العام الدراسي الجديد في ظل تواصل العدوان
عبدالسلام الحربي
عام دراسي انصرف كان نصفه الأخير قلقاً وخوفاً في أوساط الطلاب الدارسين في مختلف الفصول الدراسية.. حضور وانصراف في ظل قصف طائرات العدوان الذي وصل إلى المدارس في مختلف العواصم والمحافظات اليمنية حتى في ظل اختبارات آخر العام, الأمر الذي جعل نسبة النجاح ليست بالمستوى المطلوب.. على الرغم من وجود معالجات تربوية اتخذتها وزارة التربية والتعليم حيال تلك الظروف العدوانية لقوى العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا لا يستهان بها لإنجاح العام الدراسي الماضي.. والذي طال القصف المدارس في أغلب المحافظات اليمنية.
عام دراسي جديد ها هو يفتح أبوابه أمام الدارسين في كل المراحل الدراسية بدءاً من التسجيل.. وانطلاقاً نحو التدريس والبدء في العام الدراسي الجديد 2016م.. إقبال على الحضور للطلاب ها هو قد بدأ.. وحضور أولي لا بأس به.. لكن الخوف والقلق لازال بادياً على بعض الطلاب من تواصل قصف طائرات العدوان وتحالفاته من أن يطال مدارسهم كما تعمد خلال الشهور الماضية والذي بدا كل يوم يزداد وحشية وتخبط في استهداف الأبرياء من الأطفال والنساء والطلاب .. لكن اصرار الطلاب على الحضور هو الغاية لكل أولئك الدارسين.. ووعي أولياء الأمور على إلحاق أبنائهم وبناتهم بالمدارس هو الإرادة القوية على الصمود اليمني أمام آلات العدوان ودماره.. إيماناً منهم بحب اليمن وأهمية العلم والمعرفة والتأهيل الذي يعتبر أكبر ثروة اجتماعية لأبناء الوطن في الحاضر والمستقبل وحرصهم على أن الأوطان لا ترتقي إلى أوج العلا في البناء والنهوض ومواجهة أي تحديات أو تدخل في أرض اليمن والمساس بالسيادة اليمنية التي تعتبر أساساً في العروبة والتاريخ والإسلام.. يمن الإيمان والحكمة.. والشهامة والكرم..
إن الوعي الاجتماعي والثقافي والسياسي والعلمي في أوساط شعبنا اليمني.. وعدم القبول بالآخر والإدراك بأهمية العلم والتأهيل التربوي .. جعل التكالب على اليمن من السهل الممتنع .. لكن وجود العمالة وأصحاب المصالح هيأ الظروف والأجواء أمام اعداء الوطن والشعب اليمني العظيم.. أن يعبثوا بمقدرات ومكاسب اليمن.. الأرض والإنسان.
ونحن هنا لا نختلف على أن العدوان السعودي على بلادنا وأبناء شعبنا.. يعبر عن حقد دفين منذ زمن طويل… لكن اختلاف القوى وأصحاب صنع القرار السياسي هي من عملت على تفويت الفرص أمام الاعداء من الداخل والخارج.. لاطماع استراتيجية على الأرض اليمنية.. من أجل تقسيم النسيج الوطني والاجتماعي لأبناء شعبنا.
لكن هيهات أن يحققوا أي أطماع.. فالشعب اليمني اليوم أصبح أكثر وعياً وعلماً وإيماناً بالوطن وواجبات الشعب نحو الدفاع عنه والصمود في وجه أعدائه ولديه من القدرة على التضحيات والصمود بكل شجاعة وإرادة وطنية مهما كانت الظروف والأحوال وحجم الخسائر والدمار والقتل, فالوطن والسيادة والعزة والكرامة والإباء هي فطرة شعب وأساس الوجود على الأرض اليمنية وستظل هكذا إلى الأبد.
وفي ظل هذه الأحداث التي تشهدها بلادنا وأبناء شعبنا اليمني هذه الأيام بسبب العدوان المتواصل على بلادنا.. ومجالاتنا ومصالحنا ومدارسنا العامة والخاصة.. إلا أن الإرادة الوطنية لكل الشعب ولكل الدارسين في كل مراحل التعليم العام والخاص في العواصم والمحافظات اليمنية سيظل هو السير نحو العام الدراسي الجديد بصورته المعتادة مهما كانت الظروف والصعوبات.
إلا أننا نأمل على القائمين على العملية التربوية ممثلة بوزارة التربية والتعليم وقطاع المناهج التعليمية إيجاد روح الاهتمام والمتابعة المستمرة حول سير الأداء اليومي في العملية التعليمية والحضور للعاملين والمدرسين في كل مدارس الجمهورية .. كما هي الدعوة كذلك لقيادات مطابع الكتاب المدرسي حول ضرورة الإيفاء بالمناهج الدراسية.. وكما نعرف أن العدوان استهدف كل مقدرات الوطن ومنها بعض المباني التعليمية والتربوية .. ومقدرين وضع بلادنا الراهن بكل مجالاته العامة والخاصة.. جراء العدوان السعودي الظالم على اليمن واليمنيين.. إلا أن صمودنا سيظل أقوى وأكبر من طائرات وصواريخ تحالفاتهم وسيكون العام الدراسي الجديد في بلادنا وفي أوساط أبنائنا الطلاب عام العلم والمعرفة والنجاح والتفوق والانتصار على قوى العدوان وتحالفاته من الخارج وعملائه ومرتزقته من الداخل.. والنصر قريب.. والفرج قريب لكل الظروف والهموم الصعبة لكل أبناء شعبنا اليمني العظيم.. إن شاء الله تعالى.