أغاني ..هذا الزمان
لحظة يا زمن
يختلف الناس في تقييم أغاني هذا الزمان الذي نعيشه , فالبعض يقول :إن الأمر الطبيعي أن تتغير الأذواق باستمرار , ويترك التقييم للزمن , إذ من الطبيعي أن تخلق الظروف أذواقا جديدة .
والبعض الآخر يقول :
إن هناك خللا أصاب العالم .. وأن هذا الخلل قد أصاب الذائقة السمعية بل والبصرية والحسية , كما خلخل الشعور عن قرب وعن بعد.
وبذلك أصبح الفن الجيد يضيع وسط الركام الهائل من الفن الرديء .
وانتشرت أغاني المودرن عبر الفيديو كليب .. والأغاني المصورة .
إن أغاني هذا الزمن انعكاس للزمن المعولم .. صور أجسام تتأود ليونة, ومع تأثير العولمة , والقرية الواحدة , وذلك التأثير الهائل لوسائل الإعلام الجديدة , التي تمتلك القدرة على أن تخترق أية ثقافة متلقية اختراقا عميقا يتجاوز اختراق ..مظاهر التكنولوجيا الغربية السابقة عليها .
لم تعد أغاني هذا الزمان ..كما كانت أغاني ذلك الزمن تثير الشجن والوجد.
أغاني سريعة وقصيرة .. تقليعات لحظية , تسحر النظر بإبهار الصورة ..مع خلطها ..بالحوائج والمثيرات الضوئية واللونية .
وقد يقول معترض .. إن هؤلاء المتحسرين على فقدان الفن الجيد والعميق .. ربما يلازمهم الحنين ومرض العودة إلى الخلف .
ربما .. وألف ربما ..ولكل طريقته ونظرته للأمور .
لكن الشيء الحقيقي والجيد يظل بأدواته ووسائله الجيدة والمتمكنة .. جيداً .. فلقد كان مطربو ذلك الزمن متمكنين .. من تقديم الفن الجيد الذي يتطلب الجهد والمعاناة ..ليصير إبداعا حقيقياً يثير الوجدان ويحرك المشاعر, لم تكن الأغنية سريعة الطبخ والقلي كانت الأغنية تتكامل بكل عناصرها من لحن جيد, ونص وكلمات محملتان بروعة الأداء , وجمال النغم .