
نبيل نعمان –
تعد البيئة محور التنمية وركيزتها وبدون حمايتها وصون مواردها الطبيعية سيكون من الصعب الحديث عن اي نهوض اقتصادي أو تنمية فضلا◌ٍ عن الاستقرار خاصة وان البيئة اضحت بشكل متزايد العنوان الابرز فدي حياة الامم وتتمحور الكثير من القضايا حولها اقتصاديا◌ٍ وسياسيا◌ٍ وتنمويا◌ٍ واجتماعيا◌ٍ .
كافة دول غنيها والفقير باتت تضع البيئة على رأس إهتماماتها ويكون الأمر أكثر إلحاحا◌ٍ بالنسبة للدول الفقيرة التي تكون أحوج ما تكون للتنمية والتطور الاقتصادي وتعاني من تخلف تكنولوجي ونقص في الموارد وخاصة تلك المتعلقة بحياة الناس مباشرة والمياه أبرزها , المورد الذي تعاني اليمن شحته واستنزافه وسوء إدارته .. مما يزيد الضغوط على برامج التنمية من جهة ويخلف حالة عدم استقرار ويضاعف العمل من أجل حماية البيئة من جهة أخرى .
وفي الدول والمناطق التي تعاني من الاضطرابات وعدم الاستقرار تكون البيئة احد عوامل هذه المعاناة وضحيتها في أن .. واليمن واحدة من هذه النماذج حيث الموارد شحيحة والسكان في تزايد وهي تحاول اليوم صياغة مستقبلها من جديد وبناء أسس دولة قادرة على البقاء والاستمرار وسيكون لزاما◌ٍ عليها النظر الى الشأن البيئي من منظور جديد يتواكب مع التغيير المنشود وجعلها عنصرا◌ٍ رئيسا◌ٍ في صياغة الرؤية للدولة القادمة وبندا◌ٍ ذات اولوية في أجندة الحوار الوطني الشامل المزمع انطلاقه في مارس القادم ويعول عليه ان يؤسس لمرحلة رشيدة من الحكم بكافة ابعاده وتجلياته والبيئة في القلب من كل ذلك .
البيئة لا تقل أهمية من أي شأن آخر بما في ذلك الشأن السياسي كونه عامل استقرار وتنمية ونهوض في مختلف الجوانب وأي قصر نظر حيال البيئة سيكون له تبعات كثيرة على حلم الدولة المدنية الحديثة والاستقرار والتنمية والتحذيرات حيال استنزاف المياه في كثير من المناطق وفي المقدمة حوض صنعاء وصعدة ورداع وتهامة وتعز وهذه الاخيرة خير مثال على مشكلة المياه في اليمن .
الهيئة العامة لحماية البيئة أختارت للاحتفال باليوم الوطني للبيئة الذي يصادف العشرين من فبراير من كل عام شعار “ بيئتنا حياتنا .. والوطن يجمعنا “ وهو اختيار موفق ينسجم وما يعيشه اليمن اليوم من ترقب لإلتئام مؤتمر الحوار الوطني الشامل كحدث تاريخي في حياة اليمنيين .. الحدث الذي ينظر اليه بكل الامل لإخراج البلاد من أزماته المتراكمة ووضعه في الطريق السليم لتطوره ونهضته وهذا الشعار يقول الشيء الكثير عن المستقبل ويختصر تطلعات شعب في الحياة الكريمة حيث البيئة محورها في وطن يحتضن الجميع .. وعبرهما يمكن لليمن ان ينهض ويتطور.