ساركوزي- هولاند..”كأنك يا أبو زيد ما غزيت”
هادي عبدالله النهمي
#الإرهاب لا دين له..لا عرق له.. لا جنس له.. الإرهاب آلة قتل وتدمير فتاكة تستخدمه الأنظمة القمعية الديكتاتورية والجماعات المتطرفة في كل زمان ومكان.. وتنتهجه كمنهاج لها ولأتباعها.. وكثقافة تقوم بغرسه في عقول أناس متطرفين باستمالتهم إمّا بالدين أو بالمال أو الجنس وغيره.
# وما جرى في فرنسا وبالتحديد في العاصمة باريس مدينة النور ما هو إلا دليل واضح وبيّن للجميع بأن الإرهابي الذي يستهدف الدول والمجتمعات سواء كانت عربية أو إسلامية أو غربية هو ذاته الذي يقوم بالعمليات الإجرامية والانتحارية في فرنسا أو روسيا أو بريطانيا أو الولايات المتحدة.
# ولعل المتابع للحادث الإرهابي الإجرامي الذي وقع في النادي الرياضي الفرنسي بباريس “ملعب الكبة” وفي مسرح باريس للفنون وتزامنه مع 6 عمليات إرهابية في نفس المدينة وسقوط عشرات الضحايا والجرحى من المدنيين وكذا عشرات الرهائن محتجزين في أيدي الإرهابيين يتبين له ان هذه العمليات خططت ونفذت على مستوى عال من الدقة والاحترافية.. إضافة إلى حجم التمويل الرهيب لها.. وإلا كيف لمجموعة عصابة إرهابية اختراق الأجهزة الأمنية الفرنسية العالية الكفاءة والإمكانيات ومخابراتها التي لا يشق لها غبار على المستوى العالمي.
#ومن خلال التتبع للأحداث وسبر أغوارها يتضح للجميع أن الإرهاب هو اليد الطولى بيد القوى العظمى والأنظمة الديكتاتورية القمعية في دول النفط الخليجية..
فمنذ بداية ما سمي بالربيع العربي في صيف 2011م دأبت هذه الأنظمة على دعم الإرهاب وتمويله بل وصل بهم الأمر إلى التدخل العسكري واستخدام القوة في عدد من الدول العربية نصرت للإرهاب والجماعات المتطرفة بذريعة حماية المدنيين ونصرت الثورات السلمية حد تعبيرهم.
# ولنا في فرنسا مثال واضح حيث كانت لها اليد الطولى وبتمويل خليجي في دعم الإرهاب والإرهابيين في ليبيا وإنشاء تحالف دولي عسكري مع الأنظمة الخليجية لشن حرب ضروس ضد نظام العقيد القذافي وإسقاطه وتدمير الدولة الليبية ونهب ثرواتها.
#ففي الحرب الليبية كان للحكومة الفرنسية المشاركة الفاعلة في قصف وتدمير الجيش الليبي والمدن والمؤانى الليبية بحجة دعم الثوار هناك وكان لطائرات الرافال الفرنسية الدور الأبرز في هذه الحرب.. فكان النجاح لها وإنتاجها لنظام جديد تمثل في نشوء وظهور الجماعات والتنظيمات المتطرفة والإرهابية مثل تنظيم فجر ليبيا وأحرار ليبيا وثوار مصراته وجيش بنغازي وكلها كانت تنظيمات غير شرعية وغير معروفة التمويل والأهداف مما أدى إلى سيطرت هذه التنظيمات والمليشيات على المدن الليبية وأبار النفط ومراكز تصديره.
# وفي سوريا انتهج الفرنسيون نفس النهج ونفس الأسلوب وذلك بدعمهم لما سمي الجيش الحر في سوريا والثورة هناك فدعمت جبهة النصرة المتطرفة وتنظيم أحرار الشام ومقاتلي “داعش” ضد النظام السوري المعترف به دوليا.
فكانت النتيجة تدمير سوريا وسيطرت هذه التنظيمات الإرهابية المتطرفة على مساحات شاسعة من الأرض السورية وكذا قتل مئات الآلاف من السوريين وتهجير الملايين خارج وطنهم.
# ومع ذلك ورغم تعرض فرنسا لعدة عمليات إرهابية قبل هذه الحادثة الأخيرة إلا أنهم لم يعوا الدرس أو تعمدوا عدم فهمه واستمروا في غض الطرف عن الإرهاب ومموليه ليأتي العام 2015م الحالي لتقف فرنسا في نفس الخندق ونفس المكان مرة أخرى مع الإرهاب والإرهابيين وذلك بتأييده العدوان السعودي الخليجي على اليمن وعلى مدار ثمانية أشهر وتزويدها للمعتدي والغازي بأحدث الأسلحة من أجل القضاء على اليمن ومحاولة إخضاعه وأعادته إلى بيت الطاعة للنظام السعودي.
# ويوم أمس ها هم الفرنسيون يتجرعون من نفس الكأس الذي أذاقوه لعدد من الشعوب العربية في العراق وسوريا ولبنان واليمن وتونس.. وها هي مدينة النور تطفئ الأنوار وتنكس الأعلام حداداً على أرواح الضحايا المدنيين الأبرياء.. فالقاتل واحد والممول واحد ومعروف للعالم أجمع أنه حليفهم الخليجي ..بعران النفط.
# وهنا يمكننا القول بالمثل السائد “كأنك يا أبو زيد ما غزيت” فالسياسة والنهج الذي اختطه الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي أو اللاحق هولاند لم تأت بنتائج مثمرة على فرنسا والشعب الفرنسي ومصالحه.
# فلا فرنسا حاربت الإرهاب وانتصرت لنفسها منه ولا هي التي حالفته وسلمت من شره.