المصلحة والحرب على اليمن
يحيى يحيى السريحي
حرب عالمية قادتها السعودية على اليمن وبمعيتها جمع من المرتزقة وغفير من اللقطاء من دول شتى, ولهذه الحرب الفضل أن زالت الغشاوة عن أبصار الكثيرين من شعوب العالم لا سيما الشعب اليمني, فقد عرت الحرب دول العالم حكومات ومنظمات دوليه وحقوقية وإنسانية وكشفت عن سوءته وسيئاته ، ويالها من سوءة ويا له من عالم هجين تجرد من كل القيم الإنسانية التي فطره الله عليها بصرف النظر عن الدين والعوامل الاجتماعية الأخرى كالتربية والتعليم التي كان يفترض أن تؤثر في تلك القيم بالزيادة لا بالنقصان أو العدم, فالأصل أن الإنسان مخلوق بفطرة الأخلاق والقيم أما أن تفقد الإنسانية إنسانيتها لمجرد حرصها وحصولها على المال وأن تغدو المصلحة هي المحرك لتلك الإنسانية والمتحكمة بأقدار الشعوب ومصائرها فتلك هي الحالقة ، ولا أخفيكم سرا أني كنت مؤمناً أن ضمير العالم حتما سيصحو وأن خمرة المال وبريقه لن تطول كثيرا غير إني اليوم وبعد مضي ثمانية أشهر من الحرب المستعرة والتي لم تهدأ يوما واحدا قد كفرت بما آمنت به قبل ، وصرت على قناعة أنه لم يعد في هذا العالم المسخ متمسك بأخلاقه وثابت على مبادئه وقيمه الإنسانية حتى في الحرب عدانا نحن اليمنيين ، وليس هذا شرفا لنا أدعيه أو مبالغة في الوصف والتقدير بل هي حقيقة أثبتتها الشواهد والأفعال ، فبالرغم مما نعيشه من حرب وبلاء ومعاناة كثيرة بسبب حصار الأنذال برا وبحرا وسماء, ومع ذلك كله فإن الشعب العربي المسلم الوحيد الذي لم يتناس أو انشغل بقضيته عن رمانة القضايا العربية ـ القضية الفلسطينية ـ هو شعبنا اليمني الأبي ، بل ويؤكد السواد الأعظم من الشعب أن انضمام بعض أبناء الشعب الفلسطيني ممن باعوا ضمائرهم وعروبتهم ودينهم ووقفوا في صف العدو السعودي ضد أبناء الشعب اليمني والذين أثّر فيهم المال السعودي الحرام وزغلل عيونهم وأفقدهم السيطرة على أنفسهم وتغليبهم مصلحتهم الزائفة عن وقوفهم إلى جانب الحق ومظلومية الشعب اليمني وأبوا إلا أن يغرقوا في ظلمات وظلم سلمان الشيطان الرجيم ويقاتلوا الشعب اليمني مع مرتزقته ومنظماته الإرهابية, مع علمهم أن من باع القضية الفلسطينية هم آل سعود وليس اليمنيين ، ومع كل تلك المواقف المتخاذلة وغير السوية لأشقائنا أو ممن حسبناهم كذلك, فلن تثنينا مواقف الفلسطينيين سواء الرسمية وتأييد أبو مازن للعدوان والتحالف السعودي على اليمن منذ بدايته أو الموقف الشعبي وانضمام بعض أبناء فلسطين مؤخرا للمرتزقة الذين يعملون لصالح العدو السعودي والإسرائيلي, عن مواصلة دفاعنا عن القضية الفلسطينية حتى الرمق الأخير, وإن انضم الفلسطينيون عن بكرة أبيهم للعدو السعودي وزمرته المجرمة ، فكما دافعنا عن فلسطين المحتلة في المحافل الدولية طيلة العقود الطويلة الماضية وجمعنا لها المال الكثير من مالنا القليل سنظل كذلك ، كما أنه لن يوهن من عزيمتنا تخاذل أشقاؤنا من بقية الدول العربية الذين استرخصوا الدم اليمني وقبضوا الثمن يوم تداعى علينا أشقاؤنا مع بقية دول العالم والتفوا على مطلبنا وحقنا في تشكيل لجنة دولية للتحقيق في جرائم الحرب والإبادة التي ارتكبها العدو السعودي ضد أبناء الشعب اليمني في مجلس حقوق الإنسان الذي انعقد مؤخرا في شهر أكتوبر ولم تقف حتى دولة عربية أو إسلامية واحدة معنا في ذلك الموقف العصيب حتى أولئك الذين تجرعوا مرارة الظلم والدمار والتآمر في بعض دولنا العربية أو ممن حملنا وزرها وأُخذنا بجريرتها وقامت الحرب علينا بسببها ، كل تلك الدول هي الأخرى قد تعرت تماما للشعب اليمني وعرفها على حقيقتها ، وما هو مؤكد وأكيد أن العالم كله اليوم قائم على المصلحة ويلهث وراء المال فهل سنبقى على حالنا أم سنغير من ايدلوجياتنا وتعاملنا مع الغير بما يحقق للشعب اليمني المصلحة والأمن والاستقرار والخلاص النهائي من أي تبعية أو ارتهان, ونقول لا لأمريكا والسعودية وإيران ونعم فقط لليمن ومصلحة اليمنيين ، ولا يجب أن يفهم من كلامي هذا أنها بمثابة دعوة للتخلي عن منظومة الأخلاق التي ندين بها . حفظ الله اليمن وشعبه وجيشه .
أعرف أن العواصف ستمضي ..
والخفافيش والمرتزقة ستموت أو تمضي
وأعرف أنهم زائلون وأنك يا وطني باق
وشعب اليمن وحده شعب أبي ..