سلمان وخفي أوباما
الملك سلمان خلال محطات رحلته المكوكية بين منتجعات الريفيرا الفرنسية وطنجه المغربية وصولا إلى واشنطن دي سي العاصمة الأمريكيةهذا الملك المحفوف بتهمة دعم الإرهاب الداعشي لم يكن له أن يتخيل لحظة أن عودته إلى الرياض ستكون خائبة وبخفي أوباما .
صفقة أسلحة صماء مجردة وعارية عن أي توابع من الحماية الأمريكية المباشرة للمملكة وهي تخوض حربها الأخيرة في اليمن كانت الأبرز وتعنيف بين السطور إزاء الفشل الذريع الذي منيت به طائرات التحالف العربي وقواته الهزيلة في الميدان.
قبل ستة اشهر كان انطلاق الهجمة على اليمن وكان هذا الملك خارجا من لقاء مثمر مع الرئيس الأمريكي تعهدت فيه الولايات المتحدة بضمان أمن المملكة وتقديمها في سبيل ذلك كل أوجه الدعم اللوجستي والاستخباري والفضائي .
هذه المرة كان الحديث مطولا حول اليمن لكن النتيجة كانت محبطة لمطلب الملك بتمديد سقف الحماية أشهرا جديدة عل وعسى أن تصدق نبوءات العرافين الفاشلين وهادي بانهيار مفاجئ للحوثيين وجيش اليمن وإعلان النصر النهائي لآل سعود في حربهم العبثية الحمقاء .
الملك سلمان وأوباما خرجا من اللقاء الحاضر بابتسامة مشتركة لم يصحبها الكلام المعسول والموقف الداعم الذي كان .
خيبات كثيرة عاد بها الملك سلمان وثرثر الجبير طويلا لتبريرها في مؤتمر صحفي عقده في غياب كيري لكنه لم يقنع أحدا .
أمريكا لمن لا يعرفها تحب القوي ..وقد اثبت الجيش اليمني وأنصار الله أنهم كانوا الأقوى والأشد والأكثر صمودا في حرب غير متكافئة وتحت غطاء من الصمت الدولي والنفاق العربي غير المحدودين ..
مراكز الدراسات العسكرية وقفت مشدوهة أمام هذا الصمود غير المتوقع من أولئك اليمنيين الحفاة المنتفخة أوداجهم بأعشاب القات والمثقلين بتأوهات أطفالهم الجوعى وأنين جرحاهم والخيانات التي تحاصرهم من حدب وصوب .
التفوق الجوي أنهى كثيرا من الحروب لم تصمد في احدها اقوى جيوش المنطقة (العراق) أكثر من ثلاثين يوما فيما آخراها خاضها جيش له كل التفوق الجوي (سوريا) وما استطاع الحفاظ على أكثر من 30% من أرضه وسيادته .
لا غرابة في الأمر أمريكا تعشق المال لكنها تبقى مخلصة لمبدأها الثابت في إعادة حساباتها وفق إحداثيات المعركة وفي نهاية المطاف يبقى اهتمامها للأقوياء على الأرض .