الوطن.. أغلى
حب الوطن من الإيمان.. والولاء له واجب وطني وإيماني.. والانتماء إلى البناء والحفاظ على أمنه واستقراره والدفاع عن أراضيه فرض عين على كل أبنائه.. والتآمر عليه أو العمل على الإضرار به وبالمصالح والإنجازات الوطنية خيانة كبرى في حق الوطن وفي حق أبناء الشعب.. باعتبار تلك الأعمال والأجندة لصالح بعض من يريدون تحقيق مكاسب أو مطامع على أرض الوطن وخلق الفوضى والعنف بين أوساط أبنائه لأنها إضرار بالشعب كامل وأعمال تعرقل الحياة وتعمل على البطالة والفقر ونشر أعمال الإرهاب والتطرف والأعمال غير الإنسانية وتنقل صورة غير حضارية عن أبناء الشعب.
ولهذا فإن الواجب الوطني يتطلب من كل أبناء الشعب اليمني العمل بإخلاص وتفان وأجواء المحبة والتصالح والوئام من أجل الوطن وتحقيق ما يتطلع إليه أبناء شعبنا اليمني.. من العزة والبناء والتحديث والنهوض الحضاري.. في كل المجالات والمصالح والمرافق والخدمات الوطنية العامة والخاصة.. وأدراك الجميع أن كل تلك الأماني والتطلعات المستقبلية لن تتحقق إلا في ظل العمل بروح الفريق الواحد وفي أجواء وطنية بعيدة عن التعصبات السياسية والحزبية والانتماء لبعض القوى التي تسعى إلى خلق الفوضى والتخريب على حسابات تصفى على حساب الوطن والشعب والأمن والاستقرار والاحتياجات الاقتصادية والغذائية والأساسية لأبناء الشعب لأن ما شهدته بلادنا وأبناء شعبنا اليمني خلال السنوات الماضية وخلال السنوات الأربع من عمر التغيير والتداول السلمي للسلطة من أحداث ورهانات سياسية وحزبية وظروف أمنية واقتصادية لم يتضرر منها سوى أبناء الشعب البسطاء وأصحاب الدخل المحدود.. أما القيادات ورجال القوم وكبار الساسة وأحزابها لن يشعروا بأية ظروف أو أحوال تخص الجانب الاقتصادي أو المادي.. لأن المخزون يكفي لأعوام وسنوات طويلة قادمة لأنهم خلال تلك السنوات والعمل في قمة الهرم الحكومي والإداري والايرادي كان لهم نصيب الأسد في الجاه والثروة والمال وتسخير المال العام لصالحهم الشخصي واستثمارات خاصة في القطاع التجاري في داخل الوطن وفي بعض الدول الخارجية.
إنه أمر مؤلم ومؤلم جدا ما تشهده بلادنا وأبناء شعبنا اليمني هذه الأيام من ظروف وأحداث وتداعيات ورهانات واختلافات القوى والأحزاب وأطراف الحوار الوطني في ظل العدوان السعودي وتحالفاته منذ أكثر من أربعة أشهر دون أي مواقف تذكر من قبل تلك القوى والقيادات المتواجدة في داخل الوطن وفي أرض السعودية الذين حولوا القيم إلى مصالح والوطن إلى عمالة والأرض إلى حروب وعدوان وبضاعة… تباع بها حاجياتنا ومطالبنا وأمننا واستقرارنا.. وتطلعاتنا المستقبلية في الدولة المدنية الحديثة والتي تحولت إلى حقائق سياسية ومصالح تتراوح أجواؤها بطقوس ما تفتعله تلك القوى والأحزاب من مسارات معقدة وظروف صعبة والارتهان للوطن والسير نحو المصالح والجشع والعمالة والخيانة الذين أصبحوا يمثلون الأنموذج في هذا الجانب أمام الآخرين.. على الرغم من الثروات والخيرات الوطنية التي تجود بها أرض السعيدة والبلدة الطيبة والرب الغفور .. إلا أن من كانوا في هرم السلطة ومراكز صنع القرار.. هم من أوصلوا الوطن والشعب إلى تلك الأوضاع والظروف الاقتصادية الصعبة.. وأدخلوا البلاد والعباد في مواجهات وعنف وتعصبات بكل أشكالها.. واستغلال أوضاع الشعب في شراء الذمم وحسابات سياسية على حساب الوطن والشعب.. وأخيرا يتداعون لعدوان سعودي وتحالفاته تحت مبررات واهية قضت على الحجر والبشر والأرض والإنسان.. وهم لا يزالون في فسحة من أمرهم ووقت طويل من اختلافاتهم ورهاناتهم على المزيد من الدمار والقتل والدمار والخراب في بلادنا وأوساط أبناء شعبنا اليمني الصابر.
فهل يكون الجميع عند المسئوولية الوطنية والحب والولاء للوطن والشعب.. وأدراك الجميع أن الوطن أغلى من كل الإغراءات والإملاءات الخارجية والمصالح الشخصية والفردية والعمل بوحدة وطنية وأجواء محبة وتصالح ووئام من أجل تجاوز الظروف اليمنية الراهنة وإيقاف العدوان السعودي وتحالفاته على بلادنا وأبناء شعبنا اليمني العظيم.