وتستمر الحكاية
جمال الظاهري
قبل أيام بدأ العام الدراسي وبدأت معه أنشطة جديدة وقديمة توارت نتيجة العدوان أو تدني مردودها بسبب توقف الدراسة.. اليوم الكثير من هذه الأنشطة تستعيد حضورها في حياة أبناء اليمن على طول البلاد وعرضها.
امتلأت الشوارع المؤدية إلى المدارس حيوية ونشاطاً وأزهرت بمجاميع متتالية من الطلاب والطالبات.. وازدهر النشاط في المحال والمتاجر على وقع أصوات أقدام الطلاب والطالبات.. دبت الحياة في بعض المتاجر والمحال مع دبيب ونشاط الشباب والصبية.
في مشهد قشيب لا يملك من يراه إلا أن يقف أمامه ليتزود بجرعة من البهجة والأمل حد الفخار, وهو يراهم يتصافحون ويتعانقون ويتدافعون, مع أصدقائهم الذين غيبتهم العطلة الصيفية أو نتيجة نزوح أهاليهم إلى أماكن أكثر أمناً.
لا تقتصر البهجة على منظر هؤلاء النشء.. بل تتعداه إلى حد أنه يخال لك أن الشارع والزقاق والمبنى المدرسي يشاركونهم هذه السعادة وهذا اللهو, تتملكك حينها النشوة وتهم بالزج بنفسك وسط هؤلاء الفتية, ويأخذك الحنين ويسبح بك في الماضي, يشدك لاسترجاع وتذكر أيام الدراسة والرفاق, تأخذك الصورة وتفاصيلها بمتعة وشوق وحنين لتلك اللحظات الجميلة.
أمام هذا المشهد وبعد كل ما تعرض له اليمن من القصف وما لحقه من دمار وما تعرض له من خيانة وغدر ومآسٍ من قبل الأخ والصديق, حين تمتزج كل هذه الصور لا يسعك حينها إلا أن تقف بإجلال واحترام وإكبار لهذا الإنسان ابن هذه التربة الطاهرة التي تطاول عليها المجرمون وفرط بها بعض أبنائها ممن لم تؤثر فيهم خيراتها فلم يرعوا لها ولأهلها جميلاً.
رؤيتك لمشهد شباب البلدة الطيبة في غدوهم ورواحهم إلى المدارس وكأنهم سرايا أو كتائب عسكرية تزهو وتفتخر بالزي الذي ترتديه، يشعرك بالطمأنينة وراحة البال وينسيك المعاناة وقساوة الحرب ومناظر الدماء والقتلى وقساوة الحياة في ظل هذه الظروف خاصة حين يكتمل المشهد برؤيتك لبعض النشاطات التي عادت للحياة مع عودة الطلاب والطالبات إلى مدارسهم.
كثيرة هي الأعمال والنشاطات التي استفادت وازدهرت مع عودة الطلاب إلى المدارس – المكتبات – البوافي – وسائل المواصلات – محلات الخياطة- وغيرها، ومع عودة وازدهار هذه الأعمال يتجدد وينشط أصحاب هذه المهن وترى في جبينهم الارتياح وحينها وبلا شعور ترتسم على وجهك الابتسامة وينشرح صدرك ويطمئن فؤادك فتحصل على الشعور الرائع بالسلام والأمل فتتغير نظرتك للحياة وللمستقبل من السلبي إلى الايجابي.