على مانحن مختلفون ¿!!
ن ………..والقلم
عبدالرحمن بجاش
كتبت أكثر من مرة هنا أن اليمني دائما لا يصدق نفسه أنه قادر على الإنجاز , يندهش لما أنجزه بعد أن يقوم بهدم ما بنى , يكتشف حجم الإنجاز , لكن بعد فوات الأوان !!! , قلنا وبتواضع عشرات المرات لا تسألوا السياسيين عما يحصل , بل اتركوا الأمر لدكاترة علم الاجتماع أصحاب ابن خلدون يقولون لم يتعامل اليمني مع نفسه بهذه الدونية العجيبة !!! , ويسري أمر الحروب الداخلية العبثية على الحالة التي أشير إليها ونريد من يوصفها قراءة وتحليلا والخروج بنتائج , فمعظم حروبنا لا تدري على ماذا , معظم الأحيان لإثبات أن هذا أفضل من ذاك , أو تتحول إلى معارك كسر عظم بين أشخاص فقط ليرسخوا حالة شخصية في ذهن الآخر تجعله يهابة ولا يقترب منه , بعد أن تنقشع غبار المعارك في المدن التي حولت الصحافة شوارعها إلى جبهات , وليس مناطق اشتباكات , سنعود إلى السؤال : على ماذا ¿¿ وستجد المستفيدين من هذه الحروب العبثية في مقيل واحد كما قال بنعمر في ظاهرة غريبة لا تجدها إلا في اليمن حيث تجد نخب القتال في ديوان واحد وكأن لا شيء حدث لان الضحية البسطاء , وعفى الله عما سلف !! وهات رأسك أحبها , وتعال نستعد لجولة صراع قادمة !! على ما يختلف اليمنيون إذا ¿ نحن بحاجة إلى من يجيب عن السؤال , فحين تقرأ تحليلات لمحللين عرب وأجانب فنراهم يعظمون الأمور , لأنهم لا يدرون , فمن العام 62 ونحن نتحارب لا ندري لماذا , بدليل أن كل حروبنا لم ينتج عنها أي رؤية أو مشروع إلا مشاريع شخصية عبارة عن أرصدة تتراكم في البنوك , وعمارات تنبت في الشوارع وتحولها إلى غابات من الاسمنت !! , فبعد كل حرب ترى فقط فللا جديدة , أما مشاريع استراتيجية تنقل البلاد إلى مصاف التطور الحقيقي فلا أثر للأمر !!! , هذا الأمر العامل الخارجي حولنا إلى أدوات , ولذلك ترى الأطراف تائهة , خائفة من أن تخسر كل شيء شخصي , لأن حروبنا يصنعها أشخاص , ويستفيد منها أشخاص , لانها ليست حروب وطنية كبرى من أجل أهداف كبرى تنقلك إلى مصاف حياة أكثر تطورا , والسبعون اليوم كحرب وطنية جرى سرقتها لنرى في الأخير أرصدة في البنوك , وفللا ما أنزل الله بها من سلطان !!! , ولان حروبنا شخصية فقد ترك شمال الشمال نهبا للظلم وتعسف المشائخ , وغابت المدرسة والمعمل , وبقيت البندقية عنوان الرجال وبقي الرجال يطحنهم الجوع والفقر والجهل , لم يحارب أحدا التخلف سبب كل المصائب , بل تم ترسيخه لغرض في نفس المستفيد , رحم الله البردوني من تنبه ونبه , لكن القوم رفضوا أن يستمعوا , الآن ما نبهنا له من نتائج للحروب العبثية أحقاد ستظهر هذه المرة بين الناس في المنطقة الواحدة, وهو مسلسل لن ينتهي ويريده أن يستمر من يريد , أمر واحد سيقف في وجهه إذا أجاب أحد ما عن سؤال مهم : على ما نحن مختلفون ¿¿ وليعلم اليمنيون أن التخلف هو من يفترض أن تشن الحرب ضده , لا أحد غيره , فجميعنا ضحيته , والمستفيد من يستفيد دائما من الحروب ……