احتلال “اليمن” وفق معادلة “صفرية”…ومواجهة بلا سقوف؟
فهل سيتحملون النتائج؟
عبدالرحمن الاهنومي.
* هل بات علينا نحن اليمنيين تدمير كل دبابات “تحالف العدوان” واحراق كل آلياته ، وقتل كل جنوده، واسقاط كل طائراته ، من أجل ان تقف هذه الحرب ؟ وهل علينا إغراق بوارجه وفرقاطاته الراسية في المياه الاقليمية اليمنية لرفع الحصار؟ .
في لعبة ركوب المخاطر والحماقات ، لمراكمة المكاسب التي تلعبها الولايات المتحدة الامريكية في سياساتها ، والتي بدأت على نحو متزامن بكسر معادلة التوازن العالمي الذي سببه “انهيار الاتحاد السوفياتي” ، مرورا باحتلال افغانستان ، ثم العراق ، وحرب تموز 2006م- ، ثم الحرب على سوريا ، والعدوان على اليمن ، والتي تُورط فيها مجموعة (الحلفاء) والأدوات الرخيصة باللعب في صفها وإلى جانبها،
اعتمدت امريكا نظرية المعادلات الصفرية (ربحُ كل شيء، في مقابل جعل الخصم يخسر كل شيء)، وقد بدا واضحاً حتى الآن أنّ “امريكا” تتبنى هذه النظرية وتعمل بموجبها ولا تريد التخلي عنها، وما الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة الامريكية في العدوان على اليمن “على اعتبار انه عدوان بقرار أمريكي كما أشار إلى ذلك السيد عبدالملك في خطابه الاخير” ، وما استمرار العدوان لسبعة اشهر وتكلفته الباهظة ، دون أدنى إنجاز يمكن لـ”تحالف العدوان” التغني به، سوى الدليل الإضافي الذي يؤكد أن أميركا ذاهبة إلى أقصى ما يمكن الذهاب له انطلاقاً من اعتقادها بأن النجاح سيُحقق لها كل ما أرادت، فيما تعتقد أن احتمال الفشل لن يكلفها الكثير، لأن فشل الحلفاء سيُضعفهم والضعف سيرتد عليهم وحدهم بما يجعلهم يرتمون كلياً في أحضانها بحكم الحاجة لها، وأما فشل الأدوات الإقليمية (السعودية الامارات) فما من مشكلة تراها باستبدال الوجوه وبإجراء تغييرات في الشكل يُؤهلها للعبة أخرى تكون المُوجه فيها ، وفي الحالة السعودية قد يكون الأمر أبعد من ذلك.. فسيناريوهات السقوط النهائي يرقبه الكثير من المحللين وقراء الاستراتيجيا.
بحماقتها.. لم تحسب “السعودية ولا الامارات وباقي الأدوات الإقليمية الرخيصة” حسابات اللاعبين الدوليين وبعنجهيتها ، شطبت من حساباتها رباطة جأش اليمنيين وقوة صلابتهم ، وقدرتهم على تغيير كل المعادلات بل وقدرتهم على نسف المعادلة الصفرية التي ابتدعتها “امريكا” ، والتي سترتد على السعودية في كل المالات ، ثم إن “الإدارة الأميركية” لا تتحمل نتائج الحماقة والعنجهية التي تُعرِّض بها هيبتها وهيبة شركائها وحلفائها ومصالحها ومصالحهم للخطر الحقيقي ، فضلاً عن أنها بسلوكها غير الأخلاقي تضرب العلاقات الدولية ، ومنظومة المبادئ ، والقوانين الأممية في الصميم ، على اعتبار ان النتائج ستمس السعودي بشكل مباشر ، ولن يجد البيت الابيض في النهاية أي حرج في إصدار بيان ينفي فيه أي مشاركة له في الحرب على اليمن.. على قاعدة الشيطان حين يتبرئ من مريديه “إني بريء منكم”.
في أجواء المعادلة “الصفرية” اعلن السفير السعودي حينذاك “عادل الجبير” من واشنطن الحرب على اليمن ووفق معادلة “صفرية” لا مشتركات فيها وبما لا يمكن الوصول اليها ، حرب هدفها احتلال اليمن بأي ثمن، وبما لا يدع حتى للسعوديين أنفسهم أي تصور لمخرج دون أن تتحقق هذه الأهداف.
نعرف ان العدوان على اليمن “امريكي صهيوني” اكثر منه “خليجي عربي” ونعرف في الحال نفسه أن هناك من قادته حساباته ومقامراته وحماقاته لأن يقرر في البداية أن تكون «معركته صفرية»، ونتفهم أن لذلك تبعات وثمن، ومع الاصرار بكل وعي لأن تكون معركة «صفرية» إما احتلال اليمن او الاستمرار في الحرب ، فإن مواجهتنا صفرية وحتى لا يكون على هذه الأرض غازيا او محتلا.
ولقد كان السيد عبدالملك الحوثي واضحا في خطابه في ذكرى عاشوراء وهو يؤكد بدء الخيارات الاستراتيجية ويتجاهل أي حديث عن حل سياسي ترعاه الامم المتحدة.
قدم أنصار الله مبادرات وتنازلات كان يصفها البعض بالخيانة ، وبكل صلف واجهها العدوان وعنجهية وبما يؤكد ان “تحالف العدوان يخوض معركة وفق معادلات امريكا الصفرية” الربح الكامل والخسارة الكاملة ، وبما يجعل من كل الالاعيب والاكاذيب معروفة ومفضوحة وتكادُ تساوي فرص تمريرها الصفر!!.
وبالنظر الى ما يقوم به ولد الشيخ مؤخرا وبرغم حديثه عن الحل السياسي بشكل متكرر ، فأن ولد الشيخ يريد به الاستسلام الكامل على اعتبار ان القرار 2216 هو قرار احتلال مكتمل الاركان والتفاصيل، ويبقى النقاش والمفاوضات حول آلية الاحتلال والغزو والطريقة المناسبة لادخال الغزاة الى محافظات اليمن ، وهو الامر الذي لا يمكن قبوله ولا التسليم به جملة وتفصيلا.
فإذا كان الحل وفق المعادلة “الصفرية” ومن المنظور “الامريكي السعودي الصهيوني” ، هو الاستسلام والخنوع ، فان الحل وفق المعادلة “اليمنية” ومن المنظور اليمني يكمن في “استراتيجية” التقابل بالأهداف المتكافئة ، احتلال المدن اليمنية ، يقابله السيطرة على المدن السعودية ، وهكذا دواليك ، ولدينا الاستعداد لدفع الثمن وتدفيعكم الثمن.
خلاصة القول إن العدوان على اليمن يمثل «معادلة صفرية» وهناك اصرار على ان يكون وفقها، فلا السياسية الدولية يمكن لها ان تصنع معجزة الحل ، ولا اليمنيون مستعدون لتقديم اكثر مما في “مبادئ مسقط” ، من قرر واعيًا أو مغيبًا أن يسير نحو حتفه فليتحمل مسئولية ذلك ، وعليهم التأكد ان كانوا مستعدين ؟
أما نحن فلقد بات لزاما علينا أن ندمر كل المدرعات والدبابات والاليات ونسقط كل الطائرات ونحرق كل البوارج ليتوقف هذا العدوان الأحمق ، فهو الضامن لسلامة واستقرارنا وسيادتنا وحريتنا وكرامتنا.