الـ 30 من نوفمبر المجيد
يحتفل أبناء شعبنا اليمني العظيم بذكرى الاستقلال الـ30 من نوفمبر المجيد، هذه الذكرى المفعمة بصور الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني الغشوم وأدواته العميلة التي كانت ولا تزال حصان طروادة المستعمرين والغزاة وأدواتهم القذرة في السيطرة والنهب، وتنفيذ سياسات الاستعمار ومآربه الشريرة.
لم يكن الـ30 من نوفمبر، وتحقيق استقلال الشطر الجنوبي من الوطن منحة أو هبة من بريطانيا بل كان ثمرة كفاح وتضحيات عظيمة قدمها شعبنا في الجنوب والشمال، وعبر معركة تحرر امتدت من 14 اكتوبر 1963م وكانت لها أصداؤها العربية والإسلامية والعالمثالثية التي شهدت معركة تحرر عمومية ضد الاستعمار ومرتزقته وعملائه.
لقد مثلت ثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة عمقاً استراتيجياً لحرب التحرير وكانت صنعاء وتعز والحديدة وغيرها من مدن وحواضر شمال الوطن اليمني بمثابة القواعد الخلفية، والحواضن الاستراتيجية لحرب التحرير المجيدة ..، وهي الحقيقة التي تغيب اليوم أو تكاد عن بال معظم من يتصدون للحديث الانعزالي الجهوي باسم جنوب الوطن بكل أسف.
اليوم يحتفل أبناء الشعب اليمني العظيم بالذكرى الـ48 ليوم الجلاء من المستعمر البريطاني في ظل العدوان السعودي الأمريكي البريطاني الهمجي على اليمن الارض والإنسان والحضارة والمستقبل, وهو الاحتفال الذي له مذاقه ونكهته الخاصة, وله تجلياته البطولية على امتداد الأرض اليمنية التي تشهد مواجهات مع قوى البغي والعدوان ومرتزقتهم الأغبياء.
إنه العدوان الامتداد للمخطط الاستعماري الانجلوسعودي القديم الجديد، ولذات الأهداف الخبيثة والشريرة المتمثلة في تدمير اليمن وتفتيتها واحتلالها واسترقاق أبنائها لا سمح الله.
إن ملحمة الصمود والتصدي للعدوان السعودي الأمريكي التحالفي الهمجي اليوم هي امتداد لمعركة التحرير ضد المستعمر البريطاني وأدواته العميلة, فلا فرق بين مُحتل وآخر, في موازين الشعوب الحرة الأبيّة, مهما تباعدت الأزمنة وتغيرت المسببات والذرائع.
ومن سوء حظ معظم أولئك الذين زايدوا طويلاً باسم حرب التحرير وثورة 14 اكتوبر والـ30 من نوفمبر المجيدة أن عدن, وفي ظل اصطفافهم مع الغزاة كمرتزقة ومأجورين, تعيش أسوأ أيامها دمويةً ورعباً وانفلاتاً أمنياً, وغياباً تاماً لأبسط الخدمات الأساسية, في ظل هيمنة الغزاة والمرتزقة وعصابات الإرهاب السعودي المجرم.
نعم إن التاريخ الاستعماري يعيد نفسه، وتعيد نفسها سيرة الكفاح والجهاد والتضحيات اليمنية, وسوف تنتصر عدن والضالع وردفان لنفسها وتاريخها، وسوف يندحر الغزاة والمرتزقة، وينحسر المشروع الاستعماري الأمريكي الصهيوني بعون الله وبهمة أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية، وبفضل صمود وصبر وتضحيات الشعب اليمني العظيم, ودماء شهدائه الأبرار من الجيش واللجان الشعبية وعامة أبناء الشعب اليمني الأحرار.
وبإذن الله سوف تسقط المؤامرة على اليمن ويندحر العدوان ومرتزقته خاسئين عمَّا قريب.
الرحمة للشهداء والمجد والخلود للثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر و21 سبتمبر والـ30 من نوفمبر المجيد.
وكل عام واليمن موحد عزيز، حر، مقتدر.