العمل الإنساني كالماء الصافي لا لون له

تعريف العمل الإنساني : هو ذلك النشاط الهادف إلى تقديم المساعدة والإغاثة للأفراد الذين يواجهون خطرا يهدد حياتهم (القتل – الجوع – المرض – النزوح واللجوء).. وغيرها من الأخطار التي تهدد الحياة الطبيعية للإنسان وتؤثر على الحق في الحياة بكرامة.
ويعتبر من أهم الشروط الأساسية لنجاح العمل الإنساني وتحقيق أهدافه الحقيقية هو عدم التمييز سواء بسبب اللون أو الدين أو العقيدة أو الطائفة أو المناطقية أو الانتماء السياسي للفئة المستهدفة من العمل الإنساني .
وهنا في عنوان مقالي هذا شبهت العمل الإنساني مثل الماء الصافي لا لون له وأيضا لا طعم ولا رائحة له لكي يكون ماء صافيا .
فكما يعتبر الماء أساس الحياة فكذلك العمل الإنساني هو أساس لاستمرار تلك الحياة  ويلتقي الماء والعمل الإنساني في أنهما لكي يحققا النتيجة والهدف الحقيقي لهما يجب أن لا يكون لهما لون يميزهما بل يكون صافيا وشفافا فالماء يروي وينقذ العطشان من الموت عطشا والعمل الإنساني كذلك ينقذ حياة الإنسان من الموت .
التداخل بين العمل السياسي والعمل الإنساني يفقد العمل الإنساني من هدفه وحقيقته ويتحول لشيء آخر غير العمل الإنساني .
فكما يتحول الماء بتداخله مع عناصر أخرى حتى لو كان السكر والعسل  إلى مشروب آخر لا يحقق نفس الهدف من الماء فكذلك العمل الإنساني إذا تداخل مع العمل السياسي يتحول لعمل آخر غير العمل الإنساني .
وهنا يستوجب على جميع العاملين في المجال الإنساني خلع عباءة السياسة قبل ممارستهم العمل الإنساني لكي لا يتم تشويه العمل الإنساني وكذلك تشويه العمل السياسي , فلكلا ميدانه الخاص ولا يوجد أي تداخل بينهما اطلاقا.
وتعتبر من أهم المشاكل التي تعيق العمل الإنساني هو التداخل الكبير بين العمل السياسي والعمل الإنساني الذي يفرغ العمل الإنساني من محتواه ويشوه العمل السياسي ويجعل من العمل الإنساني طرفا في صراع سياسي ما كان له دخول حلبة الصراع السياسي فميدان العمل الإنساني ميدان آخر غير ميدان السياسة .
وفي الأخير :
أتقدم إلى الجميع في وطني الحبيب اليمن السعيد وفي جميع دول العالم من أفراد ومنظمات ومؤسسات وطنية وكذلك بالمثل للمؤسسات والمنظمات الدولية إلى استمرار بقاء العمل الإنساني خاليا من أي دوافع وأهداف سياسية ليحقق العمل الإنساني الحقيقي أهدافه الإنسانية للجميع دون تمييز ويكون منطلق العمل الإنساني هو الضمير الإنساني فقط .
ليكون العمل الإنساني ناجحا ومتطورا ويثق فيه الجميع في الداخل والخارج ويكون كما أوضحنا مثل الماء الصافي بلا لون ولا رائحة ولا طعم شفاف مثل شفافية الماء العذب الذي يروي العطشان وكذلك العمل الإنساني ينقذ الحياة للإنسان والإنسان فقط دون أي تمييز .

قد يعجبك ايضا