إخواننا في الإمارات.. اعذرونا فنحن لا نستضيف الغزاة..
يؤلمنا كثيرا أنكم اخترتم الوقوف في المكان الخطأ مثلما يؤلمنا أنكم اجتهدتم كثيرا حتى أقنعتم أنفسكم أنكم حراس العدالة والإنسانية والشرعية لدرجة تحول فيها تشي جيفارا – إذا ما قورن بكم- إلى عنوان وهمي في رواية لا تنتمي للواقع رواية كتبها وتخيل شخصياتها إنسان حالم تنبأ بمجيئكم ورسم فصول انتصاراتكم لإرادة الشعوب المغلوبة على أمرها قبل الأوان..
بعد أيام من إعلان وشن حرب قذرة ضد اليمن واليمنيين تحدث المسؤول الأول في الدبلوماسية الإماراتية عن اليمن المهد الأول -الذي كان- واليمن الأم التي لا يتذكرها البعض إلا عندما تتحول من أم ومهد إلى عنوان عريض لمصالح وغايات لا مكان فيها أو معها لكل مبادئ وقيم الانتماء..
قال مبررا سياساتكم الجديدة المدججة بأدوات الموت والدمار: “.. نحن لا نعتبر ما نقوم به تجاه اليمن تدخلا في شؤونها لأننا لسنا غرباء على اليمن فاليمن مهد انتمائنا ووطننا الأول ومن حقنا التدخل……..“..
ربما أراد أن يبرر لنا تحولاتكم الجديدة ودعوتنا لتقبل سوء ما تكنونه لنا من عداء لكننا لم نكن في حاجة لأن يقول لنا ذلك ولسنا في حاجة لمن يذكرنا بحقيقة اتصال سöفر الخروج الأزدي بكتاب العهد القديم لأننا نؤمن بذلك بل أننا أكثر منكم إيمانا به وأكثر تجسيدا وترجمة لمبادئه والدليل أننا تناسينا آلامنا وجروحنا وحرصنا على أن نظل نرى طائراتكم تحوم فوق رؤوسنا بلا ضجيج وبلا قنابل وبلا صواريخ طائرات بعيدة ومعصومة عن صنع الآلام والجروح والدمار..
تجاهلنا كل ما تصنعه طائراتكم وأسلحتكم وأموالكم من قبح واخترنا سواكم ليكون العدو الذي نحمله مسئولية جرائمه وجرائمكم وعملا بمدأ “وعين الرöضا عن كل عيب كليلة..“
اخترنا لكم البراءة والنزاهة بملء إرادتنا نحن وليس تنفيذا لتوجيهات أمليت علينا.. فعلنا كل ذلك ولم نكن نطمع بأكثر من أن تبادلوا كثيرنا بالقليل من المشاعر الأنبل من أن تقاس بالمشاعر الملوثة بالنفط والكربون..
لكنكم لم تقدروا كل ذلك وبادلتم نبل مودتنا بالمزيد من الوحشية والمزيد من الدمار..
إلى اليمن الأم والمهد الأول أتيتم لكن مجيئكم كان قاسيا وشبيها بعودة الولد العاق طائرات وبوارج ومدرعات ودبابات مدججة بأحدث وأفتك تقنيات القتل والدمار..
بطائراتكم جرحتم سماواتنا ومزقتم هدوء أيامنا وأطفأتم مصابيح مساءاتنا وبصواريخكم وقنابلكم دمرتم حياتنا وقتلتم أبناءنا ونساءنا وآبائنا ونسفتم منازلنا ومدارسنا وجامعاتنا ومستشفياتنا ومصانعنا وأسواقنا ومطاراتنا ومدننا وقرانا و…..و…..
وفوق كل ذلك منعتم عنا الدواء والغذاء وأغلقتم علينا كل منافذ الحياة..
بل إن اجتهادكم في قتلنا وإيلامنا وتدمير واستهداف حياتنا وصل حد الاجتهاد في استئصال رحم الأرض التي انجبت وستظل تنجب الرجال الرجال…!
ولكم أن تطلقوا لخيالاتكم العنان وتتخيلوا ماذا صنعت بنا صواريخكم وقنابلكم التي القيتموها على اليمن أرضا وإنسانا في أكثر من خمسة عشر ألف غارة جوية ناهيكم عن الصواريخ الموجهة من البوارج الحربية..!!
أهكذا يفعل العائد من غربة القرون..¿
هل تحتاجون لصنع كل هذا الموت وكل هذه الجروح وكل هذه الأحزان وكل هذا الدمار وكل هذه الآلام لتعبروا لأهليكم ومهدكم الأول عن مدى حبكم واشتياقكم ولتصنعوا موعدا للقاء الحميم..¿¿¿
لم يعد لديكم مما نملكه شيئا لقد أنساكم نفط الصحراء كل شيء لدرجة أنكم اعتقدتم أن التاريخ والمبادئ التي دونها ونقشها اليمنيون القدامى على الصخور والجبال يمكن تدوينها على صفحات رمال الصحراء التي لا تقوى على الصمود أمام نسائم الريح..
كان عليكم مراجعة تاريخ اليمن إن كنتم فعلا تريدون تجسيد انتمائكم وحبكم لأرضها وتاريخها الذي يأبى الإنحاء والانكسار والذل والهوان ولو أنكم فعلتم ذلك لأدركتم استحالة أن تفتح اليمن ذراعيها وتحتضن أبنائها المدججين بالسلاح والبارود وكل أسلحة الموت..
اليوم يعزيكم العالم ويشاطركم أحزانكم الكثير والكثير ممن يجيدون قراءة واستغلال مشاعر الرمال وقيم ومبادئ النفط التي نؤكد لكم إننا لا نجيدها ولذلك لا نجد لكم عزاء لدينا لأنكم أنتم من أختار لنفسه أين يكون وفي أي خندق يتمترس وليس نحن..
أعذرونا لأننا لا نستضيف الغزاة حتى وإن كانوا قد خرجوا من رحم هذه الأرض..
وإذا كان على أي منا الاعتذار فإنكم مطالبون بالاعتذار ليس لنا لأن جروحنا وآلامنا أكبر من كل اعتذاراتكم ولكننا نطالبكم بأن تعتذروا لرجل النبل العربي الأصيل .. اعتذروا لرجل المروءات الشيخ زايد إن سلطان آل نهيان الذي رحل ومعه رحلت كل المروءات والقيم والمبادئ والأخلاقيات….