نازحون يفتقرون لأبسط مقومات الحياة
تحقيق /احمد غليس
غياب عدالة توزيع المساعدات بين أماكن نزول وتواجد النازحين وكذا قلتها جعلا الكثير من هؤلاء المشردين يعيشون في حالة صعبة لا سيما في ظل عدم وجود أبسط مقومات الحياة الأساسية ما انعكس سلباً على أوضاعهم صحياً ونفسياً.
يزيد من صعوبة عيش هذه الفئة التي قست عليها الظروف والأوضاع, غياب مستلزمات البرد من البطانيات والفراشات والملابس التي هم بأمس الحاجة لها مع قدوم فصل الشتاء..
يفاقم المشكلة أكثر, غياب دور الدولة ومنظمات المجتمع المدني.. حتى أصبحت هذه الجماعة تعتمد على عيشها واستمرارها في الحياة بعد الله على التكافل الاجتماعي.. المزيد من معاناة النازحين ودور الحكومة والجهات المختصة والمنظمات في تفاصيل اللقاء التالي:
“فقدت أبنائي الخمسة وأنا الآن في مدرسة الجريزع ولم يبق لي من الدنيا بعد الله إلا مرضي الذي أنهكني وابنتي المعاقة” أم محمد صاحبة الستين عاماً تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة وللأسف تعيش حالياً بدون رعاية أو اهتمام بعد فقدانها أبنائها الخمسة ومنزلها وصحتها ورغم ذلك لم تستسلم للمرض خوفا على ابنتها المعاقة والوحيدة. لم تجد أم محمد سوى الدموع ليلا ونهارا تنعي أبناءها وتدعو الله والعالم إلى النظر لحالها وحال ابنتها المعاقة.
أم محمد ليست الوحيدة فهناك الكثير من الذين صاروا اشد تضررا بسبب العدوان السعودي الغاشم وغياب الضمير الإنساني للمنظمات العالمية والحقوقية وتعد النساء من أشد النازحين تضررا.
تجد أم محمد التي فقدت أبناءها في صعدة وأصبحت وحيدة في هذا الزمان تعيش حياة أشبه بكابوس مرعب يفزعها طوال الوقت من ألم فراق أسرتها وأهلها والتي تظل تدعي الله أن ينصفها ويأخذ بحقها من العدوان وان يضم جراحها ولم تجد مقراً يأويها سوى مدرسة نسيبة التي تعاني من نقص لمعظم وابسط مقومات الحياة الأساسية في المحافظة بعد مدرسة الجريزع بحسب مصدر بالوحدة التنفيذية.
مشرف مدرسة الجريزع عبد الكافي الذاري يقول انه يتواجد 50 أسرة من النازحين أي حوالي(١٨٠) نازحاً اغلبهم من محافظة صعدة وصنعاء وإنهم في حالة سيئة جدا بسبب نقص المواد الغذائية حيث أصبح مخزنه شبه فارغ إضافة إلى أن هناك الكثير من النازحين يعانون من أمراض صحية بسبب البرد وغياب مستلزمات النوم من فراش وبطانيات.. مضيفا أن هناك غياباً لدور المنظمات وان أكثر المساعدات تقدم من التكافل الاجتماعي ولكن للأسف أن هذه المساعدات أصبحت شبه منقطعة خاصة بعد شهر رمضان.. مضيفا بأن هناك مبادرة شبابية من احدى قرى بني حشيش قامت بدور لا باس به في مساعدة النازحين والتي قدمت بعض المساعدات حيث قامت هذه الجماعة بجمع تبرعات من قرية خربة سعوان وقامت بشراء المواد الغذائية والملابس والمفارش والبطانيات وقامت بتوزيعها على النازحين.. ودعا المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية للنظر إلى النازحين وان لا يكونوا كالأصم.. مشيراً إلى أنهم الآن يواجهون مشكلة مكان وضع النازحين خاصة مع قدوم الدراسة.
من جانب آخر قال طامش طامش قائد مبادرة شبابية من قرية خربة سعوان بني حشيش بأنهم قاموا بإنشاء مبادرة شبابية مكونة من أربعة أفراد بالتعاون مع فاعلي الخير بالمنطقة وقاموا بجمع تبرعات لشراء المواد الغذائية والملابس.
ويقول طامش بأنه قام بالتوجه إلى مسوؤل أداره الوحدة التنفيذية والذي قام بمساعدتنا كثيرا للوصول إلى المدارس الأكثر تضررا كما قام بتذليل الصعاب أمامنا في رحلتنا الطوعية.. مشيراً إلى أن المبادرة قد وضعت آلية تنظيمية في مساعدة النازحين حيث أخذت في أولوياتها مساعدة المدارس حسب الاحتياج.
وأضاف: قمنا بالتعاون معا مسؤول الوحدة التنفيذية بالنزول الميداني إلى مدرسة الجريزع ووزعنا المساعدات الغذائية والملابس لهم كما قمنا بالنزول إلى مدرسة نسيبة والتي تعد من المدارس الأكثر تضررا وقمنا يتوزيع المواد الغذائية والملابس أيضا ونحن الآن بصدد النزول إلى مدرسة صنعاء في الجراف بالقرب من جامعة دار السلام بالتعاون معا مسؤول والوحدة التنفيذية بالعاصمة.. مشيرا إلى أنهم يواجهون صعوبة في إيجاد أموال كافية لتغطية احتياجات النازحين كون المساعدة تأتي من القرية التي يتواجد بها وان المبادرة قامت بالذهاب إلى منظمة الإغاثة الإسلامية لكي تقوم بمساعدة النازحين ولكن لم يصلنا إلى الآن أي مبادرة عملية.. ودعا طامش كافة المنظمات الإنسانية والمجتمع المدني إلى النظر بعين الرحمة لهؤلاء النازحين الذين فقدوا أسرهم وممتلكاتهم بسبب ظلم العدوان الغاشم لهم وسكوت العالم الغربي والعربي بل واتحادهم معهم ضد شعبنا الفقير البسيط بدلا من تقديم يد العون لهم ويشير طامش بأن المبادرة ستقوم بالنزول إلى أكثر من قرية ابتداءً من مديرية بني حشيش لجمع اكبر قدر من المساعدة خاصة وان العالم فضل السكوت والصمت تجاه النازحين. وأكد طامش بأن اغلب النازحين معرضين للإصابة بإمراض برد قد تضيف الكثير من الأعباء على النازحين بسبب عدم توفر المفارش والبطانيات التي تحميهم من خطر البرد القادم.. دعياً شباب اليمن وفاعلي الخير بأن يقوموا بجمع المساعدات وان نضع الاختلافات السياسية جانبا كون النازحين هم من أخوتنا وأسرنا وأمانة في أعناقنا.
في السياق ذاته دعت الوحدة التنفيذية للنازحين بأمانة العاصمة كل منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية وسكان العاصمة المتيسرة أحوالهم والتجار ورجال الأعمال إلى سرعة مد ورفد النازحين بالمواد الغذائية ومستلزمات الشتاء الذي أقتحم العاصمة بقوة خلال الأيام الماضية..
وشدد مدير الوحدة التنفيذية للنازحين بأمانة العاصمة عبدالوهاب شرف الدين على ضرورة تنسيق جهود منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية مع الوحدة التنفيذية ليكن العمل بوتيرة واحدة لتحقيق الهدف من العمل الإنساني.. مؤكداً على أن الوحدة التنفيذية ستدعم أعمال الإغاثة للمنظمات الإنسانية المهتمة بالنازحين وذلك وفقا للمشاريع المقدمة من كل جهة.
وحث مدير الوحدة التنفيذية للنازحين على ضرورة تضافر الجهود وفقا للوائح والأنظمة النافذة لا سيما في الوقت الراهن الذي يحتم على جميع أبناء الوطن الوقوف صفاً واحداً والتكاتف في مواجهة العدوان الغاشم ومساندة بعضهم البعض.. مضيفا أن نسبة النازحين في تزايد مستمر من أغلب محافظات الجمهورية وقد سجل لدى الوحدة أكثر من 17000 أسرة أي ما يقارب 120000ألف فرد وما زال التسجيل والمسوحات الميدانية مستمرة .
وأشاد عبدالوهاب شرف الدين بالجهود المبذولة من الجهات الرسمية والمنظمات المحلية والأجنبية و التجار والمجتمع على ما يقدمونه للنازحين في أحياء المديريات.
يذكر أن عدد النازحين تجاوز المليون شخص بحسب تقارير منظمات دولية والأمم المتحدة.