ياحسرتاه على مياه الأمطار التي تذهب هدرا مع الريح¿

في الأسابيع القليلة الماضية من الله تعالى على العاصمة صنعاء بأمطار غزيرة هنية وكادت الشوارع تتحول إلى سيول تتدفق منها مياه الأمطار بكميات كبيرة ومذهلة فلله الحمد المنعم المتفضل, وكذلك المياه التي تتدفق من سائلة صنعاء الممتدة عشرات الكيلومترات, حيث تنساب مياه الأمطار فيها بصورة غزيرة وقوية لم تشهدها من قبل وتكاد المياه تصل الى منتصف الجدران التي تحيط بالسائلة وهي كميات صخمة تكاد تحسب بملايين الأمتار المكعبة من المياه,ولكن السؤال الملح والذي يفرض نفسه هنا أين تذهب هذه الكمية من الأمطار الغزيرة وأين تستقر وأين الحواجز والسدود التي تصب فيها ¿ والتي ظل المسؤولون عن أمانة ووزارة الزراعة والمياه والري يتغنون ويطبلون ويهللون ليل نهار في وسائل الاعلام أن هناك حواجزا وبعض السدود تحتجز مياه الأمطار المنسابة من شوارع وسيول العاصمة في أرحب وأنها تستقر في هذه السدود, وأن كل شيء مسيطر عليه وكله تمام التمام . إلا أننا لاحظنا ولازلنا نلاحظ أن الأشجار المنتشرة وبكثافة في شوارع العاصمة والحدائق والمنتزهات والجزر في الشوارع قد تحولت أيام الشتاء إلى حطب, ومثال ذلك ما شاهدناه في شارع علي عبدالمغني الذي يقع في قلب العاصمة, كما تحولت الحشائش إلى قش يابس أو تبن والخضرة تحولت إلى أرض جرداء ولم تجد من يروي ضمأها أو يلتفت إليها أحد إضافة إلى أشجار جامعة صنعاء الممتدة على مساحة واسعة من الأرض المشجرة تحولت هي الأخرى إلى حالة من التصحر واليباس, وهكذا أوهمونا أنهم قد أنجزوا سدودا منيعة لحجز المياه المتدفقة من شوارع العاصمة والسائلة .طيب وأين الوايتات التي تقوم بشفط المياه من السدود لتروي ضمأ وعطش أشجار شوارع العاصمة لا شيء يحدث من ذلك طوال ايام وشهور الشتاء والدليل على ذلك أن تلك الأشجار والحشائش تتحول إلى حطب . تخيلوا أن الولايات المتحدة الأمريكية الدولة العظمى في العالم تحصد مياه الأمطار لعدة أسباب منها أنها تحد من تدفق السيول وتخريب الأراضي الزراعية من خلال حجز مياه الأمطار في حواجز وسدود مائية كثيرة بالإضافة إلى ري الأراضي والحشائش والأشجار والمراعي خلال أيام الشتاء وهذا ما أفادني به أحد الإخوة الدارسين في الولايات المتحدة الأمريكية.
أما في الأردن فإنهم لا يدعون مياه الأمطار تذهب هدرا وتنساب إلى الصحراء أو البحر, بل يقومون بحصدها أولا بأول من خلال إنشاء الأحواض والسدود والحواجز في أي مكان تنزل فيه الأمطار ولا يدعون قطرة واحدة تذهب سدى دون الاستفادة منها. فإلى متى ستظل مياه الأمطار المتدفقة بغزارة من شوارع العاصمة وسائلاتها الشهيرة دون الاستفادة منها في ري المزروعات والأشجار, أليس هذا إهدارا لمياه الأمطار التي يمن الله علينا بها كل عام وبالتالي من نخاطب ولمن نوجه هذا النداء ومن هي الجهة المختصة التي سوف تتصدى أو تبادر إلى سرعة الاستجابة وعمل الحواجز والسدود في أطراف العاصمة صنعاء من أجل إرواء أشجار الشوارع والجامعة والمزروعات الخاصة بالدولة والحدائق العامة وغيرها من الأماكن وذلك في أيام انقطاع الأمطار.
إشارة عاجلة :-
البيئة في العاصمة صنعاء معرضة للخطر والتلوث
كثرت في الآونة الأخيرة في العاصمة صنعاء انفجار مياه المجاري والبيارات وطفحت إلى الشوارع وأدت وتؤدي إلى أمراض صحية خطيرة من خلال المياه الطافحة من المجاري بكل ماتحمله من قاذورات وروائح كثيرة ونجاسة المياه التي تتدفق من غرف التفتيش, هذا إلى جانب القمامات التي تتراكم لأكثر من أسبوع على الأرصفة ووسط الشوراع وعلى جوانبها, وكل يوم تتفاقم هذه المشكلة غير الحضارية وغير اللائقة بالعاصمة التي تحولت شوارعها إلى مقالب قمامة ومجاري طافحة وإذا لم تقم الجهات المختصة بتفادي هذه المشكلة فإنها ستصيب المواطنين بأمراض معدية مباشرة وسوف تزداد إلى الأسوأ .. فمتى سنعي ذلك وإلى متى الانتظار¿!

قد يعجبك ايضا