عندما يتحول الاختلاف إلى خلاف تكون الطامة !!
قبل أن ألج في صلب الموضوع لابد أن أشرع في توضيح الفرق بين الخلاف والاختلاف فالخلاف هو تضارب بالرأي وانعدام الاتفاق وغالبا لا يستند الخلاف إلى دليل عقلي أو نقلي وهو من البدعة ويكون الخلاف في الطريقة والهدف بينما الاختلاف فيكون في الطريقة فقط ولكن الهدف والغاية بين المختلفين واحدة كما أن الاختلاف محمود بينما الخلاف مذموم بيد أن الاختلاف حتى وأن كان محمودا يضرنا ولا ينفعنا فقد يكون مقبولا في المجتمعات التي تنعم بمستوى عالي من الوعي والفهم والثقافة .. أن الأنانية والمصلحة قد غلبت البعض منا فحولت الاختلاف السياسي والفكري إلى خلاف وقد حرص أعداء اليمن من العرب والعجم وفي مقدمتهم جارة السوء السعودية وأمريكا أن يستثمروا ذلك لمصلحتهم الدنيئة والحقيرة فزجوا بالأيدلوجيتين الدينية والقومية إلى ساحة الاختلاف وغذوها بالطائفية والمناطقية وكانت النتيجة ما نشهده اليوم في بعض محافظات اليمن من صراعات ونزاعات مسلحة وحمامات من الدماء تسال هنا وهناك وخراب ودمار يعم معظم أرجاء الوطن وكأن التحالف العدواني الدولي الظالم الذي تقوده السعوصهيونية على بلادنا على مدى خمسة أشهر غير كافي مخز أن يكون هذا حالنا اليوم من التنافر والتقاتل والتمزق في الوقت الذي كان العدوان يحتم على الجميع التكاتف والتعاضد وما أنا على يقين منه أن الأجيال القادمة ستلعنا جميعا لعنة أبو لهب إذ كيف يعقل لأمة تتعرض لحرب إبادة وعدوان من قبل أكثر من عشر دول ومع ذلك يوجد في هذه الأمة من يعمل على إذكاء الصراعات الداخلية لتمزيق النسيج المجتمعي بما يخدم العدو ويزيد من سطوته وجبروته وبما يقوض العمل الجماعي ويدفع عن الأمة الغزاة المعتدين ويحفظ لليمنيين كرامتهم وأمنهم واستقرارهم !! إن كل المعطيات تؤكد بأن القادم أسود من قرن الخروب كما يقول المثل المصري وأن الشعب اليمني سيدخله أولئك الجهلة والخونة والمرتزقة نفق مظلم ربما يمكث فيه عقود طويلة طالما بقي الناس في سكرتهم يعمهون ممن يناصبون شعبهم ووطنهم العداء ويمدون أيديهم للعدو ويقاتل أبناء الوطن الواحد بعضهم بعض بغض النظر عن المسمى مقاومة شعبية أو جماعة موالية لشرعية فلان أو علان أو جماعة حزب الإصلاح أو عناصر موالية لما يسمى بدولة العراق والشام ” داعش ” في نهاية المطاف يمني يقاتل يمني وكان الواجب دينيا ووطنيا يحتم على الجميع أن يتناسوا خلافاتهم مع بعضهم البعض أو على الأقل يرحلوها لحين الانتهاء من العدو الخارجي وتطهير البلاد من المرتزقة الأجانب الذين يعيثون في البلاد الخراب والفساد كما وأن الفئة الصامتة وهي فئة الأكثرية في الشعب قد طال سهادها وصمتها والواجب عليها أن تخرج من حالة اللامبالاة لأن الوطن اليوم أحوج ما يكون إلى تضافر جميع أبنائه لأن الواقعة أن حدثت ستطال الجميع دون استثنى ويجب على من يسمون أنفسهم بالمقاومة الشعبية أن يعلموا أنهم في الحقيقة لا يخدمون إلا عدوهم وعدو كل اليمنيين وأنهم يسوقون الوطن بكل أبنائه ومقدراته نحو الهلاك ويعيدون الناس إلى عصر الجاهلية والتخلف والبشاعة وهذا ليس كلام افتراضي بل حقيقة أكدتها ألأحداث المؤسفة التي وقعت في تعز وعدن مؤخرا والتي تثبت مدى بشاعة القتل والتنكيل التي يؤمن بها أولئك المأجورين والحقد الدفين الذي يملئ صدور تلك الجماعات المتطرفة قاعدية كانت أو داعش كما أن تلك الأعمال الإجرامية في التنكيل والسحل والتعذيب الوحشي منافية للدين والفطرة السوية لبني الإنسان وليست من عاداتنا وتقاليدنا نحن اليمنيين تلك البشاعة والوحشية ولا أراها سوى مقدمة لما هو أنكى وأعظم خطرا وضررا على الكل ولن يسلم من أولئك الوحوش البشرية ومصاصي الدماء إن صارت لهم الغلبة واليد الطولى في البلاد لن يسلم من وحشيتهم أحد ولم يعد خاف بأن السعودية والإمارات اللتان تدفعان بمرتزقيها الملقطين من كل حدب وصوب من مختلف دول العالم ويدفعون لهم الأموال الطائلة ويمدوهم بأحدث الأسلحة لأجل قتل اليمنيين وتدمير وطنهم ومع أن كل تلك الأعمال الإجرامية تتم على مرآي ومسمع من العالم الذي لم يحرك ساكن وصهين لكل ما يجري في اليمن وكأننا نعيش في كوكب آخر ومع ذلك يجب أن لا نعول إلا على أنفسنا في الدفاع عن أرضنا وعرضنا وأن لا نزيد من خلافاتنا الطين بله !! أن السعودية والإمارات تحديدا قد أظهرن وجههن القبيح من العدوان على اليمن وليست المسألة من الغزو ذا بعد سياسي لفرض واستمرار الهيمنة وعدم رغبة الأخوات الخليجيات خروج اليمنيين من عباءتها وليس عسكريا صرفا بتدمير القدرة العسكرية وإضعاف الجيش اليمني وإنما هناك بعد ثالث وهو البعد الاقتصادي الذي لا يقتصر فقط على رغبة السعودية تمرير خط أنبوبها النفطي عن طريق ميناء المكلاء وأيضا رغبة الإمارات على عدم النهوض بميناء عدن حتى لا ينافسها ويكون بديلا لمينائها وإنما هناك حقل نفطي واعد قد يجعل من اليمن أغنى من دول الخليج مجتمعة يمتد من محافظة الجوف شمال اليمن إلى الربع الخالي ومعظم مساحة هذا البئر يقع تحت ا