تداعيات قلب موجوع ..!!

مثل نجارين أغبياء خلعوا النوافذ والأبواب وعبثوا بها تقطيعا ثم أرادوا إعادة تركيبها غافلين عن الحكمة الشعبية القائلة : لحظة التركيب يعملها النجارون على ملابسهم .
* هذا هو حال سياسيين يمنيين كثر خربوا وقعدوا على التل دونما خجل من ترديد مزاعم أنهم لا يريدون إلا إصلاح ما استطاعوا .. وعذرا لهذا الاستهلال فهذه هي الحقيقة وهذه هي تداعيات قلب موجوع من أحلام ليتها لم تتحقق فحسب وإنما ذهبت بالعباد والبلاد إلى الاحتراب وإلى استدعاء العدوان دون خجل من تعميد استدعائهم للخراب بكلمة « شكرا « رغم الأشلاء والدماء والجثث المشوهة التي تفضي إلى صراخ وإلى أحزان حتى صارت المشاهدة لأخبار العدوان والاحتراب أسوأ بكثير من مشاهدة فيلم رعب قبل النوم .
* الكارثة أن يرافق ذلك ضرب لنظامنا الأخلاقي العام كأن يعود نازحون من العدوان والاحتراب إلى مساكنهم من باب الاطمئنان عليها فيجدون من يسكنونها بعد نهبها لنصبح أمام ناس غرباء حتى على أنفسهم .. والظواهر على أي حال تتجاوز ما يقال من أن العدوان والاحتراب لا يتركان شيئا ذا قيمة إلا وأعملوا فيه التدمير .. وهكذا أجد رغبة لمخاطبة من ينهب منزل نازح أو يستولي عليه ولو مؤقتا بالسؤال .. هل أرضعتك أمك شيئا من الحنان والأخلاق ..¿ أما الأسوأ من كل سيئة فهو وجود من يبارك جرائم القتل والعنف الطائفية و المناطقية وعدم المراعاة في مواطنين أبرياء إلا ولا ذمة .
* وحتى لا يعتقد بعضنا أن ما أصاب اليمن هو مجرد طارئ كوني يجدر تذكير الغافل والناسي والمتناسي بأن من عجزوا عن فرض الاحتراب بالأقاليم على أسس غير وطنية وإنما مسكونة بالأوجاع النفسية والنوايا السيئة قاموا بمواقف التفافية استدعت التمزيق بوسائل أخرى نراها في متواليات الإفك القائلة : بأن الجنوب ليس يمنيا وسيقولون أن حضرموت ليست يمنية ولا جنوبية وأن الشطر الواحد يحتاج للتقسيم إلى أعلى وأسفل وشرق وغرب !
* ومرة أخرى ينبري مثقفون لصياغة نصوص طائفية وعنصرية زاعمين سرا وجهرا بأن في ذلك انتصارا للحق وقوى الحداثة فيما لا يرى الشعب في ذلك إلا إمعانا في الحماقة والسخافة .
* وثقافة بهذا البؤس وهذا التجني على شعب يرفض التمزيق ويرفض استقواء الجغرافيا على البشر أو استقواء البشر على الجغرافيا وما إلى ذلك من صور الظلم والعدوان والتمزيق هي ثقافة تفرض تحذير كل دعاة التشظي من خطورة تماديهم في اللعب بالنيران وادعاء الذكاء في تسويق مزاعم أن تقسيم الشمال حل للقضية الجنوبية أو العكس أو أن التخريب هو وسيلة إقناع بأن اليمن غير صالح للاستخدام الوحدوي !
* لقد حذر العقلاء منذ وقت مبكر من شطحات مؤتمر موفنبيك الذي يذكر بمؤتمر» نيفاشا « الذي أدى إلى تقسيم السودان وصار على فرقاء السياسة في الداخل وفي فنادق الخارج الاصطفاف الذي يوقف العدوان ويوقف الاحتراب ويوقف لعبة الكراهية والأحقاد .. وغير ذلك ليس إلا اتساعا أكبر في خروق شديدة الترقيع على الراقع .
* لقد أرادوها صراعات يمنية أقاليمية بمسودة دستورية سيئة السمعة.. وعندما فشلت الفكرة ها هم يجعلون من العدوان الخارجي والاحتراب الداخلي مجالا للتمزيق والتفتيت وحفر المسارات الثأرية المقيتة منكرين أنهم إنما يمارسون ألعابا خطرة انتقلوا بها من القول بأن الوحدة لا تفرض بالقوة إلى فرض التفتيت والتمزيق بالقوة ما يجعل كل غيور يتمنى عودة هؤلاء إلى رشدهم مغادرين بالوطن من شفير الهاوية ومن هذه التفسيرات البليدة القاتلة .

قد يعجبك ايضا