ابراهيم يحيى الديلمي
مضى شهرٌ
على قصف العدو لنا
مضى شهرانِ
أربعةٌ
ثمانيةٌ
مضت تسعٌ
ومازلنا أنا وأخي وأطفالي
ووالدتي وزوجتي التي أهوى
وأعمامي وأخوالي
وعماتي وخالاتي
وأصهاري وجيراني
وأصحابي وكل الشعب أحياءً
فلم نسقط ولم نقُبر،
ولم نركع لشيطانٍ قد استكبر،
أرى صنعاء مازلت
مشيدةً مؤثثةً
بعزتها ونخوتها
وتاج شموخها الأزهر،
برغم شراسة العدوان
رغم حداثة الطيران
والدبابة الإبرامزِ
والرشاش والهوزر،
وهول الجحفل الأكثر،
لم تسقط ولم ترهب
وعيد الذبح بالخنجر،
ربحنا الحربَ لم نكذب
كما كذبوا
ربحناها..
برغم الحشد والتأييدِ
للإرهاب والهمجية الأقذر،
برغم تطور الصاروخِ
رغم قنابل الفوسفورِ
والنيوترونِ
رغم القتل والتدميرِ
والتجويع والترويعِ
والتضليل والتجريعِ
رغم صلافة العسكر،
ورغم الصمت والنسيان
وقتل ضمائر الإنسان
ربحناها..
كسرناهم ولم نكُسر،
ولم نخضع ولم ندُحر،
تصاعدنا من العشرين
حتى الألف والألفين؛
أصبحنا ملاييناً
بصدق شعارها تجهر،
وهم كانوا قبيل الستِ
أجناداً مجندةً
وبعد الست هذا العام
جيء بحشدهم فهوى
بصحن الجن..
نحن الجنَّ
لسنا الترك والبربر،
وقد باتوا هنا تسعة
ثمانيةً
فأربعةً
فبعض ثلاثةٍ
فاثنان لا أكثر،
قهرناهم ولم نقُهر،
ربحناها ولم نخسر،
وهم خسروا رهان الحربِ
لم يلجوا عواصمنا
ولم يستعبدوا منا
سوى الأنجاس من قالوا:
بأن الشعب قد أضحى
مجوسياً بما أظهر،
وأن بَغِيهم جاءت
بهذا البغي والمنكر
لكي تنهى عن المنكر…
2015/11/19 م