اسطنبول/ وكالات
انسحب قسم من القوات التركية المنتشرة قرب مدينة الموصل شمال العراق من المنطقة متوجها شمالا “في اطار ترتيبات جديدة”.
ويأتي هذا الانسحاب في وقت تشد فيه الاحتجاجات العراقية على تدخل انقرة “غير القانوني” في الأراضي العراقية.
ومن غير الواضح ما إذا كانت انقرة قد قررت الرضوخ للضغوط العراقية خوفا من ردود الفعل العراقية، وبعد أن هددت بغداد أنقرة باللجوء الى مجلس الأمن كما هددت مليشيات شيعية بمهاجمة القوات التركية اذا لم تستجب انقرة لمطالب العراقيين بالانسحاب من بعشيقة.
وذكرت مصادر عسكرية تركية أن “قافلة من عشر إلى 12 آلية بينها دبابات” خرجت من بعشيقة في اتجاه الشمال، من غير أن توضح ما إذا كانت هذه القوات ستبقى في العراق او تعود الى تركيا.
وأضاف مصدر عسكري تركي: إن مفرزة من القوات التركية منتشرة بشمال العراق انسحبت أمس الاثنين من معسكر قريب من مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم داعش وتتحرك الى الشمال، بعد أن قالت بغداد إنها ستدعو مجلس الأمن الدولي للمطالبة بمغادرة القوات.
وأضاف المصدر العسكري: إن تحرك القوات أمس يأتي في إطار “ترتيبات جديدة”.
وقال رئيس الوزراء التركي احمد داود أوغلو أمس إنه اتخذ الخطوات الضرورية من أجل “ترتيب جديد” للقوات قرب الموصل في شمال العراق وان وجود القوات التركية سيستمر من أجل التدريب العسكري.
ونشرت تركيا قبل اسبوعين مئات الجنود والدبابات في بعشيقة قرب الموصل التي يسيطر عليها متطرفو داعش منذ يونيو 2014م.
وأكد وزير الخارجية العراقية إبراهيم الجعفري أمس الأول أن بلاده حريصة على العلاقات مع تركيا، وتتمسك بالخيار السياسي لحل الأزمة الناشئة حاليا بين البلدين.
وأضاف الجعفري في مؤتمر صحفي عقده في مبنى البرلمان، بالعاصمة بغداد: إن “سيادة العراق، خط أحمر يجب عدم تجاوزه”.
وتابع: “خلال جلسة البرلمان استعرضنا تاريخ العلاقات العراقية التركية، وأكدنا عدم وجود اتفاقية مع تركيا على الصعيد الأمني أو مذكرة تفاهم”، مستطردا: “الموجود هو محضر جلسة يعود تاريخه إلى عام 1983م، التي ألغاها البرلمان عام 2009م”.
ومع تأكيده على الخيار السياسي لحلّ الأزمة بين أنقرة وبغداد، أشار الجعفري إلى أن العراق “وجه شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، وهي مدرجة على جدول أعماله، ولدينا تواصل مع أعضاء المجلس لشرح موقفنا، كما أننا دعونا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية”.
وتشهد العلاقات التركية العراقية، توترا في الآونة الأخيرة، على خلفية قيام أنقرة بإرسال قرابة 150 جنديا إلى منطقة “بعشيقة” القريبة من مدينة الموصل عن طريق البر لاستبدال وحدتها العسكرية هناك، المعنية بتدريب قوات البشمركة (جيش إقليم شمال العراق)، والحشد الوطني، كما تمّ استقدام ما بين 20 و25 دبابة، خلال عملية التبديل.
وتقوم كتيبة تركية منذ بضعة اشهر هناك بتدريب قوات الحكومة الاقليمية لكردستان العراق (البشمركة) ومتطوعين عراقيين يرغبون في قتال داعش.
فيما أكدت انقرة سابقاً انها ارسلت هذه التعزيزات لتأمين حماية مدربيها.
وكان مكتب رئيس الوزراء التركي قد أعلن يوم الجمعة الماضي قراره إعادة تنظيم قواته العسكرية في معسكر بعشيقة بعد محادثات مع مسؤولين عراقيين، مذكراً في الوقت نفسه انه لن يسحب قواته بشكل كامل.
وصرح متحدثا للصحافة: إن”عدد الجنود سيرفع او يخفض تبعا لعدد البشمركة الذين يتم تدريبهم”، مؤكدا أن “أي انسحاب غير وارد”.