رافعة الفساد والحرب المذهبية
وقبل وقوع رافعة الحرم التي حصدت بفساد آل سعود أرواح مئات الحجاج ومنذ مايقارب القرن من الزمان استولت هذه الأسرة الحاكمة بحد السيف على الديار المقدسة في الحجاز كما غيرها من أرجاء جزيرة العرب تحت مباركة الإنجليز ودعاء الفقهاء الوهابيين .
الوهابيون اتباع محمد بن عبدالوهاب الذي اشتطوا في الحنبلية ومؤلفات ابن تيمية وخاضوا في التطرف وتكفير مخالفيهم حتى النخاع والذبح والتنكيل والتشريد .
مكة والمدينة إرث جلل فماذا صنعت أيديهم ¿ يقال أنهم نبشوا قبر رسول الله محمد وهتكوا رفاته تحقيقا لمقولات فقهاء الوهابية أن “لا قبر على مسجد أو مسجد لنبي” !!
وفي رواية محققة فقد دمروا كل الإرث المحمدي ودمدموا على قبور الصحابة أسواط بداوتهم التي لاترى غيرالولاء لطويل العمر والمطوع ! اليوم يديرون حربا دينية بشعة ضد اتباع المذهب الزيدي المخالف لمنهجهم التكفيري
في ارض اليمن بالتزامن مع سجودهم في البيت الأبيض وصفقات الفساد وتواصلا لتحد قديم كان الجميع يظنون انه انطوى بمعاهدة جدة لترسيم الحدود .
“طويل العمر” هو كل الإرث وله كل الولاء والقداسة وماعداه باطل وإشراك في عبادة المولى الذي اختار “الملك” ليكون وليا وأعطاه سلطة مطلقة يمنح من خلالها من يشاء سلطة اصدار الفتوى وسن القوانين والأنظمة .
العلاقة بين أسرة آل سعود واتباع ابن عبدالوهاب علاقة طردية فكلما زاد نفوذ هؤلاء زاد ثراء وبذخ أولئك.
في المملكة السعودية سلطة برأسين لاتستوعبها عبارة “الدين لله والوطن للجميع” بل “الوطن لولي الأمر والدين للفقهاء” .
بهذا فقط نفهم كيف التقت مصالح النقيضين على كفتي حكم “المملكة” في الأولى “آل سعود” يضخون ثروات الجزيرة في خزائن أمريكا حرصا على بقاء عرشهم وفي الكفة الأخرى فقهاء الوهابية الذين يحرثون الدنيا ذبحا وتنكيلا بالمسلمين للفوز بجنة عرضها السماء والأرض.