لحظة يا زمن…سماع النفس
يتساءل الكثيرون ما إذا كانت هناك حاسة سادسة , حاسة الأشياء غير العادية , أيما كانت الإجابة التي سوف تجيبون بها ,فهي خاطئة .
الحاسة السادسة موجودة ,ولكن ليس لها علاقة بغير العادي .
يمكن طرح السؤال بطريقة أخرى .
هل توجد حاسة سابعة ¿
والحقيقة أن أي نص علمي مطبوع بعد اكتشاف الدراجة يحصي ست حواس ,الخمس التقليدية بالإضافة إلى الاستقبال الذاتي .
وهذا الاسم السخيف لم يظهر له اسم شعبي لأنه لا يوجد أحد يتحدث عن هذه الحاسة.
وحاسة الاستقبال الذاتي هي الإحساس بالنفس ,وجع البطن ,ولذة الجماع ,وغصة المعدة وغصة القلب , هي كلها أحاسيس نحس بها من خلال إدراكنا لجسدنا ” وليس لها غالبا اسم محدد”.
وتتعلق هذه الحاسة بمجال إدراكي متاخم للوجدان ولهذا فقد تم نسيان وجودها وعدم الوعي بهذا المجال الجوهري للخبرة الأرضية تؤدي إلى كوارث كثيرة :
فهو قبل شيء يسهل سيطرة الذهن المنطقي , على الذهن الوجداني غير المنطقي ,وهذا خطير لأنه يجعل من الصعب استرخاء الذهن المنطقي .
إننا بحاجة للتوقف عن التفكير كل فترة وأن نأخذ في التأمل ,وهذا من السهل تحقيقه.
يكفي تكريس وقت لسماع الإدراك ,وبصفة خاصة الإدراك الداخلي لجسدنا ,ويزيد هذا من القدرة على الاستيعاب والفهم وإيجازا يمكن رفع درجة الأحاسيس وهكذا نعيش بشكل أكثر تكثيفا .
إنها فكرة جوهرية ,يمكن الحياة كثيرا أو قليلا بغض النظر عن الفترة الزمنية للحياة.
فمن يسمع الأحاسيس كثيرا يعيش حياته بدرجة أكبر لأن حياته لها تعريف أفضل وتكون أكثر إرضاء .
وسماع النفس حتمي أيضا لأنني إذا سمعت الأحاسيس فإنني أتوقف عن التفكير وأتحاشى بهذا الاستمرار في الاستنزاف الذهني .
وهذا مفيد ,فالذهن المنطقي في حاجة إلى فترات راحة طويلة لا ينشط فيها وإلا سوف يتحمل أكثر من طاقته , ويبدأ في إنتاج أفكار بلهاء ومتضخمة.
الاستماع إلى الأحاسيس بالتالي هو أجراء جوهري لصيانة الذهن .
“للكاتب الإيطالي :جاكوبوفو “