علاقة أوروبا بالدول العربية
تتصل أوروبا الغربية بالوطن العربي عبر البحر الأبيض المتوسط بصلات متينة ومصالح حيوية متداخلة، وقد نشأت العلاقة بين الجانبين نتيجة عوامل جغرافية حيث أن أوروبا تمتد على غربي المتوسط وشماله، بينما يمتد الوطن العربي على ذلك البحر في شرقه وجنوبه ولا يمكن أن تنمو العلاقات بين الجانبين إلا في ظل أطر تعاون تسودها الثقة والمصالح المتبادلة.
إن العلاقات العربية – الأوروبية ليست حدثاً طارئاً، بل تعود إلى العهود القديمة وإلى عصور الاستعمار وإلى ما بعد تشكيل الفترة التي أصبح فيها الوطن العربي يملك استقلاله السياسي.
العرب حريصون على مد جسور الصداقة مع الآخر وتبادل المصالح المشتركة على أساس ضمان الحقوق المشروعة.
إن المنطق الأساسي الذي يطبع العلاقات العربية – الأوروبية بعد زمن من التباعد لا يمكن أن يكون سوى تلك الروح التي انبثقت عن ميثاق الأمم روح السلام العادل والتعاون الصادق على أساس المساواة في السيادة واحترام حق تقرير المصير واستبعاد القوة والأمر الواقع من العلاقات الدولية المعاصرة واحترام حقوق الإنسان.
فحين أعلنت المجموعة الأوروبية في 6/11/1973م عن موقفها من الصراع الدائر في المنطقة العربية اعتبره العرب بادرة لتفهم طبيعة الصراع القائم.
وقد كان الحوار العربي الأوروبي بعد حرب أكتوبر 73م وما تبعها من فرض حظر نفطي وتهديد بقطعه، وقد نشأ هذا الحوار في وضع سياسي خطير ومثير، ولكن هذا لا ينفي أن تنظر كل من المجموعة العربية والأوروبية لبعضهما نظرة الاستقلالية والمصلحة التي تحرك شعوبهما، وإن كانت هناك تأثيرات خارجية يبقى الأساس هو مجموعة الدول بحد ذاتها التي تتمكن بمجموعها من التوصل إلى إقامة علاقات يمكن أن تخدم شعوب المنطقتين ومصالحهما.