؤسس لبناء مستقبل أفضل، اعتبر كُتاب ومحللون بأن هذه المحادثات تمثل “الفرصة الأخيرة للسلام في اليمن الذي تعرض لعدوان غاشم ذهب ضحيته آلاف الأبرياء من المدنيين والحصار المفروض عليهم من قبل التحالف الهمجي
والمقابل يستبعد محللون آخرون تحقيق تقدم ملموس في هذه المفاوضات، بسبب تعدد الأطراف والقوى المتداخلة والمهيمنة، وصعوبة التوفيق بين كل المطالب والشروط والمكاسب التي تبتغيها كل الأطراف .
ويرى أصحاب هذا الرأي بأن (التحالف السعودي) وافق وسمح مكرهاً لوفد هادي لحضور مفاوضات جنيف (2) لأن الواقع على الأرض يجري في غير صالحه، وخاصة بعد فشله في جبهة نجران وجيزان وعسير، وكذلك فشل مرتزقته في تحقيق أي نتائج ملموسة في جبهة تعز أو جبهة مارب، يضاف إلى ذلك تغير المواقف الدولية ونفاد فرص التمديد لحربها وحصارها للشعب اليمني, وابتداء العد التنازلي لتبخر شرعية هادي، وبأن استمرار الحرب سيؤدي إلا توسع داعش والقاعدة وأخواتها في المحافظات الجنوبية.

قد يعجبك ايضا