ن ….والقلم .. حال الشارع …

انتصرت على الألم بالأمس وخرجت , وإن كنت أسير كالظل أعوج !!! , لكنني استقمت ما استطعت , وقلت احدث نفسي : أخرج لترى الناس  , ولأبدأ من الساكن كرسي السيارة بجانبي وانقل ما قاله بكل أمانة , سألته : في أي يوم نحن ¿ رد : والله مالي علم , هرشت رأسي عشرين مرة فلم استطع تذكر في أي يوم نحن !!! , قال مرة أخرى : إذ لم يعد في حياتنا جديد فلم يعد الأمر مهما أن تعرف اسم اليوم من الشهر , (( كله سوى )) , في النقطة الأولى ثمة أربعة شبان في يد كل منهم جهاز التليفون السيارة , والسلاح , تمنيت لو كان هؤلاء في مكان آخر , في مدرسة , في الجامعة , في مركز أبحاث , ولكن ما باليد حيله !! , في المسار الآخر ستصدقوني أن من يقود تلك السيارة طفل صغير ربما عمره سبع سنوات لا أكثر !! , أتوغل في الشارع , كدت اصطدم بسيارة قادمة , يفترض أنها تسير في الاتجاه الموازي , ولأن كلا يعتبر نفسه دولة قائمة بذاتها , فلا تستطيع حتى مجرد أن تشير إليه: ما تفعله خطأ !! , عمال النظافة هم وحدهم من يقومون بعملهم خير قيام وان بدون مرتبات ¿¿ , بجانب النقطة والنقاط الأخرى يبني الشباب (( دöيم )) صغيرة ينامون فيها , يتكننون داخلها من المطر , لكنها بأسقفها من الكراتين تشوه المشهد !!! , طوابير البترول (( تعجن )) الشوارع , وكل يقف بطريقته ويا ويلك أن تطل برأسك وتقول : هذا غلط !! , ادلف إلى حده السكنية , عند الإشارة الثانية ألمح جريدة (( الأولى )) , فأتصور أنها من الأعداد القديمة, ومع ذلك أهب إلى مكتبة عبدالله فأجد (الأولى) و(الشارع) أحدث نفسي عن انتصار إرادة الحياة بانتصار الكلمة , وذلك يؤكد أن الكلمة هي الحياة , بقي -أقول محدثا ذاتي صحيفة- (( الجمهورية )) أن تعود لتنتصر الكلمة انتصارها النهائي أمام قتل الحياة التي تؤديها الحروب العبثية التي لا طائل من ورائها سوى إرضاء عقد شخصية لا اقل ولا أكثر ومحاولة لإثبات إنني الكون والكون أنا !!  , أحس براحة بلا حدود فان تعود أي جريدة – أتحدث عن المهني الحقيقي فيها – إلى الحياة , ذلك يبعث الارتياح في النفس , أخرج لأجد صاحبي بائع (( الهند )) أو الذرة , فأسلم عليه وأواصل إلى صيدلية علي حمود فلا أجده , أحيي درهم صاحب البهارات صديقي , وأعود أدراجي , إلى صاحب السمك التهامي الرائع الذي أقضي معه وقتا نتحدث في كل شيء ويفيدني أفضل من أي سياسي أو حزبي أو ………… , ذلكم  هو موجز نشرة الصباح  , ومن يريد التفاصيل فليخرج إلى اقرب شارع.

قد يعجبك ايضا