لحظة يا زمن.. ضحكة زمان..!
اسمع ..سكن العين وهو يضحك تلك الضحكة الهادئة .. التي ترتسم على الوجه ولا تسمع .. وأنت تحدق إلى ذلك الوجه السمح المتغضن قناعة طبيعية ومرح الطفل ابن العام ولا يصدق .. ولا في سبيلك إلى الاقتناع أن هذا الوجه الذي أمامك جاوز الثمانين من العمر بثلاث أو أربع سنوات ومازال يهز الأرض بإقدامه وعينيه في ” حيدهما ” تبرق عنفوان لحياة مضت .. ومازالت تحمل طزاجة الحياة وعشقها .
اسمع كررها ثانية بخفوت هذه ألمرة .. وأضاف :
لنجلس
جلسنا معا .. أصلح المشدة البيضاء على رأسه .
-سألخص لك هذا الزمن الذي نعيشه ببساطة وبتعبيرنا القروي .
صمت قليلا :
كان زمان سحككه .. أما الآن كلعاد, هذه الأيام لما يسلم عليك واحد .. لا تدري من يعد أصابعه أنت أو هو تسألني : عن أسواق زمان ياه رعى الله زمان انقرضت كل الأسواق التي كنا نرتادها .. تغيرت الدنيا وتغير الناس
والأسواق تأتي إليك هذه الأيام لكنها بلا طعم لم نعد كما كنا زمان لا يأتي بياض .. إلا وقد أحúسكúتú الحمار وركبت عليه الوطاف وشدينا فجر بعد الصلاة . وللحياة رنة وبهجة.
حاولت أن أؤكد على كلامه الجميل :- رفع يده فسكت.
واصل كلامه الجميل :- ماذا أخبرك .. الأولاد كبروا واعولوا .. زوجوا البنات وزوجوا الجهال .
إنما أيش .. مازالوا جهال .. قليلين “ملح” .
ولما يجنبوا يأتوا الينا .. ونقوم بالواجب ماذا نعمل حتى بيعهم وشراءهم مش مثل زمان أو يلاد . كان ..زمان كلمة الرجل مع صاحبه وعد بالقضاء الكلمة وفاء ..والرجال عند كلمتهم أما الآن .. خليها على الله .
كما عهدته , يتحسس عصاه وهو ينفض التراب العالق .. على أطراف المعوز ونظرته المتألقة والوجه الذي يبث في داخلك طمأنينة وثقه نحو الحياة والكون تحس بجانبه ..أن الحياة مهما صعبت ..والرجل أمامك ..أن الحياة تستحق أن تعاش مادامت ضحكته تحوج الدنيا ,وكلمته وفاء ووعد.