نبض … صفارة الاندثار

 

معين النجري
سقطوا هنا الثلاثة

سبعة في يريم، أحد عشر في زبيد، نصفهم في المخا، كلهم في عدن، سقطت حضرموت.
كلنا هالكون، غير أن السقوط هنا ارتقاء.
تُسقط الـ f16 حمولتها على رؤوسنا كي نموت فتزهر فينا الحياة

لن نكابر
قد أوجعونا، فالدماء التي تسقي الأرض مذ دشنوا فضيحتهم ضدنا ليست رخيصة، ونحن بحاجة إليها.

إنها نحن…
والموت حرقاً وقصفاً ودفناً ليس صديقاً لنا، والرماد الكثيف الذي يتراكم فوق القلوب اليمانية لا يليق برقتها.
والدموع الغزيرة بعينيّ أم أحمد وسالم وعمر وفارس وبلقيس وفاتن وسلمى دموع عزيزة، كانت بأبراجها نائمة حتى صحا ظلمكم أيها الفاشلون.

اجمعوا شملكم ضدنا مرة.. مرتين..
لملموا التائهين من الهند والسند، من أفريقيا، الهنود الحمر، الساقطين هنا وهناك.
استدعوا أسيادكم من وراء البحار اشتروا منهم النار كي تحرقونا بها.

لن نموت
لن نموت.. سنغلبكم كل كرة، ونكسر هذي الجموع الفقيرة، هذي الجموع السراب.

بعدها سنبحث لكم عن كرامة نمرغها في التراب، لن نجد، حينها سنشفق عليكم ونبحث لكم عن بقايا هوية نرممها، لكننا للأسف لن نجد.
أيها الأغبياء، اليمن موعودة بالحياة، وأنتم مجرد نتوء وقح استغل السكون فأعلن وجوده الطارئ وقد حان وقت اجتثاثه.
إننا الأرض.. إننا الحق.. بل نحن قلب الحقيقة، لذا حاولوا قتلها مرة.. مرتين جربوا حظكم.
صعدة الآن أكثر حضوراً، وكلما زادت الـf16 في غلها زادت الأرض إشراقاً واقتربتم أنتم من الهاوية.
أيها الأغنياء العبيد.. القمار انتهى وأنتم خسرتوا الرهان.
دَمُنا لم يكن سُلماً جيداً بل هاوية قعرها في الغياب.
لن نناشدكم كف قذارتكم عنا بل ضاعفوها، ابذلوا كل شيء قبل صفارة الاندثار.