قلاع وحصون تعانق السماء وتحاكي قدم التاريخ
إعداد/محمد محمد عبدالله العرشي
أخي القارئ الكريم… ولاسيما أبنائي من الشباب، لقد عودتك في حلقاتي السابقة أن أقدم لك نبذة مختصرة عن عَلَم من أعلام اليمن الكبار في المنطقة التي أتناولها في صحيفة الثورة الغراء، وعلمُنا في هذه الحلقة من مديرية الحداء هو القاضي الذي جمع بين رئاسة الوزراء والقضاء/ يحيى بن صالح بن يحيى الشجري الصنعاني التي تنتسب أسرته إلى مديرية الحداء من محافظة ذمار المولود في ولد في الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة 1134 الموافق 5/10/1722مـ في مدينة صنعاء ولقد تولى القضاء الأكبر وعمره سبعة عشر سنة، ولقد استشهد الإمام المرحوم المنصور عندما ولى المترجم له بالآية الشريفة بقوله تعالى (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً) سورة مريم آية12(، وكان المرحوم الإمام المنصور الحسين ينشر فضائله ومناقبه ومزاياه في المواقف.. وقد ترجم له المرحوم المؤرخ محمد بن محمد زباره في كتابه (نيل الوطر من تراجم رجال اليمن في القرن الثالث عشر) فقال عنه: كان في الذكاء آية باهرة وفي الحفظ معجرة ظاهرة، متفرساً في الأحوال خابراً للأمور، متوسماً في القضايا، وقد استشهد بقوله:
يدري بما بك قبل تخره به
من ذهنه ويجيب قبل تسائله
واستطرق في ترجمته أنه تحدث بأخباره الركبان، وتناقلت أحواله أبناء الزمان، وتشرفت بذكره المحابر، وخُلدت حوادثه في الدفاتر، نوادره مستظرفه وأحواله محفوظة عن أخل المعرفة، واستشهد بقول الشاعر:
ملأ الزمان رياسة وسيادة
وحكومة ووزارة وعلاء
والدليل على علم وفضل ومقدرة المترجم له أنه لما مات لم يسد محله إلا شيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني. وقد ترجم له مؤلف (نفحات العنبر) فقال: أقضى قضاة الزمان، وآجل النبلاء والأعيان، وأعظم الرؤساء، وواسطة عقد الوزراء، جمع أشتات الفضائل، وحوى جميع الكمالات، من العلم والرياسة، وحسن الخلق والكرم، والمروءة وشرف النفس، والنجابة والسيادة، والشجاعة وثبات الجأش، وجودة الرأي، والدهاء والحذق، وحسن النظر في الحكومات وحسن التدبير في فصل الخصومات والواردات الدولية والسياسات والنظر في المصالح العامة والخاصة، وأجرى القوانين الكلية على أفضل أوضاعها، مع ذلاقة لسان، وبلاغة معنى، وفصاحة لفظ، وجزالة قول،..الخ. وقد توفي بصنعاء في يوم الأربعاء غرة رجب 1209هـ الموافق 1794م ودفن بالسعدي جنوبي صنعاء عن عمر 74سنة..
فيا أبنائي الشباب.. إن هذه الشخصية تحتاج منكم إلى دراسة حياته وتأثيره في تاريخ الإدارة والسياسة والقضاء في اليمن..
مديرية الحدا
تقع مديرية الحدا في محافظة ذمار في أقصى شمالها الشرقي، يحدها من الشمال مديريات: الحصن وبني ضبيان وبلاد الروس (محافظة صنعاء)، ومن الجنوب مديرية ميفعة عنس، وكذلك مديريتا: ولد ربيع والقريشية (محافظة البيضاء)، ومن الشرق مديريتا بني ضبيان والقريشية، ومن الغرب مديريتا جهران ومدينة ذمار، ومحافظة صنعاء (مديرية بلاد الروس). وتبلغ مساحة المديرية 1627كم2، وعدد سكانها143.100نسمة. وتعتبر مدينة زراجة هي عاصمة المديرية. تضم المديرية (191) قرية تشكل بمجموعها 29 عزلة هي: أعماس الجبل(الأعماس: منطقة كبيرة في بلاد الحدا، النسبة إليها: عُميسي. وهي تضم من القُرى: هضبة بني عامر، هضبة العبادلة، بيت دريب، بيت الجشوش، رخمه، الشواذب، ضلاع الأعماس، بني مهدي، الحُصن، بني سبأ، سيلة التام، وغير ذلك.)، بني جميل، بني حديجه (بضم فتح فسكون. مركز إداري في بلاد الحدأ. من محلاته: المكحل، بيت هارون، المدقه، الحاجب، وريزه، الحَطَمه. وهي محلات فيها آثار قديمه، ومن ذلك نفق ينفذ إلى بلاد عنس كان يُستعمل لتسيير سيول الأمطار وسقي الأراضي الزراعية.)، بني زيدان، بني عبس، بني عيسى الصهيد، بني فلاح (من قبائل الحدا في شمال مدينة ذمار. وأهم قراهم: المشور – بني عواض – بيت الأشبط.)، بني قوس، بيت أبو عاطف، ثوبان (قرية ومركز إداري من مديرية الحداءوأعمال ذمار. فيها آثار قديمة أشهرها خرائب قصر “بينون” الحميري. كما أن فيها وادي النصله الذي يقع أسفل جبل النقوب.)، الجردة، الرشدة، زراجة (بكسر ففتح. مدينة في الحداء، تبعد عن معبر شرقاً بنحو 13كم. وهر مركز إداري من بلدانه: يِكار ومحضر وساقتين. وهي عاصمة مديرية الحدا. وكانت زراجة قد تهدمت بعض منازلها في أول القرن الرابع عشر عندما كانت ساحة للقتال بين القوات التركية وبين المناهضين لهم من اليمنيين. كما أن زلزال ديسمبر 1982م قد أحدث فيها الكثير من الدمار.)، سلبة بني بخيت (بضم ففتح فسكون. منطقة مشهورة في بلاد الحداء، تبعد عن مدينة ذمار – شمالاً بشرق – بمسافة 50كم. وهي منطقة غنية بالآثار القديمة وإليها ينسب المشائخ “آل البخيتي” نذكر منهم: الشيخ علي بن عامر البخيتي من رجال القرن الثالث عشر الهجري. والشيخ ناصر بن صالح البخيتي من رجال القرن الرابع عشر الهجري.)، السواد، الشبطان، ضلاع الأعماس، طميح، العابسية (مركز إداري في الحداء. من محلاته: العمَّاريه التي ينسب إليها بيت العَمْرِي، وقرية بني شِجْرِه التي ينسب إليها بيت السحولي الشِجري، وينسب إليها القاضي العلامة المرحوم يحيى بن صالح بن يحيى الشجري الصنعاني الذي ترجمنا له في مقدمة مقالنا هذا عن الحداء.)، عبيدة السفلى، عبيدة العليا، كلبة محذرة، الكميم (بضم ففتح فسكون. مركز إداري من مديرية الحدا وأعمال ذمار. يبعد عن مديرية معبر شمالاً بمسافة 17كم. يشمل من القرى: قهلان، الجهارنه، الزيله، شباعه، بيت رياش، بيت الديلمي. وفي الأخيره طائفة من سلالة الإمام أبو الفتح الديلمي. وتشتهر بلاد الكُميم بنها تحتوي على الكثير من الآثار الحميرية، ومن ذلك: النخلة الحمراء أو ما أورده الهمداني باسم يكلا. ومنها سد الكميم الذي ما زالت آثاره باقية إلى اليوم.)، كومان سنامة، كومان المحرق (كومان: بفتح فسكون ففتح. مركزان إداريان من مديرية الحداء وأعمال ذمار، هما: كومان سنامه، وكومان المحرق. قيل أن نسبتهما إلى: كومان بن ثابت من آل ذي حَسَّان ذي الشّعيب. وهما منطقتان غنيتان بالآثار القديمة.)، المغادية (بلدة ومركز إداري من مديرية الحدا، من محلاتها: قاع البُراق، الحظائر الحمراء، غُوَل السوس.)، الملحاء (قرية ومركز إداري من مديرية الحدا في شمال ذمار. من بين قراه: الأوضان، بني بَدا، الهرمه، بني شرهان، دحقه، الخليف، وغيرها.)، النصرة (مركز إداري من مديرية الحدا. من بلدانه: قرية المشاخره، جرشب بني محمد علي، دار الحاجب، جريد، الوتده، الخرابه، وغيرها.)، نيسان (بلدة ومركز إداري من مديرية الحدا. تقع شرقي زراجه. ومن محلات المركز: دار الحجر، المصنعه، دومان، الطلحه، العفاره، الرباط، نجد العليا، وغيرها.)..
والحداء مديرية وقبيلة في الجنوب الشرقي من ذمار بمسافة (31 كم)، ينسبها الإخباريون إلى “الحداء بن مراد بن مالك ” وهو “مذحج بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ “، وتقع مديرية الحداء فيما بين سهل جهران غربًا وخولان العالية شمالاً وعنس جنوبًا وناحية الخوبة وبنيضبيان من خولان شرقًا، وبينهما عزلة بني بخيت وعزلة الكميم وعزلة بني قوس وعزلة زراجة وعزلةثوبان وعزلة كومان وعزلة بني جميل وعزلة عبيدة العليا والسفلى، وكل عزلة تشمل جملة بلدان وقرىومزارع، ومركز مديرية الحداء في (زراجة)، ومياه الحداء تسيل جميعها في مأرب، والحداء منالبلدان الحميرية ذات الآثار.. وفي الحداء حصون ومواقع حميرية أثرية مشهورة منها: بينون في مخلاف ثوبان، والنخلة الحمراء في مخلاف الكميم، وفيها عثر عام 1350هـ 1933م على تمثال “ذمار علي” ملك سبأ وذي ريدان المحفوظ الآن بالمتحف الوطني بصنعاء. وقد وصف بعض مناطقها شاعرها الشعبي المشهور علي بن زايد.. وإلى بردون منها ينسب الشاعر الراحل الكبير الأستاذ عبدالله البردوني. ومن الأخبار – غير المؤكدة – ما ذكره عن الحدا المؤرخ ابن الوزير (1045 – 1090هـ/ 1635 – 1680م) الذي ذكر في طبق الحلوى (حوادث سنة 1046هـ – 1636م) “وفيها خرج الحدا عن مذهب الشافعية إلى مذهب الزيدية” مضيفاً: “ولتقارب الديار أثر في هذه القضية”.
من أهم القلاع والحصون والمعالم والكنوز الحضارية والأثرية والتاريخية في مديرية الحداء
ومن أهم المعالم الأثرية والتاريخية والقلاع والحصون في مديرية الحدا التالي:
حصن مفتاح: معلم بارز من معالم الحداء يقع في شمال شرق قرية الملحاء، يبلغ ارتفاعه عن سطح قرية الملحاء الواقعة إلى الغرب منه حوالي 200متر، أما عن عين ماء الحذاة الواقعة إلى الشرق منه فيبلغ ارتفاعه حوالي 300 متر. وفيه برك صغيرة للماء منحوتة مقضضة ومدرجة إلى أسفلها. ذكر ذلك الأستاذ/ محمد صالح البخيتي في مشروع كتاب عن (الحداء) لم يطبع بعد.
حصن قهلان : حصن يقع في منطقة الكميم مديرية الحداء محافظة ذمار.
يفعان : حصن يقع في عزله السوادة من ريمه مديريه الحداء وهي عبارة عن خرائب وقد شيد الحصن في رأس ربوة مرتفعه , ويطل على واديين رئيسيين هما وادي محذره ووادي قاع السوادة الذي يربط بين عنس والحداء لما مات الحسن بن سلامه تغلب عليه بنو الاشبط وفي سنه 402هـ خط أمير الصليحي على الحصن ونزل منه واليه حسن الاشبطي مع ما يملك وطلعه الصليحي وعمره عمارة جيده في سنه 405هـ استولى عليه سيف الإسلام قهراً وولى عليه الملك المسعود على بن رسول سنه 570هـ.
دار ثومه: ويقع في جبل الأعماس مديريه الحداء محافظه ذمار وتبعد عها بحوالي 35كم شرقاً ,وهو حصن اثري قديم.
قصر الصبايا:وقصر الصبايا يسمى في النقوش مدينة (أبون)، وهو من ملحقات النخلة الحمراء وقريب منها بمسافة لا تزيد عن اثنين كم جنوب غرب، على سفح جبل عرعر الشمالي الشرقي، على ارتفاع حوالي اربعين متر من سطح الأرض الشرقية، وعلى جبل عرعر هذا تقع من الجهة الأخرى قرية يكار الأثرية وكان جدار قصر الصبايا الشمالي قائماً إلى وقت قريب على ارتفاع حوالي خمسة أمتار وكانت بوابته مع سقفها مكونة من قطعة حجر واحدة، ومغلقة الباب حجر لا يقدر على حملها رجلان، أما سبب تسميته فيقال أن صاحبه كان رجلاً ملكاً من ملوك الدولة السبائية في اليمن وكان يتزوج كل يوم بصبية ولذلك سمي “قصر الصبايا” وقد وصفه هو والنخلة الحمراء الأستاذ عبدالله الكميم في كتابه التاريخي، ولا شك أنه أكثر المؤرخين معرفه به وبالنخلة الحمراء لكونه من أبناء المنطقة، إلا أننا نرجح أن القصر سمي بهذا الإسم لأنه كان بالفعل قصر الصبايا، والصبايا قد تكن نساء القصر أي نساء الملك والسبايا والإماء، أي أن تسميته بهذا الإسم لا يعني بالضرورة أن الملك كان يتزوج كل يوم بصبية، ويقال أنه يوجد نفق يمتد منه إلى موقع النخلة الحمراء القريبة منه.
الحذفة: والحذفة إلى الجنوب من النخلة الحمراء، قرية صغيرة مسكونة إلى التاريخ بها آثار عظيمة وبها من الآثار الإسلامية مسجدها المتقن البناء والمزخرف سقفه بما يشابه جامع صنعاء..
حصن يكار: تقع يكار إلى الجنوب الشرقي من نقيل يسلح كانت تعرف باسم “يكاران” وفيها حصن بالقرب من قرية الزيلة والنخلة الحمراء ومعالمها الأثرية عبارة عن بقايا خرايب ومباني متناثرة. وفيها عثر على نقش مسندي في مسجد يكار القديم، وكسر إلى قسمين نقلاً إلى المسجد الجديد الذي بني سنة 1984م، وهما في الركن الجنوبي الغربي من المسجد الجديد كما أشار الأستاذ مطهر الإرياني إلى ذلك بعد انتقاله إلى مكان النقشين بتاريخ 1984/8/19م، وقال أنه وجد الجزاين في ركن الحامع الجديد، الجزء الأكبر منهما مقلوباً ويتجه ظاهره غرباً والثاني يتجه جنوباً وقدر طول النقش قبل الكسر بحوالي متر، وعدد أسطره ثلاثة سور فقط. وقد ذكر في شبكة الإنترنت التي نستقي بعض معلوماتنا هذه منها قصة الثور الذي تمطروا به في الملحاء ووقع المطر في يكار وقد ذكرناه عندما تحدثنا عن غزوة يكار والحادثة وقعت سنة 1308هـ.
حصن الذراع: ويقع في قرية الذراع شمال زراجة، ويعتبر قلعة عسكرية طالما تنافست القوى الحربية عليها في سنة 977هـ وفي سنة 1036هـ أثناء الفتح العثماني الأول، وكذلك في الفتح الثاني، وبه نقوش حجرية قديمة وبرك ماء مقضضة، ومما وجدناه عن الذراع في المراجع التاريخية مايلي:
في إمامة شرف الدين وصراعه مع الأتراك قال المؤرخ قطب الدين النهراولي “وفي سنة 977هـ ارتحل الوزير مع العسكر السلطاني والجيش المظفر الخاقاني من ذمار فوصل بعد ثالث مرحلة إلى محل يقال له ذراع الكلب وعر صعب في غاية الوعورة والشدة والذعورة وهو (دربند) بين جبلين شاهقين هما مأوى المفسدين وقطاع الطريق من الزيديين فرتب حضرة الوزير هناك مقدمه وساقه وحصل على اليمنيين والشمال من يحفظ السبيل ورستاقه وعين في كل موضع ما يليق ورتب فجاج الطريق كثير من الأحمال وتعب فيه العسكر تعباً شديداً ولاقوا تعباً زايداً عديداً وسمهم الله تعالى وله الحمد على لطفه الذي تواتر وتوالى وتأييده الذي أنزل إليهم امداداً امداده إرسالاً وبعد المرحلة الثالثة من ذراع الكلب وصل حضرة الوزير وجميع العسكر المنصور إلى صنعاء في يوم الإثنين المبارك حادي عشر شهر صفر الخير سنة سبع وسبعين وتسعمائة”.
في زمن خلافة الإمام المؤيد محمد بن القاسم قال المؤرخ الجرافي في المقتطف من تاريخ اليمن: وهو يتحدث عن سنة 1036هـ “ووصلت قبائل خولان إلى نهم وتقدم بهم الحسن بن الإمام الإمام القاسم بن محمد إلى جبل اللوز من بلاد خولان فاستفتح القلعة التي كان بها الأتراك وتوجه إلى محل الأبيض وهو شرقي الذراع قاصداً قطع طريق اليمن إلى صنعاء وحاصر الأمير سنبل ومن معه من عسكر الأتراك في قلعة الذراع” وخرج الأمير سنبل من قرية الذراع إلى ذمار، وفي انتصارات الحسن بن القاسم أنشد السيد محمد بن علي شمس الدين منها ما جاء على الانتصارات في الذراع. فقال:
وسطوت في يوم الذراع فشاهدوا
طول الذراعمن المخافة ميلا
شمرت من أرض الذراع فككت من
قد كان في أيدي الخطوب غليلا
أما الكبسي في اللطائف السنية فيقول: وفي سنة 1036هـ كان الاميرصيد قد جهز الأمير سنبل على قبائل الحداء فقتل فيهم وأسر لخلاف جرى منهم فوصلوا إلى الإمام ومعهم جماعة من خولان الطيال يتشكون ما صدر فيهم فقال الإمام أنتم دخلتم في صلح الأتراك وليس لنا أن ننصركم، ثم عزم الأمير سنبل راجعاً إلى ذمار واستولى الحسن على قلعة الذراع وكانت الأتراك محطة في القبتين.
أما المؤرخ جحاف فيقول: وفي هذه السنة 1223هـ اختل أمر الحداء وانتقص فقتلوا كل مسافر وقتلوا كل تاجر وسار بها خمسة عشر نفراً فقتلوهم عن أخرهم واخذوا ما معاهم وسلبوا قافلة كانت مقبلة عليها أموال جزيلة، وساروا إلى الذراع وقتلوا به الطالع والنازل وكانت تعد قتلاهم في كل يوم اثنى عشر رجلاً ثلاثة عشر أربعة عشر إلى عشرين ورأى أهل ضوران ما صنع أهل الحداء فتشددوا في الفساد وانتهبوا من طرق عديدة. ..
حصن الكميم: يقع حصن الكميم ما بين بني مسلم وسد الكميم وقهلان والوسط والهجرة، وهو حصن حميري تاريخي قيل أنه كان معسكراً من معسكرات دولة حميرن ويقال في تحديده: غربيه الميح وشرقيه الصدح، والميح هو منفذ خروج الماء من سد الكميم (المنسح)، أما الصدح فهو وادي زراعي إلى الشرق من السد، وكان حصن الكميم يشكل حاميه عسكرية عثمانية طالما تصارعت عليها مع المقاومة اليمنية في الفتح العثماني الأول والثاني، بنيت هذه الحامية على أنقاض الحصن القديم، يتم الصعود إليه عبر طريق متعرج مرصوف بالحجارة من الناحية الغربية، يحيط بالموقع سور تدعمه أبراج دفاعية أسطوانية، شيدت هذه القلعة بالأحجار الضخمة وفي الكتف الشرقي لهذا الموقع حوض ماء مقضض أبعاده 8×4 متر وعمقه 2.2متر. يقول الخررجي في العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية ص64: (وفي سنة 637هـ تسم السلطان نور الدين جصن الكميم وطلع صنعاء مرة ثانية). حصن الكميم تتصل به مباشرة أو قريبة منه سلسلة جبال أهمها حيد الصورق الواقع ما بين بني مسلم والوسط وقهلان (ويمر من سفاله الجنولي نقيل العصبي) الذي قيل فيه:
حيد الكميم ما أحلاك في علاوك
جاتك رفاد تقليك من سفالك
من المراجع التي رجعنا إليها في إعدادنا لهذا المقال: (الإعلان بنعم الله الكريم المنان في الفقه عماد الإيمان بترجيعات في العروض والنحو والتصريف والمنطق وتجويد القرأن/ تصنيف العلامة أحمد بن عبدالله السَّلمي الوصابي الشهير بالسَّانة/ تحقيق الأساتذة، محمد بن محمد عبدالله العرشي، علي صالح الجمرة، عبدالخالق حسين المغربي/المطبعة العصرية لبنان)، (الموسوعة اليمنية)، (المدارس الإسلامية للقاضي المرحوم إسماعيل بن علي الأكوع)، (الموسوعة السكانية/ للدكتور محمد علي عثمان المخلافي)، (نتائج المسح السياحي)، (ثلاثة مقالات للأستاذ الباحث/ محمد صالح البخيتي نشرت في صحيفة صنعاء اليمن الأعداد “65، 61، 62” في شهر مايو عام 2007م)،(نتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشأت للعام 2004م)، (معالم الآثار اليمنية/ للقاضي المرحوم حسين السياغي)، (مجموع بلدان اليمن وقبائلها/ للمرحوم القاضي محمد أحمد الحجري)، (معجم البلدان والقبائل اليمنية/للباحث الكبير الأستاذ/ إبراهيم بن أحمد المقحفي/ طبعة2011م)، (صفة جزيرة العرب/ للهمداني/ تحقيق القاضي المرحوم محمد علي الأكوع)،(هجر العلم ومعاقله في اليمن/ القاضي إسماعيل بن علي الأكوع)، (اليمن الكبرى/ حسين بن علي الويسي/ الطبعة الثانية 1991م)، (موسوعة للقلاع والحصون في اليمن “تحت الطبع”/ للأستاذ الباحث أحمد الغراسي)، (نيل الوطر من تراجم رجال اليمن في القرن الثالث عشر الهجري/ محمد بن محمد زبارة الصنعاني/ مركز الدراسات والبحوث اليمنية)، (نفحات العنبر في أعيان القرن الثاني عشر